أهوال ما وقع فجر وصباح الثلاثاء الثامن عشر من آذار/مارس 2025 الجاري في غزَّة يفوق كُلَّ ما هو مُتوقع من أعمال همجيَّة فاشيَّة، قام بها جيش الاحتلال عَبْرَ استخدام القصف الجوِّي، والفتكِ بمدافع دبَّابات (الميركافاه) ومدافع (الهاوتزر)، مُستهدفًا النَّاس من عامَّة المواطنين ومن بَيْنِهم النِّساء، واستشهاد (175) طفلًا. واستشهاد (429) شهيدًا ومئات المُصابِينَ. وقد أُصيب أيضًا نَحْوُ ألف شخص في مختلف أنحاء غزَّة، منذُ «استئناف الحرب والعدوان على القِطاع المُدمَّر، من خلال تصعيد عسكريّ كبير، شمل مُعْظم مناطق القِطاع، واستهداف الأهالي وقتَ السّحور، وخيام نازحين، ومدارس تأوي مئات العائلات.
الَّذي جرى في القِطاع مؤخرًا، وبالتَّاريخ إيَّاه، عمل مدروس، قام به نتنياهو ومجموعة ائتلافه من قوى اليمين، واليمين المتطرِّف من حزب الليكود، والأحزاب التوراتيَّة (شاس+ يهوديت هتوراه)، وأحزاب الصهيونيَّة ومِنْها (بتسلئيل سموريتش)، وحزب (ايتمار بن جفير) المُسمَّى بـ(حزب القوَّة اليهوديَّة).
تلك الأحزاب اليمينيَّة، واليمينيَّة المتطرِّفة، وبصفتها الفاشيَّة في كيان الاحتلال، ترى في النُّكوص عن وقف إطلاق النَّار، وتجاوز وقفه، فضلًا عن استكمال ما يُسمَّى سياسة ومشروع الَّذي يَمسُّ مواطني القِطاع، فضلًا عن المشروع البعيد لتهجيرٍ تتابعي لمواطني الضفَّة الغربيَّة والقدس إلى الأردن باعتباره «الأردن» البديل وفق عُتاة الصَّهاينة.
إنَّ ما جرَى في الجرائم الموصوفة فجر الثلاثاء الثامن عشر من آذار/ مارس 2025، تعني بوضوح: «أنَّ العمليَّة السِّياسيَّة تعاني من مأزق مُستحكم، وهي في طور التَّوقُّف وحتَّى الموات تمامًا»، وقد باتَتْ حالة ما يُسمَّى بـ»صفقة التَّبادل» وكأنَّها نسيًا منسيًّا.
عادَ نتنياهو لإشعال النِّيران، في حرب (إبادة جماعيَّة) ضدَّ أكثر من مليونَي ونصف فلسطيني من أبناء قِطاع غزَّة عدا عن الضفَّة الغربيَّة والقدس. وهو ما يُفترض لوضعِ حدٍّ لاستهتار المُجرِم نتنياهو وحكومته الفاشيَّة بالقانون الدّولي الإنساني والمواثيق الدّوليَّة والأعراف الإنسانيَّة، ولنوقف العدوان الصهيوني وحرب الإبادة على قِطاع غزَّة.
وكما قال عضو المكتب السِّياسي لحركة حماس عزت الرشق: «أمام استئناف حكومة الاحتلال الفاشيَّة عدوانها الهمجي وحرب الإبادة الجماعيَّة في قِطاع غزَّة، وانقلابها على اتِّفاق وقف إطلاق النَّار، واستهتارها بالمواقف الدّوليَّة الرَّافضة لاستمرار جرائمها، وانتهاكها لكُلِّ الأعراف والقِيَم الإنسانيَّة والشَّرائع السَّماويَّة ندعو جماهير أُمَّتنا العربيَّة والإسلاميَّة والأحرار في كُلِّ العالَم إلى مواصلة وتصعيد كُلِّ أشكال الحراك التَّضامني والفعاليَّات المُندِّدة باستئناف المُجرِم نتنياهو وحكومته المتطرِّفة». إنَّ العالَم بأسْره معني بالتَّضامن مع الشَّعب الفلسطيني بعد الجريمة الكبرى الَّتي أودتْ باستشهاد أكثر من أربعمئة شهيد في قِطاع غزَّة، مع عودة نتنياهو وطاقمه الفاشي اليميني للحرب من جديد. وهو ما يتطلب أيضًا الضَّغط بكُلِّ الوسائل على الاحتلال والإدارة الأميركيَّة الدَّاعمة للاحتلال ومن أجْلِ وقفِ العدوان، قيام مُسيَّرات وفعاليَّات تضامنيَّة في المُدُن والعواصم العالَميَّة. والتَّنديد بجرائم الاحتلال والدَّعم الأميركي. والمشاركة الحاشدة في حصار سفارات الاحتلال حَوْلَ العالَم، والضَّغط بكُلِّ الوسائل حتَّى وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعيَّة المستمرَّة ضدَّ أبناء الشَّعب الفلسطيني في قِطاع غزَّة. ووحدة كُلِّ الجهود عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك