الأحد 04 مايو 2025 م - 6 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

غـــــــــزوة خـــيــبــر «1»

الثلاثاء - 18 مارس 2025 01:51 م

أيها القراء الكرام.. اليوم نتدارس غزوة قديمة حديثة، فلو نظرنا في حدوثها لوجدناها قديمة، ولو تأملنا أحداثها لوجدناها تعيش بيننا وهي حديثة، وهذا لأن اليهود يتربصون بالمسلمين الدوائر منذ نزول الوحي وحتى تقوم الساعة، فعندما أجلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ اليهود من المدينة، (انضم كثير من يهود المدينة إلى يهود خيبر، وراحوا يكيدون للإسلام وأهله، وتمادوا في ضلالهم ومؤامراتهم رغم الطرق العديدة التي اتبعها معهم المسلمون في محاولات لردعهم وإسكاتهم. ولكن هيهات هيهات، فاليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا، ولا زالت عداوتهم تقودهم من تهلكة إلى تهلكة، وهم سادرون فيما هم فيه من غل وبغضاء، ولن يكفوا عن ضلالهم حتى يقودهم إلى البوار والفناء، وكان لا بد من غزو خيبر، فانتدب الرسول المسلمين لهذا الغزو، فلبوا النداء) (فدائيون من عصر الرسول (ص: 90)، ( وكان ذلك بعد عودته ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الحديبية، خرج إلى خيبر في بقية شهر المحرم، ودفع الراية إلى على بن أبى طالب ـ رضي الله عنه ـ وكانت بيضاء، فنزل ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر ليلًا وكان إذا غزا قومًا لم يغر عليهم حتى يصبح، فإن سمع أذانًا أمسك، وإن لم يسمع أذانًا أغار، فلم يسمع أذانًا فركب ومعه المسلمون استعدادًا للحرب، واستقبلهم عمال خيبر غادين، قد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والجيش، قالوا: محمد والخميس معه! فأدبروا هرابا، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين) (الموسوعة القرآنية 1/‏ 229)، والجدير بالذكر أن (في خيبر أعظم حصون اليهود، وفي حصونها أشد رجالهم بأسًا، وعندما أطل الجيش الإسلامي على خيبر، وقف الرسول ينظر إليها، ووقف المسلمون خلفه ينتظرون ما هو صانع، فإذا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرفع صوته قائلًا:(الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)، وكبّر المسلمون لتكبير رسول الله، وتجاوبت بالتكبير بطاح خيبر وحصونها وبساتينها، ونشط المسلمون للقتال، وتفاءلوا بالنصر المبين، أما يهود خيبر فما إن سمعوا هذا النداء الخالد حتى فزعوا وراحوا يهرعون إلى حصونهم، بل حجورهم، وهم يقولون: محمد والخميس! محمد والخميس!) من كتاب (فدائيون من عصر الرسول، ص: 91)، (وأحاط الجيش الإسلامي بالحصون والأسوار، واستعد للقتال، فبرز من خلال الحصون رجل يسمى (مرحب) وكان أشهر فرسان يهود وأشدهم إقداماً، فبرز له رجال من المسلمين فقتلهم، وكان قبل خروجه من الحصن قد رمى حجرًا من فوق أحد الأسوار فقتل به محمود بن مسلمة الأنصاري، وجال مرحب هذا حول عسكر المسلمين وأخذ يرتجز قائلًا: قد علمت خيبر أني مرحب** شاكي السلاح بطل مجرب. أطعنُ أحيانًا وحينًا أضربُ ** إذا الليوثُ أقبلتْ تلتهب. ثم وقف أمام الجيش وصاح: هل من مبارز؟ هل من مبارز؟ فقال رسول الله: من لهذا؟ فنهض محمد بن مسلمة وتقدم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: أنا له يا رسول الله، أنا والله الموتور الثائر. قتل أخي محمود. فقال له رسول الله: « قم إليه » ثم دعا له قائلاً: اللهم أعنه عليه. ونزل محمد بن مسلمة إلى غريمه الذي قتل عددًا من المسلمين من قبل. نزل إليه ودعاء رسول الله يتردد في أذنيه: «اللهم أعنه عليه»، فمن كان الله في عونه لا يقدر عليه أحد. .. وللحديث بقية.

محمود عدلي الشريف

[email protected]