وزير الصحة: الإنجاز مرحلة فارقة فـي تاريخ جراحة القلب بسلطنة عمان
كتب ـ سليمان الهنائي:
نجحت سلطنة عُمان في إجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيًّا، ونقله إلى مريض عُماني يعاني من قصور في عضلة القلب وفشلها، قام بإجراء العملية فريق طبي عُماني متكامل ذو قدرات عالية من الخبرة ومتمكن من جميع التخصصات. أقيمت العملية في المركز الوطني لطبّ وجراحة القلب بالمستشفى السُّلطان بمشاركة وإشراف من معالي الدكتور هلال بن علي بن السبتي وزير الصحة، الذي شارك ضمن الفريق الجراحي لما يتمتع به معاليه من خبرة واسعة في مجال جراحة القلب بالتعاون فريق دولي مراقب.
وحول العملية أعرب معالي وزير الصحة في اللقاء الإعلامي والذي عقد أمس بالمستشفى السُّلطاني عن سعادته بهذا الإنجاز والذي يُعَدُّ مرحلة فارقةً في مَسيرة القطاع الصحيّ في سلطنة عُمان، حيث تمت زراعة قلب مأخوذ من متبرع متوفى دماغيًّا وفقًا لأعلى المعايير الطبية والأخلاقية وبما يتماشى مع القوانين الوطنيَّة والتوصيات الدوليَّة المعتمدة في مجال التبرع بالأعضاء. وأضاف معاليه إنَّ هذا الإنجاز ليس ثمرة جهد فريق طبيّ فحسب؛ بل يعكس رؤيةً وطنيَّة متكاملةً تتجلى فيها القيادة الحكيمة وكفاءة القدرات الوطنية وروح العطاء الإنساني، كما أثبت العاملون في القطاع الصحي جاهزيتهم لأداء المهام الطبيَّة بدرجات الكفاءة والمسؤولية العالية.
وأفاد معاليه نحتفي اليوم بتسجيل مرحلة فارقة في تاريخ جراحة القلب في سلطنة عُمان، تضاف إلى سجل وطني حافل بالمنجزات إذ كان المريض العُماني يعاني من قصور حادٍّ في عضلة القلب، وقد فقد من قبل شقيقين له بسبب المرض ذاته، وبفضل قرار شجاع من عائلة متبرع كريم متوفَّى دماغيًّا، تمكّنا من منحه فرصة جديدة للحياة، معربًا عن شكره وتقديره لذوي المتوفَّى الذين قدَّموا نموذجًا يُحتذى به في العطاء، وصورة مشرقة لِقِيَم الرحمة والإنسانية.
فيما قال الدكتور قاسم بن صالح العبري استشاري جراحة قلب بالمستشفى السُّلطاني بأن نجاح أول عملية زراعة قلب بأيد عُمانية خالصة يمثل إنجازًا غير مسبوق يعكس مستوى التقدم الذي وصل إليه قطاعنا الصحي، وهو ثمرة سنوات من العمل الجادِّ، والتخطيط الدقيق، والاستثمار في الكفاءات الوطنيَّة.
وأكَّد الدكتور نجيب بن زهران الرواحي مدير المركز الوطني لطبِّ وجراحة القلب بالمستشفى السُّلطاني أنَّ نجاح عملية زراعة القلب يُمثِّل شهادة على سنوات من التفاني والتدريب المكثف والروح التعاونية التي قامت بها جميع الفرق بالمركز بدءًا من الفريق المتخصِّص بالعناية بمرضى قصور عمل القلب الشديد وفريق الجراحة وفريق التخدير وفريق العناية المركزة القلبية لما بعد الجراحة وغيرها من الفرق.
وأوضح إسحاق بن سعيد العامري استشاري تخدير قلب بالمستشفى السُّلطاني إلى الإجراءات التي قام بها فريق التخدير في تجهيزات العملية وشارك فيها عدد من الكوادر المتخصّصة من فريق الجراحين وأطباء التغذية للقلب والممرضين وتروية القلب وأطباء القلب وأطباء المناعة وأطباء الالتهابات، تضمنت عقد اجتماعات ولقاءات لمدة 3 إلى 4 أيام ما قبل العملية وعمل الفحوصات للمتبرع وللمستقبل للتأكد من ملاءمة العضو عند زراعته.
واستعرضت الدكتورة آمنة بنت سليمان البوسعيدية طبيبة قلب بالمستشفى السُّلطاني الإجراءات التي تم اتباعها قبل زراعة القلب، والتي تضمنت إجراء فحوصات كثيرة من بينها التصوير التلفزيوني للقلب للتأكد من وجود فشل متقدم للقلب وإجراء فحوصات أخرى منها فحص القسطرة والتأكد من وجود فشل متقدم وعدم وجود التهابات معينة وغيرها من الإجراءات التي تمثل أهمية كبيرة من أجل صحة المريض.
