بهلاء ـ من مؤمن بن قلم الهنائي:
تصويرـ عبدالله العبري:
?? قدم المرشد السياحي الأسبق في حصن جبرين عامر بن علي الهميمي تجربته في إرشاد زوار حصن جبرين والتي امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عاما قضاها في رحاب هذا الحصن الشامخ من ( 1984م الى 2019م ) وقبلها شغل عدد من مواقع العمل في الفنادق السياحية من ( 1978- 1984) وهو من مواليد 1959م. وضمن البرامج التعريفية التي ينظمها حصن جبرين لزواره خلال شهر رمضان المبارك أضاء المرشد السياحي المعروف للزوار قناديل الذكريات الطويلة، وهو يجوب أروقة هذا الحصن التليد ساردا تجربته الاستثنائية في دهاليز هذا المعلم الأثري البارز. ??
وتحدث (الهميمي) بعد لحظة صمت بشغف وحماس عن الفترة التي قضاها في حصن جبرين، واصفاً إياها بأنها تجربة غنية التقى خلالها بمفكرين وعلماء آثار ومهندسين وطلاب مدارس وشخصيات وقادة دول، حيث كان لهذا المعلم تأثيره الكبير على ثقافة الأجيال المتعاقبة.
وأوضح (الهميمي) أن الحصن لم يكن مجرد مقر للحكم أو السكن، بل كان حصنًا دفاعيًا محكم التصميم، حيث يحتوي على سراديب سرية استخدمت لنقل الطعام إلى غرفة الطعام دون الحاجة إلى المرور عبر الممرات الرئيسية، ما ساعد في تأمين المؤن في أوقات الحصار .
كما تحدث (الهميمي) عن نظام المراقبة الذكي في الحصن، والذي تم تصميمه بحيث يسمح للحراس برصد أي تحركات غير مألوفة داخل وخارج الحصن من نقاط مراقبة استراتيجية، مما وفر حماية استثنائية للسكان والضيوف آنذاك، ومن بين الغرف العديدة التي يضمها الحصن يشير (الهميمي) إلى أن غرفة (الشمس والقمر) تبقى الأقرب إلى قلبه؛ لما تحمله من هندسة معمارية فريدة تعكس دقة وإبداع التصميم العماني القديم.
ويؤكد المرشد السياحي عامر الهميمي الأسبق بحصن جبرين أن هذه الابتكارات الدفاعية والهندسية تعكس عبقرية العمانيين وتفوقهم الهندسي في التصميم المعماري، فهو لم يكن مجرد مبنى حجري، بل كان نظامًا متكاملًا يجمع بين الجمال والحكمة الدفاعية في آنٍ واحد.
وبعد أن طاف (الهميمي) بذكرياته وجال في ربوع هذا القصر المنيف حاملا ذكرياته وتفاصيل مثيرة لعقود عاشها في كنف هذا المعلم الأثري الذي يحفظ كل ركن فيه اختتم حديثه قائلا لن أستطيع سرد كل شيء ويكفي القول أن حصن جبرين ليس مجرد حصن أثري بل هو أعجوبة هندسية متميزة تستحق التأمل والدراسة، إذ لا يزال صرحًا شامخًا يروي حكايات الماضي للأجيال الحاضرة والمستقبلية.