في صباح مشرق أخبرت العصفورة الزرقاء صغارها بأنها ستذهب للبحث عن الطعام وأوصتهم بأن يبقوا هادئين لحين عودتها لكن الأطفال لم يبالوا بكلامها كثيرا ولم يدركوا الخطر الذي يحيط بهم.
بدأوا يتشاكسون مع بعضهم البعض ويتهامسون بحماس ويزقزقون بأصواتهم الجميلة ويحلقون بالقرب من العش ولم يلاحظوا ذلك الذي يرقبهم من قريب.
فجأة انقض عليهم طائر ضخم ذو عيون كبيرة ومخالب حادة!
أطلق الصغار صرخات مرعوبة ومتواصلة: إنه الصقر، إنه الصقر، سيأكلنا! وحاولوا الطيران للهرب لكنهم كانوا صغارا غير متمكنين وضعفاء أمام سرعة الصقر ومخالبه.
في اللحظة الأخيرة وبينما كان الصقر على وشك أن يمسك بأحدهم سقط العش بأكمله والعصافير معه على الأرض.
فكر العصافير، ووجدوا أن أفضل حل أن يدخلوا بين أوراق الأشجار فلن يستطيع الصقر التهامهم، حاول الصقر أن يمسك بأحدهم مرارا وتكرارا، ولكن لحسن حظ الصغار أن حجم الصقر الكبير حال دون الوصول إليهم بالإضافة الى أن أحجامهم الصغيرة ساعدت على إنقاذهم وسهولة اختبائهم بين الأوراق، فباءت جميع محاولاته بالفشل، ولم يجد حلا سوى الرحيل والتخلي عن أكل العصافير الصغيرة.
عادت الأم وتفاجأت إذ لم تجد العش ولا صغارها، فظنت أنها قد ضلت الطريق وبحثت وهي تزقزق حزينة.
سمع الأطفال صوت أمهم فذهبوا إليها، وضمّتهم إلى حضنها وهي تقول: الحمدلله، الحمدلله، ولكن الصغار كانوا يشعرون بالحزن لأنهم فقدوا منزلهم، واعتذروا من تصرفهم.
طمأنتهم الأم وقالت لهم إن الأهم هو أنهم بخير، وأما العش فسيعيدون بناءه معا.
تعاون الجميع لبناء العش، وأنهوه قبل أن يحل الظلام فعادت الأسرة الرائعة تعيش بحب وسلام.
.................................
القصة نتاج حلقة ( أتخيل وأكتب ) التي أقيمت في مكتبة حبر في شهر فبراير الماضي والتي قدمتها الكاتبة بدرية البدري
قصي بن قيس الحاتمي
الصف السادس