أخبرت العصفورة زرقاء أطفالها بأنها ستذهب للبحث عن طعام، وأوصتهم بأن يبقوا هادئين لحين عودتها، ولكن العصافير نسوا الكلام الذي أخبرتهم إياه أمهم، وقرروا اللعب لحين عودتها. كان العصافير يتقافزون في العش من مكانٍ إلى آخر، وفجأة سقط العصفور الصغير، ولم يتمكن إخوته من إرجاعه إلى العش. عادت الأم تحمل الطعام، ولكنها لم تجد العصفور الصغير فسألت عنه وأخبروها أنه سقط حينما كانوا يلعبون.
انصدمت العصفورة الأم وقالت: أين سقط العصفور الصغير؟
أشاروا إليه، فذهبت وأحضرته، ووبّخته لأنه عرّض نفسه للأذى ولم يستمع لكلامها، فاعتذر منها وأخبرها أنه تعلم الدرس، ولن يعيد ما فعله مرة أخرى.
بعد أن انتهى العصافير من تناول الطعام ذهبت الأم لزيارة أبيها، وأوصتهم بأن يسمعوا كلامها هذه المرة، وألا يعيدوا ما فعلوه في المرة الماضية.
هذه المرة قرر العصافير أن يتحدثوا عن أحلامهم، فقال العصفور الصغير: أنا أحلم بالطيران، مللت من البقاء في العش طوال الوقت.
حاول العصفور الصغير أن يطير، وبالفعل وجد نفسه يطير قليلًا، فتفاجأ وفرح وقال لإخوته: انظروا يا إخوتي، أنا أطير.
تحمّس العصفور وقرر الابتعاد قليلّا عن العش، ولكن جناحاه الصغيران لم يتحمّلا، فشعر بالتعب، وقرر العودة إلى العش، ولكنه لم يستطع.
حاول، وحاول، وكاد أن يقترب، ولكن ريحًا هبّت أطارت العصفور، فاصطدم بجذع شجرة وسقط.
قرر أخوه أن يساعده، فهبط إليه، وحاول أن يحمله مرتين فلم يستطع حمله، ولكنه نجح في المرة الثالثة، فحمله وطار به إلى العش.
عندما وصلا إلى العش وجدا أمهما قد عادت من زيارة أبيها، فسألتهم: ماذا كنتم تفعلون خارج العش؟
فأخبراها بما حدث معهما، فأبدت انزعاجها، وطلبت منهما ألا يفعلا شيئا دون استئذانها، وأن تكون محاولاتهما أثناء وجودها، لتتمكن من التصرف في حال حدوث أي شيء، ووعداها ألا يفعلا إلا ما تطلبه منهما، كما وعدتهما أن تساعدهما في تعلم كل شيء.
القصة نتاج حلقة (أتخيل وأكتب) التي أقيمت في مكتبة حبر في شهر فبراير الماضي والتي قدمتها الكاتبة بدرية البدري
عزان بن أسامة البوسعيدي
من مدرسة الطالب الذكي فرع الأنصب