الجمعة 02 مايو 2025 م - 4 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

فعاليات متنوعة وأمسيات هادفة .. وإصدارات تلامس الفكر والوجدان بمعرض مسقط الدولي للكتاب

فعاليات متنوعة وأمسيات هادفة .. وإصدارات تلامس الفكر والوجدان بمعرض مسقط الدولي للكتاب
الثلاثاء - 29 أبريل 2025 02:40 م
10

مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا فـي تعزيز الهوية الوطنية

 مسقط ـ العُمانية: نظّمت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب أمسيةً أدبيةً بعنوان (ترجمة الأدب العربي)، ضمن فعاليات الدورة الـ29 للمعرض، بمشاركة عدد من الكُتّاب والمترجمين والباحثين في الشأن الثقافي. واستعرضت الأمسية أهمية الترجمة باعتبارها جسرًا ثقافيًّا حيويًا ينقل الإبداع والفكر العربي إلى العالم، ويعزز من التواصل الحضاري بين مختلف الشعوب والثقافات. وقالت المترجمة البريطانية آليس جوثري: تعلمت اللغة العربية في بلاد الشام، ولقد لفتتني الثقافة العربية منذ البداية، فهي حضارة عريقة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، ومحيط ثقافي غني يستحق أن نغوص فيه عبر الترجمة. وأضافت: بدأت علاقتي بالترجمة بعد سنوات من اهتمامي بالأدب العربي، حين نشأت لي صداقات كثيرة في العالم العربي، ومن تلك اللحظة أدركت وجود أدب عربي غني يحتاج أن يُقدّم بلغة أخرى. أتذكر أنني قبل أن أُتقن العربية، قرأت رواية (موسم الهجرة إلى الشمال)، وتساءلت عن الجمال الذي تحمله الجمل في لغتها الأصلية.

وتحدثت جوثري عن تجربتها في ترجمة الأدب العماني قائلة: رواية (دلشاد) للكاتبة بشرى خلفان كانت أول عمل عماني أترجمه، اكتشفت خلالها أن النصوص العمانية تزخر بالتفاصيل الدقيقة، وبعض الحوارات تأتي باللهجة العامية، مما تطلب تواصلي المباشر مع الكاتبة لتوضيح بعض المعاني، فالترجمة عمل جماعي ولا يمكن للمترجم أن يدّعي امتلاك الخبرة المطلقة. وتضمنت الأمسية قراءات أدبية مترجمة لعدد من النصوص الأدبية العربية، سلطت الضوء على تجارب بارزة في مجال الترجمة، إلى جانب مناقشة سبل دعم المترجمين العمانيين وتوسيع نطاق المشاريع الأدبية المترجمة.

ونظم مركز العوتبي للدراسات الثقافية والتراثية بجامعة صحار، ندوة بعنوان (الهوية التراثية العمانية في المنجز البحثي الجامعي: خلاصات ورؤى)، ناقشت عددًا من البحوث العلمية فيما يخص التراث والثقافة العمانية، وأهمية تطبيق المنهج في البحث التراثي، وهي الحكايات الشعبية والحفاظ على اللغة الكمزارية، بالإضافة إلى العطر والتعطر، والأدوات المنهجية والإجراءات المتبعة لتحقيق أهداف البحوث.

واستضافت الندوة الدكتور علي بن سالم المانعي مساعد عميد كلية التربية والآداب بجامعة صحار، الذي قدم خلاصة عن دراسته حول الحكاية الشعبية في محافظة شمال الباطنة، وتناول فيها الحكايات والأساطير المرتبطة بالمكان، مركزًا على أن التراث يعد من أهم المصادر المادية للنشاط الإنساني الذي يعين على استرجاع المفقود في ضوء أن التراث مصدر غير متجدد وهو من العناصر الجاذبة للسياحة ، مع التأكيد على ضرورة استثمار الخبرة في التعرف على المخزون التراثي والمحافظة على الموروث الشعبي وتخليد الأساطير والحكايات، الأمر الذي يسهم في ثراء السياحة في سلطنة عُمان وتنويع مصادر الدخل واستدامة الإرث الثقافي، وجعل الحكاية والأسطورة أداة ترويجية.

