الثلاثاء 04 مارس 2025 م - 4 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

الأمم الأخلاق.. تطلعات وآفاق «3 ـ 3»

الأمم الأخلاق.. تطلعات وآفاق «3 ـ 3»
الاثنين - 03 مارس 2025 01:42 م

الأخلاق هي الثمرة الحقيقية لعبادتنا وشعائرنا من صلاة وصوم وحج وزكاة

عرض ـ أحمد بن سعيد الجرداني:

(الأمم الأخلاق).. برنامج إذاعي حواري يبث في إذاعة القرآن الكريم (سلطنة عمان) مع سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيّابي الأمين العام بمكتب المفتي العام لسلطنة عمان، وهو من إعداد وتقديم الدكتور هلال بن عبد الله الخروصي، وقد كان لـ (الوطن) هذه المتابعة من خلال الاستماع والقراءة.

وقد اخترنا لك ـ أخي القارئ الكريم ـ هذا الموضوع من باب الاستفادة، ولمن أراد المزيد الرجوع إلى مصدر الكتاب والذي بعنوان:(الأمم الأخلاق)، فمع الموضوع..

.. ولأن الأخلاق في الإسلام ليست قضية ترفيهية ولا تكميلية بقدر ما هي جزء راسخ من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ولهذا حظيت الأخلاق بأعلى المراتب وأسمى الدرجات، ولقد بُعث النبي ـ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ـ متمّمًا لمكارم الاخلاق التي كانت عند العرب، ولما أثنى الله على نبيه وصفَه قائًلا:(وإنّك لعلى خُلقٍ عظيمٍ) (القلم ـ ٤)، وعندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت:(كان خلقه القرآن)، ومع هذا كان يدعو النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بهذا الخلق:(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت)، وقال النبي ـ عليه الصلاة والسلام: (البر حسن الخلق)، ولقد ربى نبينا أصحابه ليكونوا نموذجًا مشرقًا لمن يأتي بعدهم في الخلق والإحسان.

وأكد سعادة الشيخ حول موضوع الاخلاق قائلًا: إنّ الأخلاق هي الثمرة الحقيقية لعبادتنا وشعائرنا من صلاة وصوم وحج وزكاة، وإنما كل الشعائر كانت تحمل مقاصد أخلاقية عليا تجعل للعبادة روحًا وتمنحه السعادة والطمأنينة وتضبط علاقاته بمن حوله، ولهذا عبادتنا ليست طقوسًا جوفاء يؤديها الإنسان في أوقات معدودة وبكيفية معلومة ولكنها تربية أخلاقية تنظم الحياة للإنسان وتزكي نفسه وتتطهر قلبه، والفقه الاسلامي ليس مجرد أحكام شرعية من حلال وحرام وتفصيل للجزيئات وبيان للكيفيات وإنما هناك ربط واضح بين الفقه والأخلاق، حيث أن العالم اليوم يشغل باله بقضية السلوك والقيم والفساد الأخلاقي، ولذلك ما أعيد الحديث عن الموضوع مجرد عرض كلاسيكي يعرض الأدلة والأقوال مجردة دون ربطها بالواقع المعيش وإسقاطها على حياة الناس.

ـ وحول سؤال وجّه مقدم البرنامج والذي يقول حديث النبي (صلى الله عليه وسلم): (.. والحياء شعبة من الإيمان)، لماذا خص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحياء من بين كل هذه الأخلاق؟

فكان رد سعادة الشيخ قائلًا: إنّ الحياء هو رأس الأخلاق، ولأن الحياء هو الذي يمنع الانسان من إظهار المعصية، وهو ما يمنع الإنسان من إيذاء الآخرين، والحياء باعث لكثير من أمور الخير، والإنسان عندما يستحيي لابد أن يستحيي من الله تعالى وليس من البشر فقط،

فيجب عليه أن يبتعد عن المجاهرة بالمعصية، فكل عاصٍ لا يستحيي من الله عند معصيته، والمجاهرة بالمعصية هي أعلى مراتب عدم الاستحياء، والحياء أيضًا يجعل الإنسان يعامل الآخر معاملة مستقيمة وطيبة، فالصغير يحترم الكبير ويستحيي منه، ولا يبدو من الصغير تجاه الكبير شئ، هكذا كانت المجالس عندنا في بلدنا عُمان، حيث كانت سابقًا حياة العمانيين تدور بين المساجد والمجالس، فالمسجد فيه الصلاة وقراءة القرآن وكتب الشرع، والمجلس فيه القضايا الاجتماعية، وفي المجلس الصغير يحترم الكبير حياءً منه، حتى إنه يستحيي من الكلام في حضرة الكبار، وهذه كلها آداب وتربية بين المسجد والسبلة (المجلس)، في المسجد تؤخذ علوم الدين وفي المجلس تؤخذ علوم الدنيا، والحياء خصّ هنا لأنه باعث على كثير من أمور الخير، وفي ذلك يكون تماسك المجتمع، وأما أن يكون الرجل بذيء الكلام وأن تكون المرأة بذيئة اللسان فهذا ليس من الحياء، والحياء خلق عظيم له قيمة كبرى في المنظومة الإسلامية.