لم يَعُدْ دَوْر سلطنة عُمان الحيادي/الإيجابي في صناعة السَّلام خافيًا على أحَد عَبْرَ المُجتمع الدّولي، بدليل انتخاب مسقط من قِبل الجانبِيْنِ المختلفَيْنِ، الأميركي والإيراني، موضعًا مثاليًّا مناسبًا لإجراء الحوار الَّذي كان عصيًّا على التَّحقُّق طوال عُقود بَيْنَ واشنطن وطهران، الأمْر الَّذي يضع حكومة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه) على رأس القيادات العالَميَّة الَّتي تستحقُّ وصْفَ «صانعة السَّلام» وطافئة الحرائق، ليس في إقليمنا الشَّرق أوسطي القابل للاشتعال في أيَّة لحظة فحسب، ولكن كذلك عَبْرَ أقاليم العالَم الأخرى على أمل أن يتحققَ في أرجاء سلطنة عُمان العامرة ما لم تتمكنِ العديد من العواصم أن تحققَه، وهو: تمكين الجانبَيْنِ المختلفَيْنِ الأميركي والإيراني من الاجتماع والجلوس على مائدة مستديرة لحلِّ العُقَد المستعصيَّة بَيْنَهما من أجْلِ منْعِ الارتطام العسكري الَّذي بقيَ يلوح في الأُفق المُرعب طوال سنين .
إنَّ شعوبَ وحكوماتِ العالَم تضعُ آمالًا كبارًا على مسقط الآن، حيثُ يُمكِن أن يتحققَ ما يصبو إلَيْه الجميع من حلِّ المشاكل وتفكيكٍ للعُقَد المستعصية الَّتي طالما وظَّفتها الدوَل الغربيَّة من أجْلِ التَّلويح بالعصا الغليظة، الأمْر الَّذي لم يَعُدْ ممكنًا بعدما تحقَّق في مسقط، هو وتداعياته، بفضل مبادرة السَّلطنة لجمع الفريقَيْنِ المختلفَيْنِ في أجواء الحوار البنَّاء، وليس في الأجواء المكهربة الَّتي سادتِ العلاقات بَيْنَ جمهوريَّة إيران الإسلاميَّة وحكومة الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة منذُ أواخر سبعينيَّات القرن الماضي: فتحيَّة إلى حكومة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق الَّذي جعلَ لقاء النَّقيضَيْنِ الندّين ممكنًا، بل ووضعهما على طريق شرق أوسط مستقرٍّ ينعم بالسَّلام والرَّخاء بعيدًا عن الصِّراعات والحروب المدمِّرة.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي