الأربعاء 07 مايو 2025 م - 9 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

الذكاء الاصطناعي للخير أم للشر؟

الذكاء الاصطناعي للخير أم للشر؟
الاثنين - 05 مايو 2025 12:17 م

أحمد صبري

10

باتَ الاعتماد المتزايد على الذَّكاء الاصطناعي من شأنه أن يمهِّدَ الطَّريق لإعادة تشكيل ملامح الحروب المستقبليَّة.

ويحذِّر محلِّلون من أنَّ هذا الاعتماد قد يفتح الباب أمام سباق تسلُّح رقمي جديد، يُمهِّد لِتَحوُّل جذري في أساليب الحروب، حيثُ تؤدِّي أنظمة الذَّكاء الاصطناعي دَوْرًا متزايدًا في عمليَّات الاستهداف العسكري. في الصِّراع المستمر في منطقتنا أدَّى حسب هؤلاء إلى التَّعاون بَيْنَ شركات التكنولوجيا الأميركيَّة و»إسرائيل» لِتَعزيزِ قدرات التَّتبُّع والاستهداف، الأمْر الَّذي تسبَّب في تنفيذ هجمات بوتيرة أسرع ودقَّة أكبر.

ومع هذا التَّطوُّر، فإنَّه باتَ يُثير مخاوف متزايدة حَوْلَ تداعيات التكنولوجيا على حياة المَدَنيِّين، خصوصًا مع ارتفاع أعداد الضحايا بشكلٍ غير مسبوق.

كشفتِ الحرب «الإسرائيليَّة» على غزَّة عن اعتماد جيش الاحتلال «الإسرائيلي» على تقنيَّات متقدِّمة من تطوير شركات أميركيَّة كبرى، في عمليَّات الاستهداف فإنَّ استخدام هذه التقنيَّات شهد قفزةً نَوعيَّة بعد السَّابع من أكتوبر، حيثُ ارتفع معدَّل استخدامها (200) مرَّة.

في السَّنوات الأخيرة، ظهر لاعب جديد على ساحة المعركة: الذَّكاء الاصطناعي. والواقع أنَّ دَوْرَ الذَّكاء الاصطناعي في هذه الصِّراعات مُتعدِّد الأوْجُه، حيثُ يقدِّم فوائد ومخاطر محتملة.

وأصبحتِ الطَّائرات بِدُونِ طيَّار المُسلَّحة المُزوَّدة بأنظمة استهداف تعمل بالذَّكاء الاصطناعي ركيزة أساسيَّة في الصِّراعات في منطقتنا، تُثير مخاوف بشأن الخسائر المَدنيَّة والمساءلة والحرب الأخلاقيَّة.

ورغم أنَّ الذَّكاء الاصطناعي يقدِّم مزايا لا يُمكِن إنكارها في الحروب الحديثة، فإنَّ استخدامَه يُثير مخاوف أخلاقيَّة كبيرة. فالاحتمالات في تشغيل أنظمة الأسلحة المُستقلَّة دُونَ إشراف بَشَري تُثير تساؤلات حَوْلَ المساءلة وخطر العواقب. وعلاوةً على ذلك، فإنَّ استخدام الذَّكاء الاصطناعي في الحرب السيبرانيَّة من شأنه أن يطمسَ الخطوط الفاصلة بَيْنَ الأهداف العسكريَّة والمَدنيَّة، ممَّا قد يؤدِّي إلى أضرار جانبيَّة واسعة النِّطاق وغير مقبولة.

إنَّ القرار بشأن ما إذا كان الذَّكاء الاصطناعي سيُصبح قوَّة للخير أو الشَّر في الحروب يقع على عاتق البَشَريَّة نَفْسها. يتعيَّن أن نتعاملَ مع هذه التكنولوجيا بحذر وبصيرة، مع ضمان أنَّها تخدم قضيَّة السَّلام والأمن للجميع.

وعاتق البَشَريَّة مُثقَل بالجرائم الَّتي ترتكبها قوَّات الاحتلال «الإسرائيلي» ضدَّ الشَّعب الفلسطيني الَّتي تستخدم تقنيَّات التكنولوجيا الحديثة لإيقاع أفدح الخسائر بشَعبنا الصَّامد في غزَّة، وتحوَّلت بفعل هذه الجرائم إلى مدينة منكوبة وأهْلُها يعانون من الجوع والقتل والتَّهجير، فضلًا عن إنكارها لحقوقه التَّاريخيَّة المشروعة في إقامة دَولته المُستقلَّة وعاصمتها القدس الشَّريف.

أحمد صبري

كاتب عراقي

[email protected]