كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن الآثار الصحية والنفسية وحتى الاجتماعية، المترتبة على استخدام الأجهزة الإلكترونية خصوصًا اللوحية لما لها من انعكاسات سلبية على الأطفال نتيجة الاستخدام السلبي لها رغم إيجابياتها المتعددة، فهي وإن كانت إحدى الوسائل التعليمية التي ارتقت بعقل الطفل من حيث محاكاته للمعلومة واكتسابه بعض المهارات، إلَّا أنَّها أثَّرت تأثيرًا كبيرًا على سلوكه الاجتماعي وصحته البصرية والسمعية نظرًا لغياب الرقابة الأبوية على عملية الاستخدام غير المقنن، بل تعدى ذلك إلى علاقته بالأُسرة وأن تكون حياته انعزالية، فضلًا عن تكوين صداقات افتراضية عبر برامج معظمها موجهة لإحداث تغيير في السلوك وممارسة قِيَم وعادات بعيدة عن تلك التي يقوم عليها المجتمع.
ومن بين البرامج التي تصل بالطفل إلى تجاوز حدود العقل والمنطق، تلك الألعاب التي تنقله من مرحلة إلى مرحلة وصولًا إلى إمَّا أمر بقتل أحد أفراد الأُسرة المقربين أو الابتزاز المالي تفاديًا لحدوث فضيحة تتعلق بالأخلاق والشرف، وإذا لم يستطع التفاعل مع كل ذلك يقْدِم على الانتحار متدليًا من مروحة سقف أو قفزًا من أعلى المبنى، فكم من حالات الانتحار سجلت نتيجة ذلك وفقدت أُسر أبناءها وهم في ريعان شبابهم، وفقد الوطن طاقات كان يمكن أن يستفيد منها في نهضته وتقدُّمه.
بعض الدول في الحقيقة على الرغم من أنَّها تصنع هذه الأجهزة وبرامجها وألعابها، إلَّا أنَّها تنبَّهت لخطورة ذلك وسارعت لتقنين عملية الاستخدام على المستوى الوطني حفاظًا على ثروتها البشرية وعدم الانجراف وراء طوفان من الفساد والانحراف القِيَمي والأخلاقي الموجّه، بل البعض عمد إلى محاربة تلك البرامج وغلقها، لذا لا بد من الجهات المعنية لدينا أن تسارع لإيجاد حلول فاعلة، لإنقاذ الجيل الحالي والأجيال القادمة مما هو قادم من تقنية وبرامج لأنَّ المؤشر السلبي في تصاعد مستمر.
طالب بن سيف الضباري