الطريق إلى كأس العالم 2026
منتخبنا يتجاوز «مطب» الكويت بهدف عصام ويتمسك بالأمل فـي التأهل لمونديال 2026
رسالة الكويت ـ صالح البارحي :
لم يخيب رجال منتخبنا الوطني آمال الجماهير العمانية، ولم يستسلموا لرغبة المنتخب الكويتي وجماهيره في تعطيل قطار الأحمر، ولم تثنهم آثار الإرهاق الواضح جراء الرحلة الطويلة من كوريا الجنوبية، ولم يخذلوا جماهيرهم الوفية التي وصلت الكويت برا وجوا رغبة في تحقيق الفوز حتى يكبر الحلم المونديالي، بل قدموا مباراة قتالية وشرسة بكل تفاصيلها أمام منتخب ليس لديه ما يخسره، والذي أراد إيجاد مكان له في جدول الترتيب يسانده في القادم، حيث كان نجومنا على الموعد تماما وتمكنوا من العودة إلى مسقط بالنقاط الثلاث التي أصبحت بمثابة الباب الكبير الذي بإمكاننا عبوره للتواجد بين الكبار إن تمكنا من تخطي الأردن ومن خلفه فلسطين خلال شهر يونيو الحاسم بإذن الله تعالى، وفي المقابل تعثر العراق ومن بعده الأردن في اللقاءات المتبقية بالتصفيات التي عدنا لها من جديد وبثقة ستدفعنا للأفضل بإذن الله تعالى .
الأحمر قدم مباراة متوازنة على ساحة استاد جابر الدولي بالعاصمة الكويت بسبب ظروف ما قبل المباراة وخاصة الرحلة الطويلة من سيئول ، الشوط الأول لم يشهد الكثير من العمل الهجومي على عكس المتوقع، إلا أن الشوط الثاني بعد أن تحرر لاعبونا وخاصة أمجد الحارثي ظهر عصيبا على الكويت، وشهد الكثير من الفرص والتي استغل إحداها عصام الصبحي ليسجل هدف الفوز في الدقيقة (56) برأسية متقنة بعد عرضية نموذجية من امجد الحارثي كان كفيلا بحصد النقاط الثلاث بالنهاية ليرفع رصيده إلى (10) نقاط وضعته في صلب المنافسة خاصة انه سيلاقي الأردن أحد المرشحين والذي يسبقنا في الترتيب بفارق (3) نقاط فقط .
أهم ثلاث نقاط
عندما تحدثت عن أهمية نقاط الكويت، فقد كنت أدرك بأنها أهم ثلاث نقاط في مشوار منتخبنا بالمرحلة الثالثة من التصفيات النهائية المؤهلة لكاس العالم 2026 بعد النتائج الحالية، فهي تعني الكثير بالنسبة لنا، حيث إنها أخرجت بشكل كبير المنتخب الكويتي من المنافسة سواء على التأهل المباشر أو التواجد بالملحق خاصة وأن الفارق ارتفع إلى (5) نقاط كاملة رغم تواجد (6) نقاط بالميدان إلا أنها من الصعوبة أن يحصدها المنتخب الأزرق، الامر الثاني هو استمرار منتخبنا في التمسك بالأمل وبالتالي عودته للمنافسة على التأهل المباشر مجددا، وهذا ما حدث مع صافرة نهاية المواجهة، حيث زادت فرصنا أكثر عن ذي قبل خاصة بعد تعثر العراق أمام فلسطين، وباعتقادي ان المباراة لم تكن سهلة للغاية في ظل هدف الكويت منها، لذلك كانت الصعوبة التي واجهها منتخبنا وخاصة في الشوط الأول منطقية للغاية ولم تكن مفاجئة لنا .
نعم، الأحمر لم يقدم المستوى الفني المعروف عنه، لكن الأهم النقاط الثلاث فهي مباراة تكسب ولا تلعب ولا يهم فيها المتعة بقدر ما يهم فيها الحصاد النهائي للمواجهة، وللأمانة يجب أن نحيي اللاعبين على الأداء الرجولي والتماسك في المباراة رغم الرحلة الطويلة وعامل الإرهاق مقارنة بالمسافة التي قطعها الأزرق في الجولة الماضية من البصرة إلى الكويت وهي مسافة لا تكاد تذكر بطبيعة الحال، ما يحسب للجهاز الفني والطبي على وجه التحديد عدم تأثر أي لاعب بالجانب البدني بالمباراة ولم نر أيا منهم عاجزا عن تكملة المباراة أو طالب بالخروج والتبديل .
