أجرى اللقاء ـ أحمد بن سعيد الجرداني:
ـ هناك مؤسسات وقفية أقامها أبناء الوطن لخدمة تلك المقاصد العظيمة ويسهم الوقف فـي تحريك الأموال وتداولها
الوقف له مكانة عظيمة في الإسلام وهو الركيزة الأساسية لبنا المجتمع، فقد شهدت بلادنا عبر التأريخ أناسًا مخلصين مبادرين يرجون مرضاة الله من خلال الوقف الذي لا يُقاس عندهم بمقدار ما ينفق من المال وحسب؛ بل بتلك النية القلبية العظيمة الخالص.
وحول موضوع الوقف وأهميته.. كان لنا هذا اللقاء مع حمد بن سليمان المعولي كاتب، ومعد ومقدم برامج إعلامية والمدير العام لدار الكلمة الطيبة، ومحاضر في الثقافة الإسلامية.
ـ في العصر الحديث يتطور مفهوم الوقف، فهناك مؤسسات تعني بهذا الجانب لتعزيز الشراكة الاجتماعية، هل لكم ذكر تلك المؤسسات؟
في هذا العصر الميمون تطور هذا الجانب ليعم نفعه، ودعمت الحكومة قيام المؤسسات الوقفية والتي تقوم وفق أبعاد استراتيجية في نظمها، وفي عطائها، وفي تنوعها، بل وأصبحت هناك مؤسسات وقفية حكومية كمؤسسات (عون الاجتماعية، وسراج التعليمية، وأثر الصحية، والسهم الوقفي التقني.. وغيرها)، لتعزيز الشراكة المجتمعية والمؤسسية في هذا المجال ذي الأهمية البالغة، وفي بلادنا ـ ولله الحمد ـ مؤسسات وقفية أقامها أبناء الوطن لخدمة تلك المقاصد العظيمة، ومنها مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية التي أسسها سماحة الوالد العلامة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان، وجعلها مفتوحة للمواطنين والمحسنين ممن يرغب في العطاء والبذل والإنفاق بالصدقات الجارية، وهي مؤسسة تركز على الجانب التعليمي خصوصا التعليم الشرعي، وهناك مؤسسات وقفية بأسماء عدد من ولايات سلطنة عمان، وبأسماء المحسنين الذي أسسوها، أو أسست بأسمائهم لما لهم من دور وإسهام، كما صدر العام الماضي المرسوم السلطاني بإنشاء مؤسسة عامة تسمى:(المؤسسة العمانية الوقفية) ونص على أن تكون لها الشخصية الاعتبارية، وتتمتع بالاستقلال المالي والإداري، ولهذه الكيانات الوقفية أهدافها الطموحة في سبيل تحقيق غاياتها السامية، مع ممارسها جميع الصلاحيات التي تمكنها من الوصول لمبتغاها الرفيع، عاملة بخبرات وكفاءات مؤهلة على استثمار الوقف وفقًا لأفضل السياسة الاستثمارية، مع تبني أفضل الممارسات لاستثمار ما تحت يدها من الوقف، إضافة إلى تعزيز الشراكة الوقفية مع القطاعين العام والخاص بما يخدم المصلحة العامة، وقد تؤسس شركات أو تسهم فيها استثمارًا للأوقاف.
ـ هناك أفكار في تطوير الوقف كيف نفهم من ذلك من خلال تجربتكم وتطلعاتكم حول موضوع الوقف؟
من أجمل الأفكار الوقفية في بلادنا فكرة صندوق (غراس) الوقفي، ويأتي إنشاء هذا الصندوق الاستثماري لتبسيط عمليات التثمير، عبر تأسيس وعاء استثماري يضم عددًا من الأوقاف، مستندًا إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، والحوكمة والشفافية والإفصاح، ويتيح هذا الصندوق خاصية تنويع محفظة الوقف وفق كفاءة عالية، وصندوق (غراس) الوقفي يستثمر في الأوراق المالية المتداولة كالأسهم والصكوك، والتي تتوافق مع الشريعة الإسلامية، إضافة إلى أدوات مالية وأصول أخرى وفق الأسس الشرعية، ومتوافقة مع الشريعة، بهدف تنمية رأس المال على مدد زمنية طويلة، وتحقيق عوائد دخل للصندوق، ولصالح المؤسسات الوقفية، ووكلاء الوقف كونهم حملة الوحدات، مع العناية بالحفاظ على التدابير الملائمة للتقليل من المخاطر المحتملة.
ـ في نهاية هذا اللقاء ونحن نعيش أيام شهر رمضان المبارك نريد منكم كلمة تختمون بها؟
الوقف له دوره المؤثر وإسهامه في تنمية رأس المال البشري، وهو يبعد الاتصاف باكتناز الأموال، لجعلها ذات منافع عامة، وأجور متدفقة، كما يسهم الوقف في تحريك الأموال وتداولها، كذلك له أثره الكبير في التخفيف من أعباء الميزانيات العامة، وتحفيز الاستثمارات المتنوعة، والقطاعات التجارية والصناعية والزراعية، وتنمية البنى الأساسية، وحاليًا أصبح الوقف سهلًا جدًّا، بضغطة زر عبر النت، يستطيع المحسن أن يشارك في وقف أو يجعل وقفًا وهدية لأحد أقربائه أو العزيزين على قلبه، وفي هذه الأيام يعيش المسلم نفحات هذا الشهر الفضيل لذا على كل من لديه أموال ان يوقفها لله تعالى حتى تكون له زادًا ورصيدًا مع الله.