الجزائر ـ العُمانية: تطرح الباحثة الجزائرية د. خديجة عسكر في كتابها (جهود المجامع اللُّغوية العربيّة في توحيد المصطلحات)، الصّادر عن دار ألفا دوك للنشر، سؤالًا مهمًّا حول الجهود التي قامت بها المجامع اللُّغوية العربيّة في توحيد المصطلحات، وتحاول الإجابة عنه عبر صفحات هذا الكتاب. في بداية هذه الدراسة، تقدّم الباحثة تعريفًا شاملًا للمجامع العربيّة، إذ تقول: (المجامع العربيّة هي تلك المؤسّسات العاملة على وضع المصطلحات والموافِقة على المصطلح المناسب الذي يخدم اللُّغة العربيّة ويحافظ على سلامتها، ثم توضيح حال هذا المصطلح الذي يحتاج إلى توحيد واستقراء لتقديمه للعامة، هذا التوحيد الذي يقوم على طرق متّبعة من قِبل المجامع اللُّغوية العربيّة، وفي الأخير نلجأ إلى استبيان ما استطاعت هذه المجامع فعله في مجال المصطلحات من توحيد ومعالجة).
وتضيف الباحثة بالقول: لعلّ أهمّ الدراسات السابقة التي طرقت باب المصطلحات عامّة، وجهود المجامع اللُّغوية العربيّة خاصّة، دراسة محمد علي الزركان من خلال كتابه (الجهود اللُّغوية في المصطلح العلمي الحديث)، والذي عالج جهود المجامع اللُّغوية العربيّة في مجال توحيد المصطلح، إضافة إلى دراسة عبد الكريم خليفة في كتابه (اللُّغة العربيّة والتعريب في العصر الحديث)، وهما لغويان عالجا موضوع المصطلحات ودور المجامع اللغوية في هذا المجال، وكان دورهما بازغًا من خلال أبحاثهما اللُّغوية، ولا يجب أن ننسى كذلك العلماء الذين سبقوهما فيما يخصُّ دراسة المصطلح العربي، مثل عبد السلام المسدي، وغيره.
وقد اتّبعت الباحثة خطّة منهجيّة من أربعة فصول استعرض الفصل الأول، وعنوانه (المجامع اللُّغوية العربيّة المفهوم والنشأة) والفصل الثاني (المجامع اللُّغوية العربيّة أهدافها وإنجازاتها) وفي الفصل الثالث، (واقع المصطلح العلمي العربي) وقسّمت الباحثة الفصل الرابع (طرق توحيد المصطلحات من قِبل المجامع اللُّغوية العربيّة)، إلى مبحثين، المبحث الأول يدور حول المجامع اللُّغوية العربيّة ووضع المصطلحات، أمّا المبحث الثاني فخصّصته لتقديم سبل توحيد المصطلح العربي ونشره.