الثلاثاء 04 مارس 2025 م - 4 رمضان 1446 هـ
أخبار عاجلة

خطة مقابل خطة

خطة مقابل خطة
الاثنين - 03 مارس 2025 01:11 م

أحمد صبري

10

عشيَّة انعقاد القمَّة العربيَّة الطَّارئة في مصر ما هو المطلوب من القادة العرب لِبَلْوَرَةِ موقف عربي واضح لمواجهةِ الموقف الأميركي و»الإسرائيلي»؟ الَّذي كشَفَ عَنْه الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزم بلاده الاستيلاء على غزَّة وتهجير الفلسطينيِّين من القِطاع إلى دوَل أخرى، قَبل أن يعلنَ لاحقًا أنَّه «ليس مستعجلًا» بشأن الخطَّة وسط ردود الفعل العربيَّة والدّوليَّة الغاضبة والرَّافضة لخطَّته الَّتي يروِّج لها ترامب لِمُخطَّط تهجير فلسطينيي غزَّة إلى دوَل مجاورة مِثل مصر والأردن، وهو الأمْر الَّذي رفضَه البَلدان، وانضمَّتْ إِلَيْهما دوَل عربيَّة أخرى ومنظَّمات إقليميَّة ودَوليَّة

المطلوب من القمَّة وإن كانتْ تستهدف رفض التَّهجير، فعَلَيْها أن تجدَ سبيلًا لفرضِ موقفِها وكبح جماح «إسرائيل»، وذلك من خلال المُطالَبة بفرضِ عقوبات اقتصاديَّة وسياسيَّة على «إسرائيل» ودفعها لتحمُّل تكلفة إعادة إعمار قِطاع غزَّة ووضع تصوُّرات بديلة لمواجهةِ مُخطَّط التَّهجير.

هي قمَّة بالتَّوقيت والمهام استثنائيَّة؛ لأنَّها أمام انتهاك صارخ للقانون الدّولي، وتَعدٍّ على الحقوق الفلسطينيَّة وتُهدِّد الأمن والاستقرار في المنطقة. إذًا قمَّة بهذه المهام والتَّحدِّيات يتطلب التَّأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضيَّة الفلسطينيَّة، الرَّافض لأيِّ إجراءات تستهدف تهجير الشَّعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دوَل أخرى خارج الأراضي الفلسطينيَّة من خلال المسار العملي الوحيد، الَّذي يتمثل في إقامة دَولة فلسطينيَّة مُستقلَّة وعاصمتها القدس وفقًا لقراراتِ الشَّرعيَّة الدّوليَّة.

وتنبع أهميَّة انعقاد القمَّة العربيَّة الطَّارئة في هذا التَّوقيت مطلوب مِنْها وضع خطَّة لإعمار قِطاع غزَّة تكُونُ بديلًا عمَّا طرحه الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب.

واستنادًا إلى خطورة الخطَّة الأميركيَّة وموقف «إسرائيل»

الدَّاعم لخطَّة التَّهجير، الأمْر الَّذي يتطلب قرارات بمستوى المسؤوليَّة لمواجهةِ الغطرسة «الإسرائيليَّة» الَّتي تعتزم السَّطو على كامل فلسطين يتطلب وقفَ وتجميدَ التَّطبيع مع الكيان الصهيوني.

ومن دُونِ ردٍّ يستند لثوابت الموقف العربي إزاء حقوق شَعب فلسطين فإنَّ أيَّ قرارات لا تُعَبِّر عن جوهر هذا الموقف سيشجع «إسرائيل» على المُضي في تهويد القدس، وابتلاع فلسطين كُلِّ فلسطين، ورفض كُلِّ قرارات الشَّرعيَّة الدّوليَّة إزاء القضيَّة الفلسطينيَّة.

لقَدْ فتحتْ خطَّة الرَّئيس الأميركي بشأن غزَّة الباب أمام مشهد خطير وخارج السِّياقات، بعد أن وضعَ غزَّة أرضًا وشَعبًا للبيع وكأنَّها صفقة تجاريَّة، من دُونِ أن يدركَ أنَّ غزَّة الَّتي قدَّمتِ آلاف الشُّهداء متمسِّكة بأرضها وحقوقها التَّاريخيَّة الَّذي حاول ترامب القفز على ثوابتها.

من هنا تكمن أهميَّة القمَّة العربيَّة المقبلة؛ لأنَّ الرِّهان على قراراته المنتظرة ستكُونُ بداية لمرحلةٍ جديدة في مسار العمل العربي وثوابته بشأن القضيَّة الفلسطينيَّة. فالخطَّة العربيَّة المنتظرة إزاء غزَّة وشَعبها ستكُونُ خطَّة مقابل خطَّة لمواجهةِ صفقةٍ تتعامل مع غزَّة كسلعةٍ معروضة للبيع.

أحمد صبري

كاتب عراقي

[email protected]