الأربعاء 26 مارس 2025 م - 26 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

الأحمر يبهر فـي سيئول .. ورشيد ينشد المزيد

الأحمر يبهر فـي سيئول .. ورشيد ينشد المزيد
السبت - 22 مارس 2025 02:54 م
50

الطريق إلى كأس العالم 2026

متابعة ـ صالح البارحي :

قدم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم واحدة من أجمل مبارياته على الاطلاق بتصفيات كأس العالم 2026، حيث وقف ندا قويا أمام المنتخب الكوري الجنوبي في سيئول وأجبره على التعادل ... وهي النتيجة التي أعادت لنا الأمل من جديد في صراع الكبار بعد سقوط العراق تحديدا أمام الكويت بالتعادل في البصرة ، منتخبنا أصبح حديث آسيا، بعد ذلك الأداء الرجولي والثقة الكبيرة التي لعب بها في الشوط الثاني على وجه التحديد ... حيث كان بإمكانه تحقيق الانتصار بعد التغييرات الهجومية التي قام بها رشيد جابر في توقيت جيد مقارنة بمجريات المباراة ... فقد كان لدخول محسن الغساني وصلاح اليحيائي والمنذر العلوي تأثير كبير في العودة للمباراة بعد أن كان الأحمر متخلفا بهدف نظيف عن طريق هوان هي تشان منذ الدقيقة (41) قبل أن يعيد قائد المنتخب المباراة إلى نقطة الصفر، بعد تسديدة زاحفة من خارج منطقة الجزاء تعانق شباك كوريا في الدقيقة (80) وهو الهدف الذي فرمل قطار كوريا الجنوبية أولا، وأعاد بريق الامل ثانيا للأحمر شريطة تحقيق ما عليه في المباريات الثلاث المتبقية بمشواره بتصفيات المرحلة الثالثة لنهائيات آسيا النهائية المؤهلة لمونديال 2026 بإذن الله تعالى.

توازن وثقة

دخل رشيد جابر المباراة بتوازن كبير وواضح على تشكيلة فريقه، بعد أن تخلى عن الشق الهجومي المبالغ فيه بتواجد مهاجم واحد هو عصام الصبحي فقط، في حين كثف خط الدفاع بتواجد الخماسي علي البوسعيدي وامجد الحارثي وخالد البريكي وثاني الرشيدي واحمد الخميسي، وتواجد عبدالله فواز وأرشد العلوي جنبا إلى جنب وعبدالرحمن المشيفري وجميل اليحمدي، الامر الذي وضع مفاتيح لعب المنتخب الكوري تحت الرقابة اللصيقة أغلب دقائق المباراة، وهو الامر الذي حد من خطورة سون على وجه التحديد بعد أن حاول استلام الكرة من مناطق بعيدة عن الخطورة وهو الذي ساهم في السيطرة على الموقف من قبل لاعبي الارتكاز وعمق الدفاع بالنسبة للأحمر . هذه الطريقة نعم حرمتنا من التواجد في المناطق الخطرة للفريق الكوري لكنها في المقابل كانت سد حماية لمرمى إبراهيم المخيني، حيث سارت الأمور كما أراد رشيد، مع محاولات متواصلة للشمشون للوصول إلى مرمى الأحمر بوقت مبكر، ومن ثم زيادة الضغط وتشتيت أفكار لاعبينا فيما تبقى من المباراة، لكن ذلك لم يحصل رغم ولوج هدف كوريا بعد هفوة ومساحة بين امجد الحارثي واحمد الخميسي استغلها لاعب الوسط الكوري لي كانج إن، الذي مرر كرة ذكية في منطقة جزاء منتخبنا تمكن منها بثقة هوان هي تشان من تسجيل هدف كوريا قبل نهاية الشوط الأول من اللقاء.

تدخلات رشيد

انتهاء الشوط الأول لمصلحة المنتخب الكوري الجنوبي لم يثن عزائم لاعبينا، ولم ترهب الجهاز الفني للأحمر، بل أعادت لهم الثقة بشكل اكبر ووضعتهم أمام خيارات لا مفر منها إن أرادوا العودة بنتيجة افضل، فالخسارة هي خسارة بهدف أو أكثر، وضياع النقاط سواء بهدف أو بأكثر من بذلك، فبات علينا المجازفة إن أردنا تحقيق المبتغى في نهاية المطاف، هذا ما دار في مخيلة رشيد جابر ومعاونيه فحدث أن تجرأوا بشكل واضح، فتم الدفع بالثلاثي محسن الغساني والمنذر العلوي وصلاح اليحيائي، فانقلبت الأوضاع رأسا على عقب وأصبح الأحمر أكثر حيوية ونشاطا وثقة بالنفس، فتجرأ الثلاثي بشكل كبير واصبح القلق يراود المنتخب الكوري وجماهيره بعد الزحف المتقدم لمنتخبنا، الامر الذي اسفر عن هدف جميل للغاية عبر تسديدة متقنة جدا لقائد الفريق علي البوسعيدي من خارج منطقة الجزاء لتعانق شباك كوريا الجنوبية هدف التعادل بعد أن وقف الحارس الكوري لا حول له ولا قوة أمام تلك التسديدة، لتعود المباراة لنقطة البداية وفي توقيت مثالي للغاية، فاصبح الأحمر ندا للشمشون وحصل على عدد من الضربات الركنية لكنها لم تستغل بالشكل المثالي ليأتي الحكم بصافرة النهاية بالتعادل 1/‏1 والعودة بنقطة ثمينة من أراضي كوريا للمرة الأولى في تاريخ مواجهات المنتخبين خارج الديار، ستخدم مسيرة الأحمر فيما تبقى من المباريات بشكل أفضل عما لو خسر اللقاء . وعندما نتحدث عن الجرأة والثقة، فإن وجود علي البوسعيدي في تلك المنطقة وفي وقت متأخر من عمر المباراة وتسجيله هدف التعادل ما هو إلا تأكيد على ما قمت بسرده أعلاه، وباعتقادي أن الفوز على اليابان في اوساكا بتصفيات مونديال 2022 بهدف عصام الصبحي والتعادل مع كوريا في سيئول ما هو إلا دفعة معنوية لكل المنتخبات العربية بأن اليابان وكوريا وأستراليا ليست بالبعبع الذي يجب ان يخشاه الجميع، الأمر الذي يمنح لاعبينا ثقة اكبر في مواجهات أخرى قادمة بإذن الله تعالى .

