الثلاثاء 01 أبريل 2025 م - 2 شوال 1446 هـ
أخبار عاجلة

إقالات واحتجاجات تعكس حالة التخبط للاحتلال

إقالات واحتجاجات تعكس حالة التخبط للاحتلال
الأربعاء - 26 مارس 2025 12:54 م

جودة مرسي

30

تاريخيًّا لم يشهدِ كيان الاحتلال الصهيوني حكومةً متطرِّفة بهذا العنف وارتكاب للجرائم الَّتي تصنَّف ضِمْن جرائم الحرب والإبادة الجماعيَّة الَّتي يعاقب عَلَيْها القانون الدّولي، ووصلَ الأمْر أن يمتدَّ ارهاب هذه الحكومة إلى سكَّان الكيان نَفْسِه من الدَّاخل من أجْلِ المصالح الشَّخصيَّة والعقائديَّة المتطرِّفة، ساعدَ على ذلك تمتُّع رئيس وزراء الكيان الــ(نتنياهو) بدعمٍ لا محدود من أطراف خارجيَّة تتقدَّمهم الإدارة الأميركيَّة. ورغم الحرب الدَّمويَّة الَّتي يشنُّها الكيان المحتل ضدَّ العزَّل في قِطاع غزَّة بمبرِّر حماية أمن الكيان لإرضاء المتطرِّفِين في الحكومة، إلَّا أنَّه يعيش مرحلة من أسوأ مراحل الاضطراب الدَّاخلي الَّذي يُنذر باستمرار عدم الاستقرار الحادث منذُ نشأة الكيان، والَّتي تزيد من تسليط الضَّوء على الصُّورة الحقيقيَّة للحلم الزَّائف في السَّرديَّة الَّتي تبنَّاها الإعلام الصهيوني من أنَّ (إسرائيل) الأراضي المُحتلَّة هي أرض الميعاد والحلم لكُلِّ يهود العالَم، لِتضافَ النَّتائج العكسيَّة للحكومة المتطرِّفة إلى الإشكاليَّات التَّاريخيَّة بَيْنَ العلمانيِّين والدِّينيِّين والتَّجنيد في جيش الاحتلال، بَيْنَ الحمائم والصقور، الصِّراع بَيْنَ الأقليَّات والهاجس الديمغرافي، فأدَّتْ إلى زيادة الهجرة العكسيَّة من الدَّاخل إلى الخارج بسبب السِّياسات المتطرِّفة للحكومة والضَّربات الصَّاروخيَّة من المقاوَمة الفلسطينيَّة، والصَّواريخ الفرط صوتيَّة (قادر على الانطلاق بسرعة تفوق سرعة الصَّوت بمقدار يتراوح بَيْنَ (5) و(25) ضعفًا) الَّتي أرعبتِ الملايين من سكَّان الكيان.

أثبتتْ أحداث الأحد الماضي أنَّ سرديَّة الديمقراطيَّة الحاكمة لكيان الاحتلال أنَّها مجرَّد سرديَّة لتحسين صورة الكيان في الخارج فقط، والحقيقة على العكس تمامًا، بل هي حكومة مصالح وعقائد متطرِّفة، وأنَّه على أرض الواقع كيان مغتصب، سواء لمُكوِّناته (الثيوقراطيَّة) من طرف وأصحاب الأرض الحقيقيِّين من طرف آخر، وذلك بعد تصاعد الاتِّهامات لرئيس وزراء الكيان المحتل الـ(نتنياهو) بتقويض الديمقراطيَّة (الزَّائفة) وتأجيج الأزمات السِّياسيَّة بعد أن صوَّتتِ الحكومة بالإجماع على قرار حجبِ الثِّقة عن المستشارة القانونيَّة للحكومة جالي بهاراف ميارا خلال جلسة لم تحضرْها، والمُضي في إجراءات عزْلها، عقب رفضِها عَقد الجلسة في اجتماع لا يتمتَّع بأيِّ صفة قانونيَّة، وجاء القرار بحجَّة سُلوكها غير الملائم والخلافات العميقة بَيْنَ المستشارة القضائيَّة وبَيْنَ الحكومة.. والحقيقة هي رفضها لإقالة الـ(النتنياهو) لرئيس جهاز الأمن العامِّ (الشَّاباك) رونين بار، وصرف الأنظار عن انتهاك المرحلة الثَّانية من اتِّفاق تبادُل الأسرَى مع المقاوَمة، والتَّهرُّب من الخدمة العسكريَّة، لِتشتعلَ الاحتجاجات الَّتي شهدتْ تجمُّع آلاف المتظاهرِين أمام مقرِّ الحكومة؛ احتجاجًا على قرار إقالة المستشارة القضائيَّة بهاراف ميارا، ورئيس جهاز الأمن العامِّ (الشَّاباك) رونين بار، والضَّغط لإبرام صفقة تبادُل الأسرَى، واعتقلتِ الشُّرطة متظاهرِين حاولوا اقتحام حواجزها قربَ مقرِّ إقامة رئيس وزراء الكيان المحتل، ممَّا يُشير إلى أنَّ الأزمة تشتدُّ وأنَّ الصِّراع داخل الكيان صراع مصالح بَيْنَ حكومة تسعى إلى التَّمسُّك بمصالحها السِّياسيَّة، وفي سبيل ذلك إشعال النَّار في المنطقة والاعتداء الدَّموي على الأبرياء في غزَّة والتَّضحية بالأسرَى لدَيْهم، أمام صَمْت عالَمي وأُممي وعربي وإسلامي يندَى له الجبينُ بسببِ التَّأييد الكُلِّي للإدارة الأميركيَّة الَّتي تستخدم الجزرة والعصا من أجْلِ إسكات أيِّ موقف مناهض لسياسة الكيان المحتل، فهل يفعلها المحتجون ضدَّ البيروقراطيَّة الحاكمة للحكومة المتطرِّفة طالَما ظلَّ الصَّمْت شعار المرحلة لمن يمسُّهم الأمْر، أم ينتهي الأمْر برئيس حكومة الكيان بإسكات كُلِّ الاصوات، كما يحدُث كُلَّ مرَّة بالقفز خطوات في الدَّاخل والخارج؟

جودة مرسي

[email protected]

من أسرة تحرير «الوطن»