المواقع الأثرية فـي السعودية وسلطنة عمان كنوز الماضي ورهان المستقبل
مسقط ـ العُمانية: ضمن فعاليات ومناشط معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 29، نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة بالمملكة العربية السعودية أمس جلسة حوارية بعنوان (المواقع الأثرية في السعودية وسلطنة عمان: كنوز الماضي ورهان المستقبل)، تناولت مجموعة من المحاور عن أبرز المواقع الأثرية التي تميز بها البلدن ثقافيا وتاريخيا، والتحديات التي تواجه الترويج لهذه المواقع، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
وقالت الدكتورة حصة الشمري أستاذة آثار ومتاحف بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالمملكة العربية السعودية، إن منطقة الخليج العربي تعد من أغنى المناطق في العالم التي تحظى بالتراث الأثري والتاريخي؛ نظرا لموقعها الجغرافي والحيوي والاستراتيجي، وكانت ملتقى للحضارات من خلال القوافل التي تركت بصماتها المتنوعة سواء في العمارة أو الفنون أو الكتابة أو الحياة الاقتصادية والاجتماعية والأنظمة المتنوعة.
وأضافت أن سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية تأتيان في مقدمة دول الخليج العربي اللتين تملكان تنوعا لافتا في المواقع الأثرية يعود بعضها إلى العصور الحجرية والبرونزية ويمتد للفترات الإسلامية المتأخرة، الأمر الذي يعكس استمرارية الحياة والتطور الحضاري لهذه البقعة الجغرافية عبر آلاف السنين.
وأشارت إلى أن التعريف بالمواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لا يقتصر على السرد التاريخي التقليدي، بل هو مدخل لفهم الهوية الثقافية للمنطقة ووسيلة فعالة لتوعية المجتمع بأهميتها في التنمية السياحية المستدامة وتفعيل الاقتصاد المعرفي.
وشارك المتحف الوطني في فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين لعام 2025م، بمجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والمتحفية تعزيزًا للتجربة الثقافية والمتحفية. حيث تتضمن مشاركة المتحف عرضًا لأبرز إصدارات المتحف، ومجموعة نادرة من مقتنيات السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة الفنية والتعليمية.
كما يحظى زوار ركن المتحف بفرصة مشاهدة مقتنيين نادرين من مقتنيات السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ ، أولهما (مصحف شريف) بخط الناسخ محمد بن علي حريص، نجل القطب الغوث سيد عبد السلام الأسمر الفيتوري الطرابلسي، مصنوع من الجلد، والحبر، والتذهيب على الورق، ويعود تاريخه إلى (16 مارس 1926م). أما الثاني، فهو طبقان (طاستان) من الفضة منقوشان بسورة الفاتحة ولفظ الجلالة (الله)، مُهداة من مانموهان سينج، رئيس وزراء جمهورية الهند السابق، إلى السُّلطان قابوس بن سعيد (طيب الله ثراه) في عام (2008م).
ويقدّم مركز التعلّم بالمتحف الوطني ضمن الفعاليات المصاحبة لركن المتحف في المعرض عددًا من الحلقات الفنية المستوحاة من مقتنيات المتحف، والمخصصة لفئة الأطفال لرفع الوعي العام حول التراث العُماني، وتُقام هذه الحلقات في ركن الطفل خلال فترة المعرض.
كما نظمت محافظة شمال الشرقية ضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ29، ندوة بعنوان (المكتبات والمراكز الثقافية والمخطوطات في محافظة شمال الشرقية) ركزت على دور المكتبات الوطنية في رفد الحركة الثقافية، والتحديات التي تواجه هذه المكتبات نظرًا لظهور القراءة الإلكترونية، وكيفية رسم خارطة طريق جديدة للرؤى المستقبلية للمكتبات الوطنية.
وقال الدكتور سعيد بن سيف المسكري إن المكتبات في سلطنة عُمان تلعب دورًا محوريًا في الحراك الثقافي والأدبي وتسهم في الحفاظ على تاريخ وثقافة سلطنة عُمان وتعزيزهما من خلال ما تضمه من وثائق ومخطوطات، كما أنها تُعد مصادر قيّمة للباحثين والطلاب وعامة الناس ولها أهمية في دعم الدراسات الأكاديمية.