الأحمر في الكويت

انتهت مهمة كوريا الجنوبية، وجاءت مهمة أخرى لا يجب التفريط فيها، وهي مباراة الشقيق الكويتي مساء بعد غد على استاد جابر الدولي، فلا مجال للراحة ولا مجال لخسارة أي نقطة إذا ما اردنا الحفاظ على حقنا وهدفنا وأملنا في التأهل المباشر، حيث وصلت بعثة منتخبنا إلى دولة الكويت مساء أمس الأول بعد رحلة شاقة وطويلة من سيئول، وبدأ رشيد جابر وكتيبته الاستعداد لمواجهة الثلاثاء عبر الحصة التدريبية الأولى التي خاضها الأحمر في التاسعة والنصف مساء أمس على ساحة ملعب نادي خيطان وهو الملعب الذي اعتاد عليه الأحمر في خليجي 26 ، وسيخوض حصة اليوم على ذات الملعب، فيما ينهي الاستعداد لمواجهة الكويت عبر الحصة الرئيسية مساء الغد على ساحة الملعب الرئيسي للمباراة .

مغادرة

يغادر في تمام الساعة الثانية ظهر اليوم الوفد الإعلامي المرافق لبعثة منتخبنا في الكويت، وذلك للانضمام إلى البعثة استعدادا لمباراة المنتخب الكويتي الشقيق، علما بأن وفد وزارة الثقافة والرياضة والشباب غادر إلى الكويت ظهر أمس لذات الغرض .

غياب الأخطر

سيفتقد المنتخب الكويتي الشقيق إلى خدمات مهاجمه البارع يوسف ناصر في لقاء منتخبنا، وجاء سبب غيابه تراكم الإنذارات بعد أن حصل على بطاقة صفراء في لقاء فريقه الأخير أمام العراق بالبصرة، ويعد غياب ناصر أمرا جيدا للغاية بالنسبة لخط دفاعاتنا خاصة وأنه يتميز بارتقاء عال يخدمه في تسجل الأهداف الراسية بثقة، ولديه من الخبرة ما يعينه على التحكم بالكرة أمام مرمى المنافس دون ارتباك .

جابر : كانت مباراة صعبة ولعبنا بتركيز عال

قال رشيد جابر مدرب منتخبنا الوطني الأول في المؤتمر الصفحي الذي أعقب مباراة كوريا الجنوبية : كانت مباراة صعبة، كنا نعلم بأننا نلعب أمام افضل فريق بالمجموعة، لديه لاعبون مميزون ولديهم فوارق كبيرة مقارنة بلاعبينا من حيث الاحتراف، لعبنا بتركيز عال وانضباط تام وخاصة في الشق الدفاعي، ولعبنا بواقعية ساعدتنا للعودة في المباراة بالشوط الثاني، نتيجة جيدة في ظل صيام لاعبينا والوقت القصير بين موعد الإفطار والمباراة وقبلها السفر الطويل، يجب أن نبني على هذه النتيجة ولا زلت أطالب اللاعبين بالمزيد في المراحل القادمة، وأعرف بأن لديهم الطموح والرغبة للوصول لأبعد نقطة في التصفيات، ويجب علينا العمل معا نحو تحقيق هذا الهدف .

كامل العدد

صفوف المنتخب ستكون مكتملة في لقاء الكويت بعد عودة حارب السعدي للقائمة مجددا، حيث تخلو المباراة من إيقاف أي لاعب من منتخبنا بسبب الإنذارات، ولا يعاني أي لاعب – كذلك – من الإصابات التي تعيق مشاركته في أهم محطة لنا بالتصفيات، ما يعني أن الجهاز الفني لديه الخيارات الكثيرة في لقاء الثلاثاء المهم.

عتب

هناك ملاحظة يجب الالتفات لها من قبل الجهاز الفني والإداري على حد سواء، فالإنذارات المجانية وفي هذا التوقيت ليس لها داع إطلاقا، فغياب أي لاعب سيكون مؤثرا على المنظومة التي يمشي بها جابر بالتصفيات حاليا، وبات على لاعبينا الهدوء وعدم الدخول مع الحكام في جدال ليس له أي داع، إضافة إلى عدم ارتكاب أخطاء وهفوات سهلة إضافة إلى تطوير الأسلوب في ضياع الوقت، وباعتقادي ان حصول خالد البريكي ومحسن الغساني على إنذارين في الوقت بدل الضائع من المباراة يجب الالتفات له وبهذه الصورة السهلة .

الأحمر يبهر فـي سيئول .. ورشيد ينشد المزيد
الأحمر يبهر فـي سيئول .. ورشيد ينشد المزيد