مسقط ـ ( الوطن) :
تواصل منصة عُمان للابتكار البيئي في نسخته الثالثة و الذي أطلقته الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة"بيئة" من دورها كمنصة ريادية لتعزيز الاستدامة والابتكار حيث تقدم نموذجا متكاملا لدعم رواد الأعمال العُمانيين والشركات الصغيرة والمتوسطة، مع التركيز على تطوير الأفكار المبتكرة في مجال الاستدامة وتحويلها إلى مشاريع ناجحة تُسهم في تعزيز الاقتصاد وحماية البيئة على المستويين المحلي والدولي.
و يقدم البرنامج نهجا تدريبيا شاملا يتضمن الإرشاد الفردي والجماعي وتسهيل الوصول إلى شبكة من المستثمرين والخبراء، ويعد الشركات المؤهلة لطلب الاستثمار لمقابلة المستثمرين وإقناعهم بأفكارهم المبدعة.
وحول فاعلية المبادرة والاستفادة منها فقد قدم عدد من المشاركين تجاربهم حيث قال يوسف بن سيف الهميمي من شركة نضرة : فكرتنا جاءت من رغبتنا في إيجاد حلول مستدامة للنفايات الزراعية البطاطس المهدرة التي تحتوي على مواد طبيعية و يمكن استخدامها لصنع منتجات فعالة وصديقة للبيئة من خلال استخدام رذاذ التنظيف الذي ننتجه ليس فقط مضادا للتضبب، بل أيضا آمن للاستخدام على النظارات الطبية ونوافذ المباني كما يلبي منتجنا حاجة حقيقية ويقدم حلا عمليا لمشكلة التضبب مع تقليل الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة .
وقالت مريم العجمي من شركة طريق البلاستيك : مشروعنا يقوم بتحويل النفايات البلاستيكية إلى كريات بلاستيكية يمكن إعادة استخدامها في الصناعة و هذا يقلل من كمية البلاستيك الذي ينتهي في المرادم أو المحيطات ومن التحديات التي واجهتنا جمع النفايات البلاستيكية بشكل فعال وفصلها حسب النوع و لكننا نعمل على تطوير التقنيات لتحسين هذه العملية.
وقال عبدالله الذهلي من شركة (كن) : بالنسبة لمشروعنا فإنه
يحتوي على مواد طبيعية مضادة للحشرات خاصة النمل الأبيض كما يعطي الخشب لمعانا طبيعيا ويحميه من التلف ونحن نؤمن بأن منتجنا يمكن أن يكون بديلا فعالا وصديقا للبيئة كما أنه من الملاحظ زيادة عدد الطلب على المنتجات الطبيعية حيث انها في تزايد ونسعى لتلبية هذا الطلب.
وأما سمية السيابية من شركة "Ecosphere" فقد قالت : نحن نستخدم تقنية تعتمد على الميكروبات والنانوتكنولوجي الميكروبات حيث تقوم بتحليل البلاستيك بينما تقوم الجسيمات النانوية بجمع الجزيئات الدقيقة وإزالتها من الماء و نستهدف مزارع المياه العذبة والمالحة، بالإضافة إلى محطات معالجة مياه الشرب و هدفنا هو توفير مياه نظيفة وخالية من الملوثات البلاستيكية.
وقال أحمد الشعيلي من شركة بروسكويت : عملنا يقوم على أشجار المسكيت حيث أن خشبه ذو قيمة عالية حيث نقوم بقطع هذه الأشجار وتحويلها إلى ألواح خشبية وألواح مضغوطة ذات مواصفات مميزة وفريدة مثل صلابتها العالية ومقاومتها لدرجات الحرارة العالية وضد التبلل وعزل الصوت، وتستخدم في صناعة الأثاث وبهذه الطريقة نحول مشكلة بيئية إلى فرصة اقتصادية و نخطط لتوسيع عملياتنا وتقديم منتجات جديدة تعتمد على المسكيت مثل الأرضيات الخشبية والأثاث الفاخر بالإضافة إلى نشارة الخشب من المخلفات المتبقية بعد التصنيع ونطمح لأن تكون الشركة ضمن أفضل ثلاث شركات في المنطقة في تصنيع الأخشاب المعالجة وتطوير منتجات خشبية جديدة مثل الألواح الخشبية المخصصة للتطبيقات البحرية أو الصناعية، مع التوسع في استخدام التكنولوجيا الذكية في الإنتاج والتسويق.
واما خالد الفارسي من شركة سليوفيت فقد تحدث عن تجربتهم قائلا : نقوم باستخلاص السيليلوز الحيوي من الملخلفات النباتية المهدرة، ومن ثم تنقيته وإضافته إلى مواد صلبة صديقة للبيئة، لإنتاج ألواح بديلة للزجاج التقليدي (سيلوجلاس) هذا البديل قابل للتحلل ويتميز بالصلابة وخفة الوزن بالإضافة إلى عزل الحرارة، مما يوفر الطاقة ويقلل من الاعتماد على الزجاج التقليدي وبالنسبة للتحدي الذي واجهنا التحدي الرئيسي هو تحسين جودة المنتج النهائي ليكون قادرًا على منافسة الزجاج التقليدي من حيث المتانة والسعر عن طريق الدخول في اتفاقيات توريد المواد الخام بتكلفة أقل والاستثمار في أدوات التصنيع.
وقالت سامية الريامية من شركة زُلال : نقوم بانتاج فلاتر المياه حيث تتميز بتقنية مبتكرة تعتمد على مواد طبيعية، مثل الطين العماني والألياف النباتية، والتي توفر عمليات تصفية عالية الفعالية. وتستخدم تقنيات الامتصاص والفلترة البيولوجية لإزالة الملوثات مع الحفاظ على المعادن المفيدة التي قد تُزال بواسطة الفلاتر التقليدية كما أن المواد المستخدمة تمتاز بقدرتها على تحسين جودة المياه بشكل طبيعي دون الحاجة إلى إضافة مواد كيميائية ضارة، مما يجعلها أكثر أمانا وصديقة للبيئة وتوفر حلا مستداما وطويل الأمد مقارنة بالفلاتر التقليدية البلاستيكية.
وأضافت : ولا يزال مستقبل منتجاتنا في السوق المحلي واعدا، خاصة في ظل التوجه المتزايد نحو الحلول المستدامة والبيئية حيث أن منتجاتنا تلبي احتياجات السوق المحلي من حيث توفير حلول مياه آمنة وصديقة للبيئة، ما يضعنا في موقع تنافسي قوي. إضافة إلى ذلك، فإن الابتكار في مجال معالجة المياه واستخدام المواد الطبيعية يمنحنا ميزة تنافسية أمام المنتجات التقليدية، كما أن دعم الحكومة والمجتمع للابتكارات البيئية يعزز من فرصنا في النمو والتوسع.
وأما سالم جعيد من شركة وادي رونيب المتحدة فقد تحدث قائلا : نتولى إدارة وتشغيل وصيانة مواقع البناء والهدم في محافظة ظفار و نحرص على تطبيق أفضل التقنيات في عملياتنا كما نساهم في توعية المجتمع بطرق التخلص الصحيح من مخلفات الهدم والبناء من خلال زيارات للجهات المعنية و نركز كذلك على تطوير الكوادر الوطنية في مجال البناء والهدم والتركيز بشكل أكبر على المساهمة في القيمة الوطنية كما نقوم بعملية فرز المواد القابلة لإعادة التدوير مثل الخشب والبلاستيك ومخلفات البناء والهدم والحديد؛ حيث يُعد هذا الفرز الخطوة الأولى في عملية إعادة التدوير. يساهم ذلك في تقليل النفايات التي تُلقى في المرادم، مما يدعم جهود تحويل النفايات. يتم تخزين هذه المواد وتكديسها ليستفيد منها المشترون والمعنيون في عمليات إعادة المعالجة والاستخدام .
وقالت رحاب المعمري من شركة الحديقة المزهرة : نعمل على توسيع عروضنا لتشمل هدايا مبتكرة ومستدامة، مثل المنتجات المصنوعة من مواد معاد تدويرها والعناصر الطبيعية والجميل أن الناس أصبحوا أكثر وعيا بأهمية الاستدامة وهم يبحثون عن هدايا تعكس قيمهم البيئية.
وقال ماجد بن سعود البطاشي من شركة Invare :منصتنا عبارة عن سوق إلكتروني متكامل يهدف إلى تسهيل عمليات بيع وشراء المواد القابلة لإعادة التدوير بطريقة فعالة ومستدامة حيث توفر المنصة للموردين والمجمعين ومصانع إعادة التدوير بيئة رقمية شفافة لعرض وتداول الموارد القابلة لإعادة التدوير مما يعزز كفاءة سلسلة التوريد في قطاع إعادة التدوير و تركز المنصة على إعداد تقارير الاستدامة، حيث توفر بيانات حول المواد المعاد تدويرها وتأثيرها على تقليل الانبعاثات و سنتجه إلى دعم الاعتمادات الكربونية عبر ثلاث مراحل تحسين تقارير الاستدامة (ESG)وتطوير نظام لتتبع وتقليل الانبعاثات و إطلاق نظام لتبادل الائتمان الكربوني وبناء شراكات مع أسواق الكربون الدولية.
وجدير بالذكر أن منصة عُمان للابتكار البيئي تجسد رؤية متكاملة لتحفيز الابتكار البيئي وتعزيز ريادة الأعمال في مجال الاستدامة ومن خلال تأهيل المشاركين وتوفير شبكة دعم واسعة، يعمل البرنامج على بناء مجتمع أعمال يدعم الحلول البيئية المبتكرة، مسهما بذلك في تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر الذي يخدم الأجيال القادمة .