كما استضافت الندوة الدكتورة هاجر حراثي باحثة أكاديمية واستاذة مشاركة في الأدب العربي القديم بجامعة صحار، وقدمت خلاصة عن بحثها حول العطر والتعطر في الثقافة العمانية، وكونها من الممارسات العطرية الموروثة وما يتصل بها من مكونات وخلطات ورموز وطقوس ووظائف وأدوار جمالية وسحرية واجتماعية ودينية واقتصادية وغيرها، وأهمية الحفاظ على هذا الموروث من الاندثار حيث يتمسك به العمانيون بالرغم من تطور صناعة العطور ورواج العطور الأجنبية.

أما الدكتورة دولا القاضي أستاذة بكلية الدراسات اللغوية في جامعة صحار، قدمت خلاصة عن بحثها حول اللغة الكمزارية وجمعها وتوثيقها، الذي يندرج ضمن علم توثيق اللغات والدراسات اللسانية، ويهدف إلى توثيق اللغة الكمزارية، وهي إحدى اللغات المهددة بالاندثار في سلطنة عُمان.

ونظمت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم جلسة حوارية بعنوان (المؤشرات الثقافية، أهميتها وأدوارها)، ناقشت مفهوم المؤشرات الثقافية والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى كيفية قياس هذه المؤشرات ودورها في التنمية الاقتصادية والسياحية وغيرها من المجالات.

وأشار طالب الوحشي من مركز الإحصاء والمعلومات إلى أن المركز يستقصي المعلومات من 50 جهة حكومية، بالإضافة إلى الاعتماد على الاستطلاعات التي يقوم بها المركز.

ووضح محمد السليمي مدير دائرة النمذجة الاقتصادية بوزارة الاقتصاد أن المؤشرات الثقافية للخطة الخمسية الحادية عشرة تقوم على شقين: اقتصادي وتنموي وتتميز بوضوح الخط الزمني لتنفيذها، حيث تتمثل في أربع سنوات عمل وسنة تقييم أو قياس.

وأفاد خلفان العبري مدير دائرة شؤون معارض الكتاب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب أن هناك لجنة مختصة تندرج ضمن لجان معرض مسقط للكتاب ويترأسها فريق من جامعة السلطان قابوس وعدد من المختصين بوزارة الثقافة والرياضة والشباب تهتم برصد وقياس التقدم الثقافي وتطوير المؤسسات الثقافية، وقياس مؤشرات المشاركة الفنية والثقافية.

وأكد على أن الوزارة في 2024 نفذت 555 نشاطًا ثقافيًّا، مشيرًا إلى دور معرض مسقط الدولي للكتاب في تنشيط الحركة الاقتصادية من حيث توفير فرص عمل، وتنشيط الحركة الفندقية، والحركة السياحية.

وقال علي الفليتي من المركز الإحصائي الخليجي إن الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون (2020-2030م) تمثل خارطة طريق للعمل الثقافي المشترك، بهدف تعزيز الهوية الخليجية المشتركة، والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد، ودعم الموروث الثقافي الخليجي، مؤكدًا على أن الاستراتيجية تتم مراجعتها كل ثلاث سنوات ضمن خطة تنفيذية واضحة ولائحة تنظيمية تحدد الأدوار والمسؤوليات. وأشار إلى أن المركز يعتمد على إطار اليونسكو لإحصاءات الثقافة (2009م) لضمان اتساق البيانات مع المعايير الدولية، وسهولة المقارنة الإقليمية والعالمية. وأكد المشاركون على أن المؤشرات الثقافية في تنامٍ وصعود دائم، ويدل على ذلك مشاركة سلطنة عُمان وحضورها في الفعاليات الثقافية حول دول العالم، وفوز العمانيين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.


فعاليات متنوعة وأمسيات هادفة .. وإصدارات تلامس الفكر والوجدان بمعرض مسقط الدولي للكتاب
فعاليات متنوعة وأمسيات هادفة .. وإصدارات تلامس الفكر والوجدان بمعرض مسقط الدولي للكتاب