الخميس 01 مايو 2025 م - 3 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

قصائد تنتخي موطنا ضيّعته

قصائد تنتخي موطنا ضيّعته
الاثنين - 28 أبريل 2025 01:14 م

أحمد صبري

20


مذ عرفتُها في التسعينيَّات ولهيب عبد الخالق الشَّاعرة الواعدة تركض بَيْنَ سنابل فوق أجنحة السَّراب، كطيرٍ همى من غيمة، وغربة النَّرجس.

ولهيب الَّتي واجهتْ عاديات الزَّمن بثبات الموقف الوطني تنوح نوح اليمام في غربة طالتْ وأمل وأمل قد يطول، وهي كما عرفناها صحفيَّة متمرسة وناشطة سياسيَّة، وهي اِسْم في عالَم الصّحافة والثَّقافة، وتميَّزتْ عن أقرانها مبكرًا، جسَّدتْ حنينها للوطن.. فكُلُّ المنافي لا تعوِّضها ظلاله لِيبقَى الوطن كبيرًا في داخلها، رغم ما تحمله الغيوم منذُ أن أصدرتِ الشَّاعرة لهيب عبدالخالق مجموعتها الأُولى عام 1987.. وهي تحتفي بالطُّفولة والوطن والتَّرانيم والجرح في قصائدها يظلُّ الوطن حاضرًا معها أيْنَما حلَّتْ، وفي مقاربة تعكس حال الغربة والأمل برؤية الصُّبح كَيْ يزهوَ، فلا يزهو، حتَّى روحها، تلملم ما تشظَّى لِتشعلَه شموعًا كما تجسِّدها في قصائدها.

إنَّ قصائد المجموعة تنقلنا إلى أحاسيس الشَّاعرة بسلاسةٍ، وهي قصاد المشهد الَّذي تعيشُه الشَّاعرة في غربتها.. في استجابة فنيَّة طافحة بالجَمال تربط لهيب الشِّعر برُوحِها ومن حَوْلَها في استجابة حسيَّة عابرة للحدود لِتمتزجَ الصُّورة بالمكان وبالغربة الَّتي يخلقها المكان بحالاته. وهي شاعرة وكاتبة من جيل أوَّل الثمانينيَّات (1980)، عضو مؤسِّس لمنتدى الأُدباء الشَّباب، وعضو اتِّحاد الأُدباء والكتَّاب العراقيِّين منذُ عام 1986.. كاتبة نقد وبحوث أدبيَّة ومترجمة للشِّعر الإنجليزي ومترجمة، كاتبة سياسيَّة ولها دراسات سياسيَّة وإعلاميَّة، عضو اتِّحاد الكتَّاب والصحفيِّين العرب في أوروبا منذُ 2019، عضو المعهد العالَمي لِتَجديدِ الفكر العربي ومقرُّه أوروبا.

منذُ أن أصدرتِ الشَّاعرة مجموعتها الأُولى عام 1987 وهي تحتفي بالطُّفولة والوطن والتَّرانيم والجرح في قصائدها. وفي مجموعتها الخامسة هذه يظلُّ الوطن حاضرًا معها أيْنَما حلَّت، تطوف يأخذها الحنين وهي في الغربة إلى مزيج من الأحاسيس.

إنَّ قصائد المجموعة تنقلنا إلى أحاسيس الشَّاعرة بسلاسة الَّذي «ما قالت الرِّيح لليل» وانسيابيَّة، واختيار العنوان عتبة النَّص يحمل عنوان قصيدة في المجموعة جاء ترتيبها الثَّالثة في الهمسة الأُولى. يتناغم هذا العنوان هو الآخر مع كُلِّ قصائد المجموعة، فالقصيدة روح وإحساس، تسعى لإيصالهما الشَّاعرة بِنَفْس الوتيرة.

وهكذا تؤطِّر الشَّاعرة حنينها للوطن، فكُلُّ المنافي لا تعوِّضها ظلاله، نركض فوق أجنحة السَّراب، طيرًا همى من غيمة، لا نورس يحملنا، زهرة.. كانتْ خبأتها بَيْنَ دفتي كتاب.

إنَّها قصائد المشهد الَّذي تعيشُه الشَّاعرة في غربتها، وأحيانًا لا تركن إلى قول غنائي يتَّكئ على وحدانيَّته وفضاءاته، بل تنشد نسيجًا.

لهيب عبد الخالق تحمل الكثير من همومها، فالفردوس لم يَعُدْ مكانًا آمِنًا، تشعُر أنَّها غريبة الرُّوح، وشراعها.. الغسقي يهفو مثل نيران المدينة، وشفافة في هذه المجموعة قصيدة جديدة، تستحق أن نقرأها بتأمُّل كما يدعو الدكتور إياد عبد المجيد الَّذي جال بَيْنَ تضاريس ذاكرة شاعرة وإنسانة لم تفقدِ الأمل برؤية وطنِها يتعافى، وترنو لليوم الَّذي يقرب المسافات لوطنٍ تحنُّ للعيش بَيْنَ ظلاله.

أحمد صبري

كاتب عراقي

[email protected]