من جانبة قال الشيخ الدكتور مبارك بن عبدالله الراشدي إن فكرة إنشاء المكتبات تتمثل في نشر الفكر والوعي لجميع فئات المجتمع عبر مجموعة من البرامج، وذلك من أجل بناء قدرات الشباب وتوجيه طاقاتهم، إضافة إلى تربية الأبناء وتنشئتهم على الطريق القويم وتدريبهم على اكتساب العادات الحسنة وتعويدهم على مكارم الأخلاق عبر القراءة.
وأكد خالد بن سعيد الراشدي على أن المكتبات تتفاوت في الوظائف التي تقوم بها، فمنها من يقتصر على الوظيفة العلمية والتثقيفية وتوفير مصادر المعلومات والمعرفة للمجتمع، الأمر الذي يمثل دورها الثقافي والتعليمي والفكري المهم فيما توفره من مخطوطات ووثائق وكتب متنوعة.
وقال الباحث محمد العيسري إنه حسب مركز ذاكرة عمان، فإن محافظة شمال الشرقية تأتي في المرتبة الأولى على مستوى سلطنة عمان من حيث عدد المخطوطات التي رصدت في المكتبات والخزائن الخاصة بعد استثناء محافظة مسقط، وأن أهم وأكبر خزانتين للمخطوطات هما دار المخطوطات العمانية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومكتبة السيد محمد بن أحمد البوسعيدي ومكتبة نور الدين السالمي التي تأتي ثالثا من حيث عدد المخطوطات، ومكتبة الشيخ سالم بن حمد الحارثي رابعا، مشيرا إلى ما تمثله هذه المكتبات من أهمية ثقافية وفكرية وأدبية.
بدورها نظمت الجمعية العُمانية للسينما بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض جلسة حوارية بعنوان: تحويل الرواية العمانية إلى أفلام سينمائية، ناقشت الخصائص السردية والجمالية في الرواية العُمانية التي تؤهلها للمعالجة السينمائية والتحديات الفنية في تحويل الرواية العُمانية إلى سينما والعلاقة بين المؤلف والمُخرج وكاتب السيناريو.
وقال أنور الرزيقي، نائب رئيس الجمعية العُمانية للسينما: الرواية العُمانية تمتلك حسًّا بصريًّا عاليًّا، حيث تسرد تفاصيل البيئة والمكان، وهذا يمثل أهمية كبيرة في تحويل الرواية إلى سينما، فالمخرج يبحث عن شخصيات مهمة ومؤثرة ومعقدة بالإضافة إلى الأحداث المتشابكة والصراع. وأضاف: تتمتع سلطنة عُمان بتنوع وثراء ثقافي وتاريخي كبير وهو ما يسهم في نجاح صناعة السينما بشكل كبير.وأكد أن الأفلام القصيرة في سلطنة عُمان تتميز بإنتاج عالٍ وحصلت على جوائز عديدة على المستوى المحلي والدولي، كما لاقت الأفلام الروائية والوثائقية ترحيبًا وتميزًا كبيرًا.
وأوضح نور الدين بن موسى الهاشمي، كاتب ومؤلف مسرحي، أن تحويل القصة إلى دراما لها بنية معينة من الأحداث المتطورة والمتداخلة بوجود الشخصيات الرئيسة والثانوية والعقدة والحل وعنصر التشويق.
وذكر أن القصة العُمانية قصة واعدة أخذت مكانتها على المستوى العربي والعالمي ويمكن تحويلها إلى دراما كأفلام ومسلسلات، فهي لا تقتصر على الترفيه وإنما لها أهداف اقتصادية واجتماعية وثقافية وتساهم في طرح قضايا المجتمع.
وأقامت دار الفلق للنشر حلقة عمل عن الصحافة الثقافية في عالم الفضاء الرقمي، ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ٢٩ ،استعرضت خلالها التغيرات التي تشهدها الصحافة الثقافية في ظل وجود التكنولوجيا والتحول الرقمي، والانتشار السريع للصحافة الإلكترونية عبر المشهد الإعلامي والثقافي.
وقال غسان بن يوسف الشهابي، كاتب وصحفي من مملكة البحرين: الصحافة الثقافية هي صحافة النخبة وليست جماهيرية، وبالتالي تتعرض إلى الإشكالات المادية في الجانبين الورقي والإلكتروني، وهناك العديد من الصحف التي أُغلقت بسبب الضغط المادي أو لقلة القراء والمبيعات وفضلت الإغلاق.
