بعد التتويج بكأس جلالة السلطان لكرة القدم
رحلة الشباب نحو اللقب «تدرس» و«رستم» رسم طريق الفرح و«العويسي» سعيد بالإنجاز
متابعة ـ صالح البارحي:
في سماء (إبراء)، وفي أمسية (خيالية)، ويوم (استثنائي)، وبجدارة واستحقاق، ورغبة وطموح، وعمل جبار مميز، ولحظات تاريخية لا تنسى، وفي حفل بهيج، سجل نادي الشباب اسمه بحروف من ذهب، وعانق الذهب للمرة الأولى في تاريخه، بل توشح به واكتسى به وكان خير من عاش لحظات المجد، حيث (حلقت) الصقور وطارت بأغلى الألقاب وضربت بمخالبها في سجل الذهب لمسابقة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم، إنجاز لم يسبق للشباب تحقيقه منذ ولادته، بل إنه أول الألقاب المتفردة للفريق الأبيض، لتعيش ولايتا بركاء ووادي المعاول ليلة استثنائية لم يسبق مثلها، فقد توج فريقها بلقب غال وثمين ليس قبله لقب، فحق لها أن تفخر وتفاخر بما تحقق للفريق خلال فترة قصيرة من عودة الروح إليه، حيث عاش الفريق ذاته في سنوات ماضية مراحل عصيبة وصعبة تأثر بها كثيرا، بل ساهمت في تراجعه إلى مناطق لم يكن يستحقها، إلا أن العمل الجاد والصبر جاء بالفرج والفرح في آن واحد، فقد عاد الشباب من شمال الشرقية حاملا معه كأس جلالته لكرة القدم في إنجاز سيبقى خالدا في سجل هذا الفريق المكافح، ليبدأ الشباب مرحلة أخرى بحثا عن ألقاب في الفترات القادمة بإذن الله تعالى، فهنيئا للصقور هذا التحليق المستحق.
تتويج مستحق
تتويج الشباب بلقب كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم جاء مستحقا، وجاء عن جدارة كبيرة وثقة أكبر للمستقبل، فالفريق الذي ليس لديه تلك الأسماء الكبيرة، والتي تمثل المنتخب الوطني في الفترة الحالية تغلب على الفريق المدجج بالنجوم والذي يمثله أكثر من ثلثي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وهو نادي السيب، وهذا امر ليس بالسهولة أن يحدث لولا الأسلوب الذي اتبعه الجهاز الفني بقيادة الوطني حسن رستم ابن النادي البار الذي عاد لقيادة الفريق الشبابي في توقيت صعب، إلا أنه استطاع صنع توليفة قدمت لوحة رائعة في كل المباريات التي خاضتها بالمسابقة، على الرغم من معاناته في دور نصف النهائي أمام النصر بعد الخسارة صفر/1 في لقاء الإياب وهي ذات النتيجة التي تفوق فيها الشباب على الأزرق في صلالة إلا أن ركلات الترجيح أنصفت الصقور ودفعت به إلى النهائي بعد تألق حارس مرماه عبدالملك البادري الذي كان رائعا في كل أوقات المباراة، ربما نستطيع القول بأن هذه المباراة حفزت كتيبة حسن رستم لتقديم الأفضل في النهائي، وألهمته أهمية التعامل بحذر شديد أمام نجوم السيب بدءا من الدقائق الأولى للمباراة وحتى الصافرة خاصة بعد الهدف المبكر الذي ولج مرمى الفريق امام النصر في غمضة عين وكاد أن ينهي طموحات الشباب لو كان مدرب النصر يمتلك تلك الجرأة في زيادة غلة الأهداف في شباك الشباب.الشباب كان واثق الخطوة في المباراة النهائية بقيادة ثنائي خط الدفاع المتمكن خالد البريكي وماجد السعدي ومن خلفهما المتألق عبدالملك البادري ... حيث شكل الثلاثي حائط صد منيع يصعب اختراقه رغم كتيبة نجوم السيب ... فأظهر الفريق وجها مغايرا عن مباراة النصر وكان الأخطر والأفضل طيلة دقائق المباراة وشكل لاعبوه لوحة فنية جميلة وصنعوا فرصا بالجملة كادت تثقل شباك السيب لولا الرعونة في التعامل معها بالصورة المثالية من قبل الخط الامامي وخاصة محمد الغافري الذي كان غائبا عن مستواه في أمسية الخميس الماضي ... الأداء الجماعي المتزن كان سمة بارزة في عطاء الشباب بالمباراة النهائية ... حيث غابت الهفوات والاخطاء وظهرت اليقظة والتركيز والثقة بالنفس ... فبرع حاتم الروشدي وياسين الشيادي ومحمود الخصيبي في وسط الملعب ... فكانوا رمانة الميزان التي وضعت السيب تحت ضغط دائم رغم الأسماء الموجودة في صفوفه ... ولا أعتقد بأن بقاء أو طرد الخميسي كان سببا في أن الشباب يفرض سيطرته على المباراة ... فقد كان الأفضل بوجود الخميسي أساسا، وهذا ما كان محفزا له في السيطرة على المباراة بعد طرد الخميسي المستحق ... عموما تفوق رستم بالأسلوب الجماعي الذي يلعب به واختفى السيب رغم الأسماء المتواجدة فيه، ليخسر ثاني لقب له في هذا الموسم بعد صدمة ظفار في السوبر .
