تغطية ـ عبدالله الجرداني:
استعرضت الجلسة الثانية من سلسلة «حوار التواصل»، التي ينظِّمها مركز التواصل الحكومي خلال شهر رمضان الفضيل؛ استعرضت موضوع «تنمية المحافظات» بمشاركة أصحاب المعالي والسعادة محافظي مسندم والداخلية وشمال وجنوب الباطنة، وتم التطرق إلى دور المحافظات في دفع عجلة النمو الاقتصادي. وسلَّطت الجلسة الضوء على التحولات النوعية التي تشهدها المحافظات في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، واستثمار الميزات التنافسية، وتعزيز الاستخدام الفعَّال للموارد المحلية.
وتناولت الجلسة عدَّة محاور تعلَّقت باللامركزية والتنمية، والمشروعات التنموية التي تُعَدُّ من الأولويات والركائز الأساسية لرؤية عُمان 2024م، كتجربة المهرجانات وأثرها العائد على أبناء محافظات سلطنة عُمان، حيث أسهمت اللامركزية في تعزيز المرونة الإدارية، ودعم المشاركة المجتمعية، وتوسيع نطاق المشروعات المنفذة.
وأكَّد معالي السَّيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، محافظ مسندم، أن تعزيز اللامركزية هي صياغة جديدة لصلاحيات المحافظين في ظل النهضة المتجددة والقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه-، إذ يجب استغلال ما هو متاح من الصلاحيات ومن الموارد، كما يجب رصد تطلعات المجتمع ورغبته في رفع جودة الخدمات لمواكبة النمو الاقتصادي، والاستجابة لها سواء عند ظهور مشكلة آنية أو توقع تحديات مستقبلية.
وأوضح معاليه بأن محافظة مسندم تحظى بمشاريع قيد الإنشاء ففي مجال القطاع الصحي هناك مستشفيات مرجعية في كل من ولاية خصب وولاية مدحاء، وهناك خزانات وقود استراتيجية، ومخزن للأدوية، ومطار جديد، وطرق ربط رئيسية، وهذه المنظومة المتكاملة ستزيد من فرص الاستثمار وتنمية الاقتصاد في المحافظة.
وبيَّن معاليه أن العمل مستمر في مشروع طريق (خصب - ليما ـ دبا)، حيث تم إنجاز ما يقارب (40%) من إجمالي المشروع حتى الآن. ويُعَدُّ هذا الطريق من المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الربط بين المناطق المختلفة في المحافظة، مما يسهم في تحسين حركة التنقل وتسهيل وصول السكان والزوار إلى المناطق الساحلية والجبلية. كما يؤدي المشروع دورًا حيويًّا في دعم التنمية الاقتصادية من خلال تسهيل نقل البضائع والخدمات. من جانبه، أشاد سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري، محافظ الداخلية، بالجلسة التي نظَّمها مركز التواصل الحكومي، والتي أتاحت الفرصة للاطلاع على تجارب المحافظات في مجال اللامركزية. وأوضح أن اللقاء أسفر عن رؤى ومقترحات تسهم في تنظيم الأعمال المستقبلية بشكل أكثر فاعلية. كما أكد حرص محافظة الداخلية على تعزيز الحوار والشراكة مع المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تنفيذ مبادرات وبرامج متنوعة، مثل مبادرة «في ضيافة المحافظ» و«الجلسات الحوارية الشبابية»، التي توفر منصة مفتوحة للنقاش وتبادل الأفكار. وأشار سعادته إلى أن المحافظة تسعى إلى تنفيذ نحو (68) مشروعًا لتحسين جودة الحياة وتعزيز البنية الأساسية، ومن بين هذه المشاريع، محطة النقل العام التكاملية، وهي الأولى من نوعها في سلطنة عُمان بالشراكة مع القطاع الخاص، إضافة إلى مشروع ميدان الداخلية، الذي سينطلق قريبًا ويوفر فرص عمل مؤقتة. ويمتد المشروع على مساحة (145) ألف متر مربع، ويشمل (10) مواقع استثمارية و(50) عقد انتفاع، مع إسهامات كبيرة في المحتوى المحلي، تقدَّر بـ(4) ملايين ريال عُماني خلال فترة التنفيذ.
بِدَوْره، أكد سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة، أن المحافظات تبذل جهودًا كبيرة في تحقيق التنمية، وأن الشراكة المجتمعية لها دور أساسي في المبادرة بالمشاريع، بينما تتولى المحافظة تقديم الدعم اللازم لها، وتطرق سعادته إلى مشروع تطوير قرية (وكان) ذات الطقس البارد المشابه للجبل الأخضر، والذي يأتي ضمن التوجيهات السامية، إذ أسندت للمحافظة مسؤولية تطوير الطريق المؤدي إلى القرية وإنشاء مسارات التلفريك، ويُعَدُّ إنشاء الطريق عنصرًا أساسيًّا في تطوير القرية، حيث سيمكن السيارات الصغيرة من الوصول إليها، مما سيحفز المستثمرين على الاستثمار في المنطقة، وسيسهم في زيادة إقبال السياح، وقد تم طرح مناقصة لتصميم المشروع، وإعداد التصورات المقترحة والتكاليف التقديرية وتم رفعها إلى وزارة المالية بانتظار الاعتماد المالي، ليتم بعدها طرح مناقصة تنفيذ الطريق.