الجمعة 02 مايو 2025 م - 4 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

المثلث الأحمر ومحاكمة دولية جديدة

المثلث الأحمر ومحاكمة دولية جديدة
الأربعاء - 30 أبريل 2025 01:48 م

جودة مرسي

30

تُطالب المعارضة في داخل كيان الاحتلال الصُّهيوني ومعها المُجتمع الدّولي مُجرِم الحرب رئيس وزراء الكيان المحتلِّ الـ(نتنياهو) بتقديم استقالته وإيقاف المجازر الدمويَّة وحرب الإبادة الَّتي تُشن ضدَّ العزَّل في قِطاع غزَّة، مع تصاعد الأزمة الإنسانيَّة الَّتي تفاقمتْ بأزمة الجوع في قِطاع غزَّة مع نفاد الغذاء وشُح المياه، ممَّا يُهدِّد حياة المَدَنيِّين، خصوصًا النِّساء والأطفال وكبار السِّن. فمنذُ الثاني من مارس، تمنع حكومة الإرهابي الـ(النتنياهو) دخول الإمدادات الإنسانيَّة إلى قِطاع غزَّة، ممَّا أدَّى إلى نفاد مُعْظم المواد الغذائيَّة الَّتي دخلتْ خلال وقف إطلاق النَّار في بداية العام، حيثُ يُشير الوضع الميداني إلى ارتقاء العديد من الضحايا إلى الشَّهادة، وحدوث إصابات بالغة للعديد من الفلسطينيِّين جرَّاء الغارات الإجراميَّة الَّتي يرتكبها جيش الاحتلال في مناطق مُتعدِّدة بقِطاع غزَّة، منذُ استئناف الحرب في الثَّامن عشر من مارس الماضي، لِترتفعَ حصيلة الشُّهداء إلى (2,222) شهيدًا، بَيْنَما بلغ عدد الجرحى (5,751) جريحًا، فيما أعلنتِ المقاوَمة الباسلة عن عودة المسافة صفر ويَعُودُ معها رؤية المثلث الأحمر الَّذي يبهج صدور الشُّرفاء، باستهدافه لِمُعدَّات وجنود جيش الكيان المحتلِّ لِيفسدَ كُلَّ مُخطَّطاتهم في التَّوغُّل وإيقاع العديد مِنْهم بَيْنَ قتيل وجريح لِتتسارعَ طائرات الإسعاف الطَّائر الَّتي تأتي لِنَقلِ القتلى والمُصابِينَ.

محكمة العدل الدّوليَّة

فيما تتصاعد الأحداث في قِطاع غزَّة، تنظر محكمة العدل الدّوليَّة في لاهاي في اتِّهامات موَجَّهة لحكومةِ التَّطرُّف الَّتي تُمثِّل الكيان المحتلّ، بانتهاك القانون الدّولي من خلال منعِ دخول المساعدات الإنسانيَّة إلى غزَّة، ويواجه رئيس وزراء الكيان المحتلِّ مُجرِم الحرب الـ(نتنياهو) ضغوطًا متزايدة، سواء من الدَّاخل أو من المُجتمع الدّولي، للمطالبة باستقالتِه ومحاسبته على ما يُتَّهم به من جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة، وكانتِ المحكمة الجنائيَّة الدّوليَّة أصدرتْ سابقًا مذكّرتَي توقيف بحقِّه ووزير الدِّفاع السَّابق يوآف جالانت، بتُهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة خلال الحرب على غزَّة. تشمل التُّهم استخدام التَّجويع كسلاح حرب، والقتل، والاضطهاد، وتوجيه هجمات متعمدة ضدَّ المَدَنيِّين، ومؤخرًا ارتفعتِ الدَّعوات الدَّاخليَّة للاستقالة على السَّاحة السِّياسيَّة، وطالبَ زعيم المعارضة يائير لابيد الـ(نتنياهو) بالاستقالة، محمِّلًا إيَّاه مسؤوليَّة «أكبر إخفاق للشَّعب اليهودي منذُ المحرقة»، وذلك بعد الغارة الجويَّة الَّتي أسفرَتْ عن مقتلِ عشرات الفلسطينيِّين في رفح، والَّتي وصفها الـ(نتنياهو) بأنَّها «خطأ كارثي»، يتزامن ذلك مع الضُّغوط الدّوليَّة المتزايدة، حيثُ تنظر محكمة العدل الدّوليَّة في لاهاي في اتِّهامات موَجَّهة لحكومة الكيان المحتلّ باستخدام المساعدات الإنسانيَّة كسلاح حرب في غزَّة، كما أنَّ مذكّرات الاعتقال الصَّادرة عن المحكمة الجنائيَّة الدّوليَّة تُلزم الدوَل الأعضاء باعتقال الـ(نتنياهو) وجالانت إذا دخلا أراضيها. وعلى الرَّغم من ذلك فإنَّ ما يواجهه رئيس الحكومة المتطرِّفة للكيان المحتلِّ من اتِّهامات دوليَّة ممثَّلة في محكمة العدل الدّوليَّة، وضغوط داخليَّة من معارضة وإن كانتْ ضعيفة، يظلُّ متمسكًا بموقفه الرَّافض للاعتراف بالمسؤوليَّة أو الاستقالة. ومع استمرار التَّحقيقات الدّوليَّة وتزايد الانتقادات، يبقى مستقبل الـ(نتنياهو) السِّياسي محلَّ تساؤل بَيْنَ الرَّغبة في إنقاذه والهروب من المساءلة والسّجن لِتُهم فساد وسُوء إدارة للحرب، فيطيل أمَد الحرب مرتكبًا العديد من الجرائم، أملًا في تحقيق أيِّ انتصار ـ بعيد المنال ـ على المقاوَمة الباسلة رغم المساعدة المطْلقة من العديد من الدوَل الكبرى مثل الولايات المُتَّحدة وبريطانيا، الَّتي تُسانده بالمال والعتاد والمواقف السِّياسيَّة والأُمميَّة، وكأنَّ العالَم أصبح تحت رهان ومستقبل سياسي لمُجرِم حرب لم يشهدِ التَّاريخ مثيلًا لجرائمِه الَّتي بسببها أصدرتِ الجنائيَّة الدّوليَّة مذكّرة توقيف بحقِّه، وفي انتظاره إدانة جديدة من العدل الدّوليَّة، ومع ذلك لايزال البعض من القوم يراهنون على السَّلام معه.

جودة مرسي

[email protected]

من أسرة تحرير «الوطن »