بهلاء ــ من مؤمن بن قلم الهنائي:
تصوير ـ أحمد بن خليفة العميري :
تزخر قرية الحبي بولاية بهلاء في محافظة الداخلية بالعديد من المعالم التاريخية والتراثية وتتميز بأبراج تراثية قديمة يعود تاريخها إلى عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي، كما تضم أربع حارات قديمة وهي الحارة العلوية وحارة الحصن وحارة التل والحارة الحدرية، وتتميز بطابعها التقليدي الأصيل، حيث تحكي جدرانها الطينية وأزقتها الضيقة تاريخا عريقا من حياة الأجداد و يوجد باب الصباح في كل حارة، وهو ما يمثل المدخل الرئيسي للحارة .
وتعد الحارة العلوية من أقدم الحارات في قرية الحبي وأكبرها، حيث يعود تاريخ بنائها الى أكثر من خمسمائة عام، و يوجد بها برج الصبارة الذي يعود تاريخ بنائه الى عهد الامام سلطان بن سيف اليعربي ١٧١١ - ١٧١٨م وقد بنى هذا البرج حسب موسوعة أرض عمان عامر بن مبارك بن ناشرة العميري وهو مبني من الحجارة والجص والطين بجانبه شجرة الصبارة المعمرة و شواهدها لازالت باقية وتضم هذه الحارة ثلاث مداخل المدخل الرئيسي يطلق عليه الصباح وبها عدد من المساكن تتكون من طابقين وبها مجلس عام ومدرسة للقرآن الكريم ومارسوا عددا من الحرف مثل الحدادة ودباغة الجلود والسعفيات، وتتميز بعدد العقود (الاقواس) الموجودة بها. و يقع حصن الصباح في وسط بلدة الحبي بالقرب من سوق الحبي القديم وحسب موسوعة أرض عمان فإن الحصن قام ببناءه سلطان بن ربيعة العميري في عهد الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي ١٧٤٤م - ١٧٧٥م و قام بترميمه ماجد بن مهنا العميري في عهد السلطان سعيد بن تيمور ١٩٢٣م - ١٩٧٠م وقد تم بناؤه من الحجارة والجص والطين ويحتوي الحصن على مبنى جامع الحبي الاثري ومدرسة لتدريس وتعليم القرآن الكريم وحارة الحصن وتكاد مبانيها تتشابه مع بقية الحارات وهي متصلة او تكاد تكون قريبة جدا من الحارة الحدرية وتتميز هذه الحارة بمرور أحد الأفلاج بداخلها وتحتوي أيضا على بئرين قديمين.
أما حارة التل فتأسيسها يعود الى أكثر من 400 سنة، وقد وقد كانت ملاذًا آمنا للسكان وموقعا استراتيجيا للتحصن خلال الحروب والنزاعات وتنفرد الحارة بمدخل وحيد يعرف بباب الصباح في الجهة الشرقية وفي الحارة برج مربع القاعدة يقع إلى يمين باب الصباح ويرتفع نحو عشرين مترا، وقد كان يستخدم للمراقبة كما أدى دورا محوريا في حماية الحارة وسكانها، كما تحتوي على بئر قديمة مخصصة للاستخدام خلال فترات الحروب فقط ويوجد بها سدرة عملاقة تسمى سدرة التل وهي من أشجار السدر العُماني المعمرة تشير المصادر إلى أن زراعتها تعود إلى عام 1001 هـ (1593 م) حيث كانت ملتقى الأهالي في حياتهم اليومية لاستقبال الضيوف وتعليم القرآن الكريم وخلال الأعياد والمناسبات السنوية و يبلغ محيط قاعدتها نحو ثمانية أمتار، فيما يتجاوز ارتفاعها ثلاثين مترا.
وما يميز الحارة الحدرية طابعها التقليدي الأصيل، حيث تحكي جدرانها الطينية وأزقتها الضيقة تاريخا عريقا من حياة الأجداد ولا تزال بعض البيوت قائمة وتحمل تفاصيل معمارية فنية من النوافذ المزخرفة والأبواب الخشبية المنقوشة وقد اشتهر سكان هذه الحارة بصناعة النسيج والسعفيات ودباغة الجلود .