مسقط ـ العُمانية : أعلن النادي الثقافي ضمن البرنامج الوطني لدعم الكتاب إصدار مجموعة من إصداراته الجديدة من الكتب العُمانية لعام 2025 التي تشكل رافدا ثقافيا مهما للمكتبة الثقافيّة في سلطنة عُمان.
ويعتبر الدكتور محمد بن علي البلوشي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي النادي الثقافي إحدى أبرز المؤسسات التي حفظت جزءا كبيرا من الذاكرة الثقافية العمانية وقدمت الدعم عبر الزمن لأجيال من المبدعين العمانيين فالنادي لم يكن يوما مجرد منصة لإقامة الفعاليات بل كان ولا يزال مشروعا متجددا يحتفي بالإبداع ويرسخ مكانة الثقافة وأهميتها في حاضر الإنسان العماني ومستقبله.
وقال البلوشي: أن ما ستضيفه هذه الكتب للمكتبة العُمانية يمثل إسهاما يقدمه النادي بالتوازي مع إسهامات جهات أخرى تسعى لتأكيد عمق ورصانة المنجز الثقافي العُماني الراسخ منذ القدم فهذه الكتب تتناول الإبداع العُماني عبر الأزمنة، وتعيد قراءة مراحل مهمّة من التاريخ العُماني. إنها تضيف مشروعا ثقافيا مستمرا، يؤمن بأن الثقافة ليست ترفًا، بل شرطا من شروط التقدم الإنساني إن كتب هذا العام تعكس عمق وخصوصية المنجز الإبداعي العُماني، وترسخ الهوية الثقافية العُمانية من خلال سردية المجتمع عن نفسه، ومن خلال رغبة المجتمع في الحفاظ على ذاكرته الجمعية وفي جانب آخر، أرى أن هذا النوع من مشروعات دعم النشر يعد جزءا من دعم الاقتصاد الثقافي ودعم منظومة الصناعات الإبداعية، إذ إن له أثر مباشر على تنشيط الحراك الثقافي المحلي، ويقدم أشكالا مختلفة من الدعم لكل من الكتاب، والمصممين، والمُترجمين، والقُرّاء.
وقال البلوشي: حين نتأمل المسار المتصاعد لبرنامج طباعة الكتاب في النادي الثقافي منذ انطلاقه عام 2009 فإنه مؤشرا يؤكد على ضرورة نمو الوعي الثقافي المؤسسي وتطور العلاقة بين الكاتب والمؤسسة، والمجتمع و نحن اليوم أمام مشروع لم يعد فقط معنيا بدعم الكتب بل أصبح ينظر إلى النشر كـمسؤولية أخلاقية تجاه الثقافة الوطنية مسؤولية في التحكيم في اختيار ما يستحق وفي تقديم ما هو نادر وأصيل وجديد، وفي الحفاظ على الهوية البصرية والرمزية للإصدارات. وهناك تركيز كبير على جودة الكتب من حيث الموضوعات التي تتناولها، وما تضيفه من إبداع ومعرفة للإنسانية جمعاء وما تضيفه للمنجز الثقافي العماني بشكل خاص وعلى صعيد جودة الطباعة فقد أصبحت الكتب تحمل هُوية موحدة من حيث التصميم والإخراج ونوعية الورق المستخدم وأصبح بالإمكان فعلا تمييز الكتب التي ينشرها النادي الثقافي عن غيرها من الكتب كما تم تشكيل لجنة من عدد من المثقفين العمانيين البارزين لفرز الكتب المقدمة للنشر وتحكيمها واختيار المناسب منها للنشر.
وتشمل إصدارات النادي الثقافي لعام 2025 الأجناس النثرية العُمانية في عصر دولة اليعاربة للباحث يونس القنوبي، وتطور الإيقاع والصورة في النص الشعري العُماني الحديث» للدكتور محمود حمد، و»الشعر العُماني في العصر البوسعيدي» للدكتور محمد بن سعيد الحجري، إضافة إلى «الدهر في شعر أبي مسلم البهلاني» لعلي سالم المسعودي. كما تشمل الإصدارات العديد من الدواوين الشعرية وهي: «رواقي حذر» لعبد الله البلوشي، و»يا قلب الغريب» لحمود الحجري، و»للمدينة وحدها كل العتاب» لعبد العزيز السعدي، و»آية أنتِ في أحلام الطائر» لسالم الهاشمي، و»نجمة الصباح» لعلي سعيد العامري، و»سديم أزرق فوق جبل شمس» للشاعر هاشم الشامسي و كتاب «ندوب خلدون» للكاتبة زكية الشبيبية، وهو كتاب قصصي موجه للأطفال كما صدر كتاب «الوجود البرتغالي في بحر العرب وانعكاساته على إقليم ظفار العُماني» لسالم الكثيري وتحضر في قائمة الإصدارت عناوين جاءت نتاجا مباشرا لفعاليات ثقافية نظمها النادي أبرزها كتاب نزهة القناص أما كتاب ندوة المأثورات الشعبية الشعرية في ظفار، فهو ثمرة ندوة علمية أقيمت في مدينة صلالة بمشاركة نخبة من الباحثين والكتاب من داخل سلطنة عُمان وخارجها. جدير بالذكر أن إصدارات النادي الثقافي لهذا العام ستكون حاضرة في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين.