ذكرت من قبل في مقالات سابقة عن ظاهرة وقوف العمال في الشارع وبالأخص أمام محلات بيع الشاي، ومقاهي الوجبات السريعة، هذه الظاهرة لم تكن في السابق موجودة ومنتشرة على نطاق واسع إلا أنها في الآونة الأخيرة تطورت ووصلت إلى الولايات وأصبح الكثير يتذمر من هذا التصرف، لأن الأمر لم يقتصر على الوقوف أمام المحل مثل السابق ومن يريد شيئا يتم تلبية طلبه، فقد أصبحوا يقفون في الشارع بمسافة عن المحل ويطوفون أمام السيارات غير مبالين ولا همهم شيء أبداً إلا الحصول على طلب ذلك الزبون.وهناك مشهد اعتدت عليه يوميا في الصباح ويصل الأمر بعض الأحيان إلى توقف حركة السير والسبب (واحد كرك) أحدهم في الموالح الجنوبية على الشارع العام عند الخروج من محطة النفط قبل برج الصحوة والآخر مقابل حدائق الصحوة تتوقف حركة السير في هذين الموقعين تجدهم يركضون أمام السيارات، وللأسف مظهر بعض العمالة يجعلك تشمئز تطلب شيئا من يده، والله يهدي بعض قائدي السيارات لا يكترث على من يكون خلفه ويقف في الشارع لرغبته هو في كوب الكرك، وقد تطور الأمر بالفعل من بعض مقاهي الوجبات وأصبح سباقا من يصل أولا وربما المسافة من مكان وقوفه عن المحل أكثر من مائة متر، هذا التصرف لن يتوقف وسوف يزداد أكثر وأكثر في الأيام القادمة، لأن الرادع غير موجود ولا يوجد قانون يوقف هذه التصرفات ولو فرضت على من يقوم بذلك غرامة مالية وتكون على المحل والشخص وإذا تكرر ترفع قيمة المخالفة أوالغرامة، لأن من أمن العقاب أساء التصرف، وهذا المنظر مشوه وتصرف غير جيد، ولا أستبعد أن تنتقل العدوى لتشمل كافة المحلات، فهل نرى مثلا الحلاق وقد وقف خارج المحل وفي يده المقص والمشط من أجل إجبار الزبائن للحلاقة عنده وهذا من الصعب ترفض طلبه لوجود المقص، لأن هذا المنظر بدأت به محلات الكرك وتطور للمقاهي والقادم سيكون أكثر إذا لم يكن هناك الرادع.
يونس المعشري
كاتب عماني