الخميس 01 مايو 2025 م - 3 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

وهج الحروف ورصانة الطرح الأدبي والفني.. عوامل محفزة لزوار معرض مسقط الدولي للكتاب

وهج الحروف ورصانة الطرح الأدبي والفني.. عوامل محفزة لزوار معرض مسقط الدولي للكتاب
الاثنين - 28 أبريل 2025 03:30 م
10

ردهة الفنون تضم 412 عملا فنيا متنوعا بين الرسم والنحت والخط العربي والتصوير الضوئي

مسقط ـ العُمانية: تتواصل الفعاليات والمناشط الثقافية والأدبية، التي تصاحب معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ٢٩، حيث دشنت جمعية الأطفال أولًا، كُتيّبها التوعوي الجديد بعنوان (أنا واعٍ)، في إطار جهودها المتواصلة لنشر ثقافة حقوق الطفل، وتعزيز بيئة آمنة تحمي الطفولة، تحت رعاية صاحبة السُّمو السّيدة الدّكتورة منى بنت فهد آل سعيد، رئيسة الجمعية. وأكدت صاحبةُ السّمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، رئيسة مجلس إدارة جمعية الأطفال أولاً، أن الجمعية أولت اهتماما واسعًا بحماية الطفل من جميع أشكال الإساءة والعنف من خلال إيجاد مشروعات وأنشطة تنموية للأطفال، وإعداد المطبوعات التوعوية والتثقيفية للطفل وولي الأمر.

وأكدت على أن تدشين الكُتيّب يعكس الدور الذي تقوم به الجمعية في توعية الطفل لحمايته من التحرش، وذلك بالاستعانة بالصور والرسومات التي تسهم في تثقيف الأطفال والبالغين وتحميهم من الإساءة.

وقالت أمل بنت خليفة الشماخية، مدربة معتمدة في حقوق الإنسان من مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق، مؤلفة الكتاب: يأتي إصدار كُتيب (أنا واعٍ) انطلاقًا من قناعة الجمعية العميق بأن حوادث التحرش بالأطفال تترك آثارا نفسية خفيّة قد تستمر مدى الحياة، وأن الصمت لا يحمي الضحايا بل يفاقم معاناتهم. واعتمد الكُتيب أسلوبًا مبسّطًا وتفاعليًّا لتعريف الطفل بحقوقه وبحدود جسده التي يجب أن يحترمها الجميع، موضحًا بطريقة مباشرة الخطوات الواجب اتخاذها عند التعرض لأي تصرف غير لائق.

وأضافت: يركّز الكُتيب على استخدام الصور والرسوم التوضيحية المصممة خصيصًا لجذب انتباه الأطفال، ويحتوي على أنشطة تفاعلية مثل التلوين واختيار الإجابة الصحيحة لترسيخ المفاهيم بطريقة ماتعة وغير مباشرة. ويقدم معلومات توعوية لكل من يسهم في تنشئة الأطفال، مشجعًا على فتح حوار مفتوح وصريح مع الأبناء حول حقوقهم وكيفية حماية أنفسهم.

كما استضافت اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب جلسةً حواريةً ثرية بعنوان (مشاريع جمع التاريخ المروي)،

تعمقت الجلسة في مناقشة أهمية توثيق الروايات الشفوية والمرويات التاريخية في سلطنة عُمان، والتحديات الجوهرية التي تواجه هذه المشاريع، بالإضافة إلى إبراز الدور المحوري للمؤسسات الأكاديمية والثقافية في تنظيم مشاريع البحث الميداني المتخصصة. وتناولت الجلسة بعمق أهمية جمع وتوثيق التاريخ المروي باعتباره لبنة أساسية في صرح الهوية الوطنية، وأكد المشاركون ضرورة وضع أطر علمية وتقنية حديثة لحفظ الروايات الشفوية وصونها من الاندثار والتلاشي. تأتي هذه الجلسة ضمن برنامج اللجنة الثقافية الطموح الرامي إلى إبراز التراث الوطني وصونه للأجيال القادمة، في إطار رؤية (عُمان 2040) الداعية إلى الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية وتعزيزها.

وشهد معرض مسقط الدولي للكتاب جلسة حوارية بناءة نظمها مجلس الشورى، تناولت جهود المجلس في قطاعات التعليم والثقافة والشباب، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ29 للمعرض. واستعرضت الجلسة أدوار المجلس في تعزيز ودعم هذه القطاعات الحيوية في سلطنة عُمان، كما سلطت الضوء على جهود لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار في النهوض بقطاع التعليم من خلال اختصاصها التشريعي والرقابي، وتضمنت الجلسة الحوارية مناقشة مستفيضة لأدوار لجنة الشباب والموارد البشرية في متابعة قضايا الشباب، وأهم الملفات الوطنية والمقترحات التي بحثتها في إطار عمل المجلس واختصاصاته، بالإضافة إلى دور لجنة الإعلام والسياحة والثقافة في الارتقاء بقطاع الإعلام والسياحة والثقافة في سلطنة عُمان من خلال أدوار مجلس الشورى في التشريع والمتابعة.

