الأربعاء 26 مارس 2025 م - 26 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

الإرهاب الصهيوني يضرب قطاع غزة

الإرهاب الصهيوني يضرب قطاع غزة
الأربعاء - 19 مارس 2025 01:25 م

خميس بن عبيد القطيطي

250

الإرهاب الأسود الصُّهيوني الَّذي ضربَ قِطاع غزَّة بغطاءٍ وعتاد وضوء أخضر أميركي مُخلِّفًا ما يناهز أكثر من (412) شهيدًا ـ حتَّى كتابة هذا المقال ـ وأكثر من (500) مُصاب في غارات همجيَّة بربريَّة غادرة فجر الثَّامن عشر من رمضان، بعد انتهاك اتِّفاق وقف إطلاق النَّار، أوَيَظنُّ أولئك الجناة أنَّ هذا الإرهاب سوف يكسر إرادة المقاوَمة أيُّها القَتلَة المُجرِمون أعداء الإنسانيَّة؟! لا بل ستظلُّ المقاوَمة عزيزةً منتصرةً بإذن الله. إنَّ استهداف الأطفال والنِّساء والمَدَنيِّين الأبرياء هو ليس شجاعة، إنَّما يُعبِّر عن حالة الفشل ومحاولة للهروب من الأزمات الَّتي تعصف بكم يا أعداء الإنسانيَّة. وهذا التَّمادي الصُّهيوـ أميركي والتَّمرُّد على الشَّرعيَّة الدّوليَّة وعلى الأعراف وحقوق الإنسان إنَّما يسبقُ الزَّوال. فقَدْ حذَّر الله الظَّالِمِين المُجرِمِين بالزَّوال، فهو يُملي للظَّالم للاستغراق في ظُلمه حتَّى إذا أخذه لن يفلتَه، فقال سبحانه: «وأملي لهم إنَّ كيدي متين».

إنَّ النَّظر للنَّتائج الاستراتيجيَّة ليس من خلال أعداد الشُّهداء، فَهُم عِندَ ربٍّ كريم، أحياء عِندَ ربِّهم يُرزقون فرِحِين بما آتاهم الله كما وصفَهم سبحانه، ولا يُنظر إلى مستوى الدَّمار، إنَّما النَّتائج يُنظر إِلَيْها من النَّاحية الاستراتيجيَّة ماذا تحقَّق في نهاية المعركة وحجم الفشل، فماذا حقَّق الصُّهيوني من أهداف العدوان؟! يكفي أن نرصدَ هزيمة العدوِّ من خلال ما أفرزَه اتِّفاق وقفِ إطلاق النَّار، فكُلُّ أسيرٍ صهيوني تمَّ مبادلته بـ(٣٠) أسيرًا فلسطينيًّا، وأُرغم العدوُّ على الانسحاب من المواقع الَّتي أقسَمَ أنَّه لن ينسحبَ مِنْها وحتَّى لو عاد إِلَيْها في المرحلة التَّالية من العدوان.. فالمعركة لم تَنْتهِ بَعد، وهي معركة من معارك الله الكبرى أعزَّ فيها جنده وأيَّدهم بنصرِه وثبَّت أقدامهم، ووعْد الله حقٌّ سيُهزَم الجمع ويُوَلُّون الدُّبر، وسيَعلَم الَّذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون، أمَّا تلك الأيادي المُلطَّخة بالإجرام ودماء الأبرياء ستظلُّ هي السُّفلى، اللَّهُمَّ نصرَكَ المؤزَّر.

الولايات المُتَّحدة في عهدِ رئيسها الحالي دونالد ترامب تزعم أنَّها تبحثُ عن السَّلام العالَمي والاستقرار في الشَّرق الأوسط، فهل السَّلام يأتي من خلال انتزاع حقوق الآخرين؟ وهل يتحقق السَّلام بشكلٍ مُجتزأ لصالحِ طرفٍ على حساب آخر أم أنَّ السَّلام كمفهوم شامل يَجِبُ أن يشملَ الجميع؟! بالطَّبع كان من الحكمة معالجة الأوضاع الَّتي أدَّتْ إلى الإضرار بالسِّلم والأمن الدّوليَّيْنِ من خلال حلٍّ عادلٍ شامل للقضيَّة الفلسطينيَّة وزوال الاحتلال الظَّالم وعودة الحقوق الفلسطينيَّة، لذا لن يتحققَ السَّلام دُونَ حلولٍ عادلة بعودة كامل الحقوق الفلسطينيَّة وإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة وعاصمتها القدس الشَّريف، أمَّا دُونَ ذلك فإنَّ المنطقة بِرُمَّتها معرَّضة إلى مزيدٍ من التَّوتُّر والتَّصعيد وعدم الاستقرار، والقاعدة تقول إنَّ الاحتلال سيُواجَه بمقاوَمة، وهو ما يحدُث اليوم في الأراضي الفلسطينيَّة.

نأمل أن تؤخذَ هذه الحقائق بِعَيْنِ الاعتبار وعدم الانسياق إلى مواجهةٍ يُعتقد أنَّها ستنجزُ سريعًا وتتحول إلى مواجهة طويلة الأمد وتؤدِّي إلى مزيدٍ من الإخلال بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة الَّتي تُمثِّل أهمَّ شرايين الاقتصاد العالَمي، وهنا نأمل تجنيب المنطقة شبح الحروب والتَّوتُّرات. علمًا أنَّ الأُمم المُتَّحدة توصَّلتْ إلى نقاط متقدِّمة في حلِّ الأزمة اليمنيَّة. ويأتي التَّصعيد اليوم لِيُعِيدَ الأزمة إلى المُربَّع الأوَّل، وهذا ليس في صالح المنطقة، ويتعارض مع مصالح القوى الدّوليَّة.

إنَّ النَّتائج الَّتي أفرزَها اتِّفاق وقفِ إطلاقِ النَّار، ومشهدَ تبادُل الأسرَى أرسلَ رسائل وعناوين واضحة ينبغي تأمُّلها جيِّدًا، لكنَّ هذا الغرورَ والاستكبار الصهيوني لن يستلهمَ الدُّروس حتَّى يأتيَ وعْدُ الله، وقاعدة التَّبديل هي سنَّة من سُنن الله في الكون. وإذا كانتِ الكتُب السَّماويَّة لم يؤخذْ مِنْها العِبَر يا بني صهيون، فوَرَبِّ السَّماء والأرض أنَّ زوال احتلالكم لَحقٌّ في إطار الصِّراع بَيْنَ الحقِّ والباطل وسيَعْلَم الَّذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.

خميس بن عبيد القطيطي

[email protected]