الاثنين 24 فبراير 2025 م - 25 شعبان 1446 هـ
أخبار عاجلة

البديل الواقعي

البديل الواقعي
الأحد - 23 فبراير 2025 01:24 م

هيثم العايدي

10


تُمثِّل الخطَّة المصريَّة العربيَّة لإعادة إعمار غزَّة بعد العدوان «الإسرائيلي» على القِطاع البديل الواقعي للطَّرح الأميركي «الإسرائيلي» بشأن تهجير الفلسطينيِّين من القِطاع وتحويله إلى ما يُسمَّى (الريفيرا الجديدة) خصوصًا وأنَّ ما تداولته وسائل الإعلام بشأن ملامح هذه الخطَّة يدعم قابليَّتها للتَّنفيذ مع الإقرار بوجود تحدِّيات تستدعي العمل لتجاوزها.

فمع لا معقوليَّة الطَّرح الأميركي بالتَّهجير والَّذي يناقض طبيعة الأمور بشأن كيفيَّة نزع ملكيَّة الأرض من أصحابها واستحالة تهجير سكَّان غزَّة، فضلًا عن الرَّفض القاطع من الدَّولتَيْنِ اللَّتيْنِ قال الطَّرح الأميركي إنَّه سيتمُّ تهجير الفلسطينيِّين إِلَيْهما وهما مصر الأردن .. فإنَّ الخطَّة المصريَّة العربيَّة جاءتْ لتؤكِّدَ إمكانيَّة القيام بعمليَّة إعادة مع بقاء الفلسطينيِّين على أرضهم، بل ومشاركتهم في هذه العمليَّة.

وتَقُومُ الخطَّة على ثلاث مراحل تُنفَّذ على فترة من ثلاث إلى خمس سنوات، حيث إنَّ المرحلة الأُولى والَّتي تستمرُّ ستَّة أشْهُر تتضمَّن إزالة الرُّكام وتوفير منازل متنقلة للسكَّان مع استمرار تدفُّق المساعدات الإنسانيَّة.

وتحدد خلال هذه الفترة (3) مناطق آمِنة داخل غزَّة لإعادة توطين الفلسطينيِّين، وسوف تشارك أكثر من (20) شركةً مصريَّة ودوليَّة في إزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية الأساسيَّة للقِطاع.

أمَّا المرحلة الثَّانية فتتطلَّب عقْد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار، وتتضمَّن المرحلة الثَّالثة إطلاق مسار سياسي لتنفيذ حلِّ الدَّولتَيْنِ تمهيدًا للتَّهدئة المستدامة.

ووفقًا لِمَا ترشح عن هذه الخطَّة فإنَّها تتضمن تشكيل «إدارة فلسطينيَّة غير منحازة لأيِّ فصيل تضمُّ خبراء وتتبع سياسيًّا وقانونيًّا السُّلطة الوطنيَّة الفلسطينيَّة، مع وجود قوَّة شُرطيَّة تابعة للسُّلطة الفلسطينيَّة مع جهود للتَّدريب والمساعدة وتقديم المشورة.

كما أنَّ الولايات المُتَّحدة لم تُبدِ ردود فعل سلبيَّة إزاء الخطَّة حتَّى الآن؛ إذ قال المبعوث الأميركي إلى الشَّرق الأوسط ستيفن ويتكوف إنَّ خطَّة ترامب لغزَّة لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيِّين، وإنَّ الحديث عن مستقبل غزَّة يتحول نَحْوَ كيفيَّة إيجاد مستقبل أفضل للفلسطينيِّين.. وإنَّ تعليقات ترامب بشأن غزَّة تعلَّقت بشكلٍ أكبر بتجربة حلول مختلفة عن تلك المقترحة على مدَى السَّنوات الخمسين الماضية.

لكن تبقى هناك تحدِّيات لهذه الخطَّة أوَّلها التَّمويل والَّذي لم يتَّضحْ طبيعته والجهات الَّتي ستتولاه خلال تنفيذ الخطَّة، وتحدٍّ آخر يتمثل في إدارة غزَّة، وهل سيتمُّ تطبيق المقترح بشأن لجنة الإدارة أم لا؟ وهو ما سيتَّضح في الأيَّام القادمة.

 هيثم العايدي

كاتب صحفي مصري

[email protected]