وأُقيمت بمعرض مسقط الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان (اللغويات وتجربة بحث اللهجات في سلطنة عُمان)، استعرضت الجهود البحثية المبذولة لتحليل التنوع في اللهجات، وأهمية تدوين اللهجات المحلية باعتبارها مكونًا أصيلًا من التراث الثقافي واللغوي الوطني. وتناولت الجلسة الأساليب العلمية المعتمدة في التدوين المنهجي للهجات، وأهمية إنشاء قواعد بيانات لغوية شاملة تسهم في صون هذه الثروة اللغوية للأجيال القادمة.

وتحدث البروفيسور البريطاني كليف هولز، أستاذ دراسات العالم العربي المعاصر بجامعة أكسفورد، عن الدراسات التي أجراها في هذا المجال وما أظهرته من وجود صلة وثيقة بين اللهجات العُمانية وبعض اللهجات في دول الخليج العربية، مقدمًا نماذج عدة من المصطلحات المحلية التي تمثل أوجه التشابه بين هذه اللهجات. كما تم خلال الجلسة تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الباحثين في هذا المجال، ومن أبرزها الحاجة إلى الدعم المؤسسي، وتدريب كوادر متخصصة في مجال علم اللهجات والدراسات الميدانية. وأكد المشاركون على ضرورة تعزيز الدراسات اللغوية الميدانية وربط نتائجها بالتخطيط اللغوي والثقافي الوطني.

وأقامت المديرية العامة للفنون بمعرض مسقط الدولي للكتاب، جلسةً حواريةً بعنوان (دور المسرح في بناء الوعي الثقافي)، استكشفت تطلعات الشباب العُماني نحو تطوير الحركة المسرحية وتعزيز دور المسرح في الارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي، إلى جانب تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المسرحيين، وأهمية الاستثمار في الطاقات الشابة وتوفير بيئة خصبة للإبداع الفني. وتطرقت الجلسة إلى محاور عدة، شملت واقع الفرق المسرحية الشبابية، وآفاق التعليم المسرحي المتخصص، ودور المؤسسات الثقافية والفنية في رعاية الكوادر الموهوبة، إضافة إلى أهمية تكثيف الإنتاج المسرحي وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية وتفاعلها.

وتجمع (ردهة الفنون) التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، الفنون بجميع مجالاتها، كالفنون التشكيلية والتصوير الضوئي والموسيقى والمسرح بمشاركة 27 جهة حكومية وخاصة، تضمنت 412 عملًا فنيًّا متنوعًا بين الرسم والنحت والخط العربي والتصوير الضوئي و61 فعالية تنوعت بين الموسيقى والفنون التشكيلية والنحت والتصوير الضوئي. وتهدف الردهة إلى نشر الثقافة الفنية لجميع فئات المجتمع، وتتيح للفنان الفرصة للتعبير عن ذاته ونشر فنّه وتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين والفرق المشاركة بالمعرض. وتقام في ردهة الفنون خلال أيام المعرض عدة فعاليات وبرامج كالمعارض والجلسات الحوارية وحلقات العمل والحفلات الموسيقية والخط العربي والتصوير الضوئي والمسرح.

ويوجد بردهة الفنون ركن (ويبقى الأثر) يضم مختلف المقتنيات الفنية للفنانين الراحلين منهم أيوب ملنج وموسى عمر ومحمد نظام، بالإضافة إلى جلسة حوارية في تعريف الجمهور بأثرهم وسيرتهم، وركن مرسم الفنان الذي يتميز بالرسم المباشر لمختلف الفنانين الرواد في سلطنة عُمان. ويمكن للزوار التفاعل مع الأعمال الفنية المعروضة من خلال التغذية البصرية التي يتلقونها في الردهة والالتقاء بالفنانين المشاركين والتعرف عليهم حيث يجمعهم مجتمع واحد للفنون، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات ال VR. وتعكس الأعمال الفنية المعروضة الثقافة العُمانية من خلال الموروث الثقافي للفنان العُماني الذي ينعكس على أعماله الفنية.

وهج الحروف ورصانة الطرح الأدبي والفني.. عوامل محفزة لزوار معرض مسقط الدولي للكتاب
وهج الحروف ورصانة الطرح الأدبي والفني.. عوامل محفزة لزوار معرض مسقط الدولي للكتاب