وأضاف: الصحافة الورقية تواجه أزمة حقيقية منذ ظهور شبكة الإنترنت، وثورة الاتصالات والمعلومات ولم تعد قادرة على الاستمرار بالشكل الذي عليه سابقا، وتقلص عددها في الرفوف ومحال البيع الكبرى، وتحول جميع المهتمين إلى صحافة الهاتف المحمول والقراءة عبر منصات التواصل الاجتماعي لسهولة التبادل والنشر.
وأكد أن تكلفة الصحافة الإلكترونية منخفضة مقارنة بتكلفة الطباعة الورقية، وسهولة الوصول العالمي فيها، بالإضافة إلى تفاعل الجمهور مع الصحافة الإلكترونية التي تتميز بتنوع المحتوى كالصور ومقاطع الفيديو والرسومات والتصاميم علاوة على القدرة على التحديثات المستمرة للمواضيع بطريقة أسرع.
مشاركة فاعلة لبنك مسقط بمعرض الكتاب.. وجلسة تفاعلية 3 مايو المقبل
مسقط ـ « الوطن»:
يشارك بنك مسقط في رعاية فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته 29 الذي افتتح مؤخرًا تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس، وذلك في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بمشاركة أكثر من 600 دار للنشر، حيث يتواصل تنظيم المعرض سنويًا كونه أحد أبرز الفعاليات الثقافية في السلطنة و يهدف هذا الحدث السنوي لرفع وعي المجتمع ودعم الحراك الثقافي بالإضافة إلى زيادة إقبال المجتمع على القراءة والتعريف بأحدث المستجدات والإصدارات الثقافية والكتب التي تصدر من دور النشر المحلية والإقليمية والدولية.
ويشهد المعرض الذي افتتح الخميس الماضي حضورًا وإقبالاً لافتا من المهتمين من مختلف المجالات، كما تضمنت أيامه تنظيم فعاليات متنوعة وأنشطة مخصصة للعائلات والأطفال وجلسات حوارية وندوات ثقافية، حيث يشارك في هذا المحفل الثقافي 35 دولة من مختلف أنحاء العالم يقدمون أكثر من نصف مليون عنوان تتضمن ما يقارب 27,464 من المنشورات العُمانية، وتحل محافظة شمال الشرقية ضيف شرف معرض الكتاب لهذا العام وتعد مشاركتها مهمة لما لها من أبعاد ثقافية واجتماعية تبرز مكانة المحافظة في الجانب الثقافي والحضاري. وتأتي مشاركة بنك مسقط ضمن استراتيجيته في دعم الفعاليات والأنشطة الاجتماعية وتعزيز التواصل مع كافة شرائح المجتمع. وبالتزامن مع فعاليات معرض الكتاب لهذا العام، سينظم بنك مسقط جلسة تفاعلية، 3 مايو المقبل لتسليط الضوء على موضوع الثقافة المالية من خلال مبادرة أكاديمية (ماليات) ومنصة ماليات، وستتضمن فقرة للأسئلة والإجابات للتفاعل مع الزوار، وتم اختيار هذا الموضوع باعتبار تعزيز الوعي فيه ضرورة من ضرورات الحياة كون الثقافة المالية أحد أبرز مفاتيح الاستقرار المادي لأفراد المجتمع، وتأتي هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية البنك الشاملة لتعزيز الوعي المالي وتقديم حلول مصرفية مبتكرة تدعم الشمول المالي وتساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا واستقرارًا ماليًا.
ويحرص بنك مسقط على دعم المبادرات الهادفة إلى المساهمة في دعم النمو والتقدم في البلاد في مختلف المجالات ولا سيما الأنشطة الاقتصادية والثقافية والرياضية والاجتماعية باعتبارها جزءًا من استراتيجيته للمشاركة في مختلف الفعاليات التي تهم المجتمع بشكل عام، ويسعى البنك من خلال مشاركته إلى إبراز مدى اهتمامه وسعيه لتعزيز دوره في هذا الجانب حيث حرص على مدار مسيرته الريادية بجانب تقديم مختلف الخدمات والتسهيلات المصرفية على إطلاق المبادرات المختلفة لدعم أنشطة وفعاليات المجتمع ويعمل دائمًا على تعزيز التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات في مختلف القطاعات بهدف تعزيز التواصل بين البنك ومختلف شرائح المجتمع.