مرحلة هامة
بلا شك، فإن المرحلة القادمة لمسيرة الأحمر بالتصفيات هي مرحلة هامة للغاية، وقد نجد أنفسنا من خلالها بين كبار العالم وهو الحلم الكبير الذي نبحث عنه، لذلك فإن الاستعداد لمواجهتي الأردن وفلسطين لا يجب ان يمر بالشكل الذي رأيناه في الاستعداد لمواجهتي كوريا الجنوبية والكويت، حيث الأمور عائمة وضبابية وصاحبها الكثير من الظروف غير المحفزة، إلا أن ما خدم المنتخب في المباراتين هي الرغبة الجامحة للاعبين والحلم المونديالي، فالصعوبات والتحديات كانت كبيرة سواء من مرحلة الاستعداد والتي شهدت غياب كل لاعبي نادي السيب، أو من خلال المباريات الودية التي كانت على كف عفريت لولا إنقاذ المنتخب السوداني لنا في مباراة دخلها الأحمر بالبدلاء، ومن هنا، فإنني أتوجه لاتحاد القدم بكافة مسئوليه إلى ضرورة العمل من الآن على تأمين مواجهات ودية تسبق لقائي الحسم أمام الأردن وفلسطين، فالمنتخبان لديهما ذات الطموح، ومواجهة فلسطين لن تكون سهلة بعد عودته للمنافسة على الملحق بشكل واضح بعد تجاوز العراق، والأردن من باب أولى طموحه مونديالي بحت، لذلك العمل المنظم والممنهج ومكافأة اللاعبين على جهدهم في المباراتين سريعا دون تأخير، عوامل ستكون مساندة لرحلة البحث عن انجاز غير مسبوق بإذن الله تعالى .
شكر
كلمة شكر نوجهها للكابتن صلاح اليحيائي الذي رفض إلا أن يلعب المباراة رغم وفاة عمه رحمة الله عليه، بل قدم كل ما لديه رغم هذا الظرف الحزين، فكان أحد أسباب الانتصار الثمين على الكويت والعودة بالنقاط الثلاث، وباعتقادي أنه موقف وطني رائع يحسب لليحيائي بكل جدارة ... شكرا صلاح .
أمجد الأفضل
بعد أن تحرر من التحفظ ومراقبة محمد دحام وعدم التقدم للأمام في الشوط الأول، ظهر أمجد الحارثي في الشوط الثاني كما عهدناه، فكان محور الهجمات من الجهة اليمنى بإنطلاقاته المعهودة، وهو الذي سبب ارباكا كبيرا للدفاعات الكويتية، وساهم في صناعة عديد الفرص تكللت إحداها بهدف الفوز الثمين، لذلك استحق لقب افضل لاعب بالمباراة عن جدارة .

موقف انساني
أظهر عصام الصبحي موقفا إنسانيا رائعا بعد تسجيله للهدف، حيث رفض الاحتفال إطلاقا تعاطفا مع صلاح اليحيائي لوفاة عمه والحزن الذي يخيم عليه، هذا الموقف نال استحسان جميع من في الاستاد، وكان جزاؤه التصفيق والاعجاب ... هذه التصرفات تزيد من تلاحم اللاعبين وتؤكد على أن الجميع على قلب واحد في كل الأوقات .

فرحة كبيرة
الفوز على الكويت شهد فرحة كبيرة من كافة افراد البعثة، وعاش ذات المشهد كل الجماهير العمانية التي تواجدت في الكويت وبالسلطنة على حد سواء، وما تعبيرها عن الفرحة بذلك الشكل باستاد جابر ما هو إلا دليل على أهمية النقاط الثلاث للأحمر، والتي زادت من حظوظه بالتواجد بين كبار العالم، وللأمانة يحسب لهذه الجماهير التي ساندت المنتخب من ارض الميدان على أنها لم تتوقف عن التشجيع من بداية المباراة وحتى صافرة النهاية، وزادت من ذلك عقب الخروج من الملعب .
الجدير بالذكر، أن رابطة الجماهير وصلت إلى الكويت قبل المباراة بساعتين، وعادت بعد المباراة مباشرة إلى مطار مسقط، وهو ما يحسب لهم تجشم عناء السفر ذهابا وعودة في ظرف قصير ... شكرا لهؤلاء الاوفياء .
ضياع الفرص
لا زال مهاجمونا لا يجيدون استغلال الفرص بالشكل المثالي، ولو حدث ذلك لما دخلنا في ضغط نفسي حتى صافرة النهاية، بل كانت نتيجة المباراة قد تصل إلى رباعية نظيفة بكل بساطة، حيث اتضحت هشاشة الدفاع الكويتي خاصة بعد خروج خالد إبراهيم قلب الدفاع (العملاق) الامر الذي افقد الأزرق قوته الدفاعية، وظهر ضعفه وخاصة في الشوط الثاني الذي كان كفيلا بتحقيق فوز مريح بلا مجهود كبير، وبات على الصبحي والغساني وكل من يجد نفسه في وضعية التهديف ضرورة استغلال الفرص أمام المنافس وعدم التفنن في إهدارها بتلك الصورة التي بإمكانها احباط الهدف والتوقف عند نقطة كنا نستحق الأفضل منها بالتصفيات على وجه التحديد .
لا جديد
قبل المباراة بساعات، حذرت من الإنذارات المجانية التي يحصل عليها لاعبونا بلا داع، وذكرت بأن المرحلة القادمة نحتاج فيها لكل فرد نظرا لأهمية ما تبقى من مباريات في التصفيات، إلا أن محسن الغساني أبى إلا أن يتجاوز هذا الجانب ويحصل على إنذار ليس له داع إطلاقا، وبالتالي هو الثاني له في مباراتين وبذات السهولة، ليجد نفسه خارج قائمة مباراة الأردن الهامة جدا وهذا أمر يجب معالجته من قبل الجهاز الفني والإداري قبل أن يكون عادة أو استمرارية بلا مبالاة أو اكتراث .