الأربعاء 07 مايو 2025 م - 9 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

توصيل طلبات الطعام للمنازل من المسؤول.. حماية المستهلك أم بلدية مسقط؟

توصيل طلبات الطعام للمنازل من المسؤول.. حماية المستهلك أم بلدية مسقط؟
الاثنين - 05 مايو 2025 12:29 م

محمد الكندي

250

الجميع يستمتع بتناول وجبة مع الأصدقاء والأُسرة بالمنزل.. لكنَّ الحصول على فرصة للاستمتاع بوجبة جاهزة من مطعمِك المُفضَّل وأنْتَ مرتاح في منزلك لا يقدَّر بِثَمن أيضًا وقد اكتسب ضجَّة، خصوصًا بَيْنَ هذا الجيل الجديد.

فأصبحتْ خدمات التَّوصيل جزءًا لا يتجزأ من نجاح المطاعم.. وضمان تجربة عملاء استثنائيَّة أمرًا بالغ الأهميَّة لِتَحقيقِ النَّجاح، خصوصًا مع استمرار زيادة الطلب على الطَّعام واللُّجوء للخيار السَّهل والطَّلب عن بُعد.. لذلك أصبح تحسين عمليَّة توصيل الطَّعام أمرًا جللًا يَجِبُ أن يتمَّ دراسته والتَّخطيط له بكافَّة المعايير الوقائيَّة لِضَمانِ جودته.

في هذا الشَّأن يَجِبُ على الجهات المعنيَّة والمُختصَّة ـ وهي بلديَّة مسقط وهيئة حماية المستهلك ـ أن يكُونَ هناك وجود رقابة ومراجعة لِتَلافِي السَّلبيَّات الَّتي باتَتْ ملموسةً في هذا القِطاع الحيَوي؛ نتيجةً لِتَوسُّع النَّشاط ودخول الكثيرين من المستثمِرِين فيه من الوافدين الآسيويِّين.. أي مراقبة استخدام وسائل نقْلٍ سيِّئة، سواء السيَّارات أو الدرَّاجات النَّاريَّة لِتَوصيلِ الطَّلبات، إضافةً إلى سُوء زيِّ (هندام) أولئك المندوبِينَ، ومُخالَفة الكثير مِنْهم للاشتراطات والضَّوابط المُنظِّمة لهذا النَّشاط الَّذي أثبتَ أهميَّته وجدواه.

الإخوة الكرام في الجهات المسؤولة.. إنَّ الضَّوابط والاشتراطات لهذا النَّشاط تَضْمن تلافي تلك السَّلبيَّات الَّتي يتسبَّب به مندوبو توصيل الطَّلبات، وأيضًا سُوء المَركبة أو الدرَّاجة النَّاريَّة المستخدَمة في التَّوصيل، والحرص على ملاءمتها فنيًّا وصحيًّا لذلك العمل، وكذلك جهوزيَّة المندوب الَّذي يَقُومُ بالتَّوصيلِ. ولكنَّ المُشْكلةَ تكمن في عدم التَّقيُّد بتلك الضَّوابط والتَّساهُل في تنفيذها.. لذا لزمَ على الجهات المسؤولة عن تلك الأُمور تشديد الرَّقابة وفرض العقوبة والغرامة بحدِّها الأقصى لِتَلافِي تلك المظاهر السيِّئة. فالبلديَّة مطلوب مِنْها التَّشديد فيما يخصُّها من حيثُ ضمانُ تحصُّل مندوب التَّوصيل على الشَّهادة الصحيَّة، ومن حيثُ ضوابط تغليف الطَّلبات ونظافة الحافظات الَّتي تُنقَل فيها الطَّلبات، وخلاف ذلك من الأمور الَّتي تعني البلديَّات. نحن نَعْلَم أنَّ ظهور سلبيَّات مِثل عدم انضباط بعضهم أو مخالفتهم أمْرٌ وارد.. ولكنَّ الحلولَ موجودة، ويُمكِن التَّوَصُّل لها عَبْرَ دراسة تلك السَّلبيَّات ويُمكِن أيضًا معالجتها.

يَجِبُ التَّنويه لهذه المطاعم إلى وجوب الاهتمام بتغليف المنتَج وتشميعه؛ للحفاظِ على الطَّعام ساخنًا وطازجًا، وأيضًا ضمان سلامة وسهولة حمْلِ الطَّعام، حيثُ يُعَدُّ توصيل الطَّعام البارد والكيس مفتوح من أسباب التَّسمُّم لدَى العملاء وخسارتهم. مع الاهتمام بتوفير أكياس تجعلُه مناسبًا عِندَ حمْلِه من قِبل شركات النَّقل والتَّوصيل للحفاظِ عَلَيْه في حالةٍ ممتازة حتَّى وصوله للعميل.

وأيضًا من الضَّروري الاهتمام بتغليف المنتَج بطريقةٍ جذَّابة وفاخرة، ومن المُمكن أن يُحسِّنَ صورة علامة المطعم التِّجاريَّة بشكلٍ كبير، ويعمل كأداة تسويقيَّة قويَّة؛ حتَّى يبقَى المطعم في ذاكرة الزّبون.

وكما أوضحتُ سابقًا فإنَّ السَّائقين هُمْ ممثِّلو العلامة التِّجاريَّة لهذه المطاعم أمام العملاء، لذلك فمن الضَّروري يا أصحاب المطاعم التَّأكُّد من مظهر السَّائقِين وزيِّهم (هندامهم) واهتمامهم بالنَّظافة واللّياقة العامَّة وكفاءتهم لتقديمِ مطاعمكم بشكلٍ جيِّد.

وفي الختام عزيزي المواطن.. نحن شَعب طيِّب بفِطرته.. يثقُ في الأجانب ثقةً بِدُونِ حدود.. فانتبِه لمشاكل الأجانب، ولا بُدَّ من أخذِها في التَّحوُّط والانتباه، ومَن لم يتَّعظْ بغيرِه فإنَّ نهايته تكُونُ غير حميدة وعَلَيْنا بالحذر.

محمد الكندي

 كاتب عماني