أهالي ولايتي إزكي ونزوى والمسؤولون يثمنون بدء تنفيذ المشروع
كتب ـ محمود الزكواني:
ثمن عدد من المسؤولين والأهالي بولايتي إزكي ونزوى قرار إسناد وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تنفيذ مشروع ازدواجية طريق إزكي ـ فرق، والذي يبدأ من دوار قاروت الجنوبية في ولاية إزكي مرورًا ببركة الموز، وينتهي عند دوار اللولو في منطقة فرق بولاية نزوى، ويبلغ طول الطريق 32 كيلومترًا، وبتكلفة إجمالية تبلغ 46.8 مليون ريال عماني.
وأعرب أهالي وأبناء الولايتين عن سعادتهم البالغة بالبدء في تنفيذ المشروع وذلك لأهميته الكبيرة في رفع جودة الطرق وتخفيف الازدحام المروري وتحسين انسيابية الحركة.
وأوضحوا أن هذا الطريق المتهالك مضى عليه سنوات طويلة بعد صدور الأوامر السامية في العام (2013) بتنفيذ ازدواجيته، والطريق يعد خطيرا للغاية لوجود العديد من الحفر والتشققات، ولكثرة الحوادث المرورية التي وقعت عليه طيلة السنوات الماضية، حيث حصد الكثير من الأرواح جراء الحوادث المرورية المميتة، ناهيك عن وجود كثير من المداخل والمخارج العشوائية وغيرها من المخاطر.
وكانت (الوطن) سبق وسلطت الضوء عليه من قبل، ونشرت الكثير من التحقيقات الصحفية، وما زالت تتابع موضوع الازدواجية، حيث التقت (الوطن) بعض المسؤولين والأهالي من الولايتين.
المحافظة تزخر بالعديد
من المقومات الطبيعية
التقينا سعادة يونس بن علي المنذري ـ عضو مجلس الشورى، ممثل ولاية إزكي الذي قال عن المشروع: يعتبر تنفيذ ازدواجية شارع أزكي ـ فرق بولاية نزوى من أهم المشاريع الحيوية الرائدة، حيث يساهم في تعزيز ورفد عدد من الجوانب الاقتصادية والسياحية والاجتماعية وغيرها من الجوانب، كون أن محافظة الداخليه تتميز وتزخر بالعديد من المقومات الطبيعية الاستثنائية وأيضا تنوعها الفريد من خلال تشكل العديد من التضاريس الجغرافية والجيولوجية.
وأضاف سعادة ممثل ولاية إزكي أن الطريق يؤدي إلى ثلاث ولايات (إزكي و الجبل الاخضر ونزوى) وهذه الولايات تشتهر بالمواقع (السياحية والتراثية والأثرية والجيولوجية)، ولا شك أن المشروع سيفتح المجال بشكل أوسع لمن يحب أن يستكشف هذه المواقع، حيث سيستقطب العديد من السائحين والزائرين بشكل أكبر لهذه الولايات.
وذكر سعادة يونس المنذري أن الطريق غير صالح للسير عليه جراء الكثير من الحوادث والاشكاليات التي تقع عليه بشكل يومي.
وأكد سعادته أن الاهالي ومرتادي الطريق استبشروا خيرا ببدء تنفيذ الازدواجية، التي تسهل التنقل بين الولايتين وسيقرب المسافة لمن يسلك الطريق من المواطنين والمقيمين داخل وخارج المحافظة، كما أيضا الشارع سيضيف بعدا اجتماعيا، والذي سيكون حاضرا بشكل كبير من خلال تبادل الزيارات بين الاهل وزيارة الاقارب والارحام وحضور مختلف المناسبات والفعاليات الاجتماعية التي تقام في المناطق والولايات.
كما ستقوم الجهات المفذة ذات الاختصاص بدراسة الطريق ليخرج بشكل أسهل جدا، حيث ستقوم بتعزيز جانبي الطريق بعملية التطوير والتشجير وإضافة المسطحات الخضراء وغيرها من العوامل التجميلية.
حلم طال انتظاره
وقال سعادة أحمد بن ناصر العبري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية نزوى في خطوة طالما انتظرها أبناء محافظة الداخلية بشغف كبير، حيث أسند مؤخرًا عن تنفيذ مشروع ازدواجية طريق ولاية إزكي ـ ولاية نزوى، مرورًا بمنطقة قاروت، بركة الموز، وفرق، إلى شركة جلفار للهندسة والمقاولات وبقيمة إجمالية بلغت 46 مليون ريال عماني.
وأضاف سعادة أحمد العبري بدأت ملامح أعمال المشروع مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث تزامنت هذه البداية المباركة مع أجواء روحية مفعمة بالأمل والتفاؤل، مما زاد من فرحة الأهالي الذين استبشروا كثيرًا بانطلاق هذا المشروع الحيوي والمصيري، الذي كان يناشده الاهالي منذ سنوات طويلة لاهمية هذا الطريق .
