الأربعاء 02 أبريل 2025 م - 3 شوال 1446 هـ

نفحات وأنوار العشر الأواخر من رمضان «1»

الأربعاء - 19 مارس 2025 01:15 م


نفحات وبركات يعيشها الصائم ويتلذذ بها وتتوجه جوارحه المسبحة الخاشعة بحياة إيمانية.. حياة الذكر.. حياة مع كتاب الله، ومع صوم الجوارح عن كل ملذات الحياة.. حياة مع مجالس الذكر.

ومع هذه إشراقات التي تحيا بها القلوب وتسعد بها النفوس التي بدأ بها الصائم منذ إعلان عن دخول هذا الشهر المبارك الذي من خلاله تتجدد وتتضاعف مختلف العبادات والقربات إلى رب البريات ونشكر الله جلت قدرته أن مدنا في أعمارنا ونحن بصحة وعافية.

ونحن نعيش في العشر الأواخر من شهر المسارعة والمسابقة وعلينا في كل لحظة من أوقاتنا اغتنام واستغلال كل اللحظات المباركة التي نمر بها في خلال هذه الفسحة المشرقة والمثمرة ـ إن شاء الله ـ ما دمنا نعيش في هذه الحياة، قال تعالى:(َسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران ـ 133).

أخي الصائم.. قف وقفة صادقة خاشعة بينك وبين نفسك ها نحن نعيش في العشر الأواخر من شهر الرحمات والبركات.. ونسأل أنفسنا مضت من شهر القرآن (20) يومًا كسرعة البرق.. فماذا قدمت فيها وهل أنت راضٍ عمّا قدمته خلال هذه الأيام المباركة، فباب الرجاء والتوبة والأمل مازال مفتوحًا مشرقًا مضيئًا.. فانطلق وشمّر.. استغل ما تبقى من هذه الأيام المباركة.. إنها ليالي الخاشعين.. إنها ليالي الذاكرين.. إنها ليالي الصابرين على الطاعة والعبادة.. إنها ملتقى العابدين ومحطة الذاكرين.. إنّها ليالٍ قصيرة ومعدودة، فجاهد النفس والشيطان باستغلال ليالي المناجاة.. ليالي حب الله.. ليالي القانتين لله.. ليالي الدعاء الكثير.. فيا حسرة ما بعدها حسرة وندامة يندم عليها كل مسلم من فرّط في هذه الأيام المباركة.

وقد اعتنى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحابته الكرام عناية عظيمة بهذه العشر لما فيها من الفضل والحسنات والكرامات ومن الليالي الشريفة في هذه العشر ليلة القدر ليلة ميزها الله عن سائر الليالي ليلة تضيء وتشرق أنوارها ليلة في السنة.

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

كاتب عماني