عمل منظم
لكل نجاح أسباب ... ولكل فشل أسباب كذلك ... وهذا ما يحدده أصحاب القرار في كل مؤسسة ... وما يجب أن نتحدث عنه في نادي الشباب بأن العمل المنظم وردة الفعل الإيجابية والتعاضد والابتعاد عن الاعلام والتصاريح الرنانة والاهتمام بأدق التفاصيل كانت هي أهم أسباب النجاح ... وباعتقادي ان التعامل مع كل جزئية على حدة وإيجاد الحلول لها تدريجيا والصبر على المنعطفات الخطرة كان الجانب الأهم في هذا التحول للفريق ... نعم نتفق بأن الفريق يمر بمرحلة غير جيدة في دوري عمانتل لكن ذلك لم يثن مجلس الإدارة واللاعبين والجهاز الفني عن تحقيق مبتغاهم الأول في هذا الموسم وهو المنافسة على الألقاب من خلال التعاقد مع عدد من اللاعبين المجيدين في مراكزهم حتى وإن لم يكونوا في المنتخبات الوطنية ... والتعاقد مع جهاز فني يستطيع إخراج قدرات هؤلاء اللاعبين بالطريقة التي تخدم مسيرة الفريق ... وقبلها إعادة الجماهير الوفية لمساندة الصقور في مختلف منافسات الموسم ... وقبل كل ذلك الخروج من دائرة الازمة المالية التي أحاطت بالنادي في السنوات الماضية وأبعدته عن تحقيق طموحاته ...
ندرك تماما بأن تقلبات مرت على الجانب الفني بالشباب، إلا أن التغيير جاء للافضل وباعتقدي أن إعادة حسن رستم للإشراف على قيادة الفريق الأبيض هي أهم مسببات الإنجاز على الرغم من أن الفريق خسر هدافه الأول عصام الصبحي إلا أن البقية عوضوا هذا الغياب وحققوا الأفضل في مسيرة النادي، هذا الإنجاز يجب أن يبنى عليه البحث عن تحقيق إنجازات أخرى، ومن وجهة نظري أن الشباب قادر على ذلك، خاصة بعد أن تذوق طعم الفرح وعاش لحظات السعادة للمرة الأولى وبلقب كبير، وبات على مجلس ادارته العمل بشكل افضل للموسم القادم حتى يبقى الفريق في دائرة الألقاب لأطول فترة ممكنة.رحلة فرح
فرحا بالانجاز الكبير، قام مجلس إدارة نادي الشباب برئاسة احمد العويسي الذي يعيش سعادة لا تضاهى وهو يرى ثمرة عمله رفقة الحافلة الخاصة باللاعبين وعدد كبير من الجماهير بزيارة إلى ولاية وادي المعاول، وكان في استقبالهم سعادة الشيخ محمد بن سعيد الشحري والي وادي المعاول، حيث التقى بالبعثة في الصالة الرياضية للنادي فرع وادي المعاول، كما قامت البعثة بالتوجه إلى مقر النادي في بركاء وكان في مقدمة مستقبليهم سعادة السيد طارق بن محمود البوسعيدي والي بركاء، حيث تحدث أصحاب السعادة للاعبين عن هذا الإنجاز وقدموا لهم الشكر والتقدير على رفع اسم النادي عاليا، آملين منهم تقديم المزيد من الجهد في الاستحقاقات القادمة بهدف البقاء في القمة فترة أطول وتسجيل إنجازات أخرى تضاف لسجل الشباب في رحلة مجد رائعة ومستقبلية، وفي ذات الوقت، أكد الجهاز الفني واللاعبون على هذه الوقفة الطيبة معهم مؤكدين في ذات الوقت بأن القادم أجمل وبأن العمل لن ينتهي عند هذا الحد بل سيتواصل في الدوري وبالمواسم القادمة على ذات الهدف والطموح.الجدير بالذكر، أن مجلس إدارة نادي الشباب يعد لإقامة حفل كبير للأبطال في الأيام القادمة، وسيكون نموذجا يحتذى به في تكريم الابطال، وحاليا يتم الاستعداد له بشكل متسارع حتى يكون ذلك حافزا للاعبين في تقديم الأفضل بالدوري، علما بأن مجلس إدارة النادي قدم مكافآت سخية بعد التأهل للنهائي لكل لاعب وصلت (400) ريال وقبلها مكافأة الفوز أمام النصر في صلالة كذلك.