طريق محفوف بالمخاطر
وأوضح عضو مجلس الشورى ممثل ولاية نزوى: لطالما كان هذا الطريق الذي يربط بين ثلاث ولايات محورية في قلب محافظة الداخلية هي ولاية نزوى وولاية الجبل الأخضر وولاية إزكي ، طريقًا محفوفًا بالمخاطر، إذ يفتقر إلى أدنى مقومات السلامة المرورية، ولا يحتوي على أكتاف، كما أنه ضيق وقديم، فقد تم إنشاؤه في بدايات النهضة المباركة، حين كانت الكثافة السكانية محدودة في ذلك الوقت وحركة المرور خفيفة ولكن مع ازدهار العمران وزيادة عدد السكان وظهور مؤسسات تعليمية كبرى كجامعة نزوى والكليات والجامعات الاخرى، ووجود اغلب المؤسسات الحكومية والخاصة والخدمات التي يتردد عليها المجتمع، بات هذا الطريق لا يستوعب حجم الحركة المرورية الحالية، ولا يواكب متطلبات السلامة الحديثة ولا يواكب حاجة الكثافة السكانية المتزايدة.
لقد تحول هذا الطريق خلال العقود الأربعة الماضية إلى “طريق خطير”، إذ شهد مآسي كثيرة راح ضحيتها العشرات من المواطنين والمقيمين، ممن كانوا يستخدمونه بشكل يومي، كم من بيت أُغلق بسبب فقدان معيله، وكم من امرأة ترملت، وأم ثُكِلَت، نتيجة لحوادث دامية على هذا الطريق الذي لم يكن يرحم مستخدميه بسبب ضيقه وسوء تصميمه، ولطالما كان هذا الطريق يشكل هاجسًا مروريًا مرعبًا للأهالي والزائرين على حد سواء.
المعاناة تتحول إلى أمل
وقال سعادة أحمد العبري: اليوم وبعد هذه المعاناة الطويلة، تستجيب الحكومة لتطلعات المواطنين وتحولها إلى واقع ملموس، من خلال إسناد هذا المشروع الحيوي إلى شركة ذات خبرة طويلة مثل جلفار، ليتم إنجاز مشروع الازدواجية الذي سيسهم بلا شك في تقليل الحوادث المرورية، وتحسين انسيابية الحركة، ودعم التنمية العمرانية والتعليمية والاقتصادية في المنطقة.
وقال عبدالله بن خصيب الحضرمي: يأتي تنفيذ هذا المشروع الحيوي والهام جدا للغاية، لكونه له أوجه وجوانب عديدة ومن أبرزها تعزيز الجوانب الأقتصادية والتجارية والاجتماعية والسياحية وذلك على مستوى الولايتين. وأضاف أيضا جاء تنفيذ المشروع مؤخرا ليوقف نزيف الحوادث المرورية المميتة، التي راح ضحيتها كثيرون لقوا حتفهم بأعداد كثيرة من أبناء ومرتادي هذا الطريق الخطير.
وبين أن هذا المشروع سيعزز إقامة بعض المشاريع الخدمية والتنموية والتطويرية من قبل إبناء هذه الولايات حيث سيدعم ويفتح المجال لهم لاقتناص العديد من الفرص الاستثمارية التي تقع على طول جانبي الطريق، وأيضا هناك تقع على هذا الطريق معظم المؤسسات الحكومية والخاصة مما سيسهل لهم الحركة والتنقل بكل سهولة ويسر .
تحسين انسيابية الحركة المرورية
كما قالت المهندسة فاطمة بنت محمد الخاطرية، مهندسة طرق بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: تأتي أهمية توقيع الوزارة مع شركة جلفار للهندسة والمقاولات لتنفيذ مشروع ازدواجية طريق (إزكي ـ نزوى) بمحافظة الداخلية بطول 30 كيلومتر تقريباً، بدءًا من الدوار القائم بالقرب من قاروت الجنوبية بولاية إزكي، مروراً ببركة الموز، ومنطقة حي التراث وصلاً إلى مدخل ولاية نزوى عند منطقة فرق، بهدف إلى تحسين انسيابية الحركة المرورية ورفع مستوى السلامة على هذا الطريق الحيوي.
وأضافت أن المشروع لا يقتصر على توسيع الطريق فقط، بل يشمل أيضًا تطوير البنية التحتية بالكامل، مما يسهم في ربط محافظة الداخلية بمناطقها الحيوية، مشيرًة أن المشروع سيعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التي يخدمها، مثل ولاية أزكي والجبل الأخضر، حيث يسهم في تسهيل وصول المنتجات الزراعية والصناعية إلى الأسواق، مؤكدة أن المشروع يتضمن إنشاء طرق خدمية بطول 3.2 كيلومتر على جانبي الطريق المزدوج، في مواقع متفرقة بالمشروع، بالإضافة إلى ازدواجية وصلة الطريق المتفرعة من المشروع والمؤدية إلى جسر سناو على طريق السلطان ثويني بن سعيد المزدوج بطول 1.163 كيلومتر، من أجل تعزيز الربط بين الطرق القائمة والمناطق الحيوية، وهو ما سيحفز الاستثمار ويعمل على التنويع الاقتصادي في المنطقة. كما سيتم إنشاء نفق للمركبات بمنطقة طوي النصف بولاية إزكي يربط جانبي الطريق، بالإضافة إلى تحسين بدل الطريق المؤدي إلى ولاية الجبل الأخضر بطول 0.877 كيلومتر.
