الأربعاء 26 مارس 2025 م - 26 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

غـــــــــزوة مؤتــــة «1»

السبت - 22 مارس 2025 01:16 م

أيها الأحباب.. موعدنا اليوم مع غزوة تتحرك لها المشاعر وتقشعر منها الأبدان، لما لها من أحداث جسام، إنها غزوة مؤتة، وإليكم أحداثها:(عن عروة بن الزبير، قال: بعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعثة إلى مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان، ـ ومؤتة اسم قرية من أرض البلقاء من الشام ـ وتُسمّى أيضًا غزوة جيش الأمراء، وذلك لكثرة جيش المسلمين فيها وما لا قوة من الحرب الشديد مع الكفار، واستعمل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليهم زيد بن حارثة وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس، فإن قتل فليتربص المسلمون برجل من بينهم يجعلونه عليهم، فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج، وهم ثلاثة آلاف، وودع أمراء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الناس وسلموا عليهم) (سيرة ابن هشام، ت السقا 2/‏ 373).

ومن العجيب أن عبد الله بن رواحة لما ودع من ودع بكى، فقالوا: ما يبكيك يا ابن رواحة؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ آية من كتاب الله عز وجل، يذكر فيها النار، قال ابن إسحاق: ثم إن القوم تهيأوا للخروج، فأتى عبد الله بن رواحة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فودعه، ثم خرج القوم، وخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فودعهم، ثم مضوا حتى نزلوا (معان) من أرض الشام، فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب، من أرض البلقاء، في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم مل لخم وجذام والقين وبهراء وبلى مائة ألف منهم، عليهم رجل يقال له: مالك بن زافلة، فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على (معان) ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا: نكتب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره، فنمضي له، فشجع الناس عبد الله بن رواحة، وقال: يا قوم، والله إن التي تكرهون، للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إمَّا ظهور وإما شهادة، فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء ـ ومعنى تخوم: الحدود الفاصلة بين أرض وأرض ـ لقيتهم جموع هرقل، من الروم والعرب، بقرية من قرى البلقاء يقال لها (مشارف)، ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها، فتعبأ لهم المسلمون، فجعلوا على ميمنتهم رجلًا من بني عذرة، يقال له: قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلًا من الأنصار يقال له عباية بن مالك، قال ابن هشام:(ويقال عبادة بن مالك، ثم التقى الناس واقتتلوا، فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى شاط في رماح القوم فاستشهد، ثم أخذها جعفر فقاتل بها، ثم قاتل القوم حتى قتل. قال ابن هشام: وحدثني من أثق به من أهل العلم: أن جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل ـ رضي الله عنه ـ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء، ويقال: إن رجلًا من الروم ضربه يومئذ ضربة، فقطعه بنصفين، فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية، ثم تقدم بها، وهو على فرسه، فلما أصيب جعل يستنزل نفسه ويجاهد حتى خرجت روحه) كذا في (سيرة ابن هشام، ت السقا 2/‏ 377).

محمود عدلي الشريف

[email protected]