عكسَ ممثِّل الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة «يونامي» الدكتور محمد الحسَّان، وهو من سلطنة عُمان، صورة رائعة جدًّا عن دَوْره الأُممي في العراق، برغم أنَّه لم يمضِ على ممارسة مهامِّه إلَّا أشْهُر قليلة جدًّا، إلَّا أنَّ الرَّجُلَ كان ناشطًا جدًّا، ويوجد في أغْلَب المناسبات الَّتي تُهمُّ أبناء الرَّافدين.
فالرَّجُل، وبرغم أنَّ مهِمَّته دبلوماسيَّة، إلَّا أنَّه كان حريصًا على اللِّقاء مع مختلف الأطياف من أبناء الشَّعب العراقي، حيث وُجِد في بعض المناطق ذات الصِّبغة الدِّينيَّة لجهات إثنيَّة وعِرقيَّة ودِينيَّة مختلفة، كما وُجِد في معرض العراق الدّولي للكِتاب، والتقى مع روَّاده من العراقيين، أيضًا قام بزيارة بعض الشَّخصيَّات الَّتي لها علاقة بعامَّة العراقيِّين، ومن أبرز هذه الشَّخصيَّات حسين إسماعيل الصَّدر، الشَّخصيَّة الدِّينيَّة المعتدلة والَّتي تحظَى بالاحترام والتَّقدير من قِبل الغالبيَّة العُظمى للشَّعب العراقي نتيجة خِطابه الهادئ والمعتدل. كذلك التقى مع الطَّبقة السِّياسيَّة، وقام بزيارات ميدانيَّة لبعض المحافظات العراقيَّة.
وقَدْ مثَّلتْ زيارتُه للمرجع الدِّيني الأعلى علي السيستاني، ولقاؤه معه حَوْلَ الأوضاع العراقيَّة حدثًا مهِمًّا جدًّا عِندَ الجميع، حيث أسفرتْ تلك الزِّيارة عن خروج بيان مهمٍّ من السيستاني حَوْلَ الوضع العراقي الرَّاهن.
لقَدْ تميَّز الحسَّان عن جميع الَّذين سبَق أنْ شغلوا منصبَه في العراق بعد عام 2003 من خلال فهمِه لطبيعة الشَّعب العراقي، وحديثه المباشر معهم؛ لأنَّ العراقيِّين يفهمون حديثه، بَيْنَما كان السَّابقون يعتمدون على المُترجمين، الأمْر الَّذي يجعل المُهِمَّة غير سلسة وطويلة في ذات الوقت، وكانتْ ابتسامة الرَّجُل تُدخل الارتياح إلى نفوس كُلِّ الَّذين التقوا معه، فضلًا عن ذلك أنَّه رجُل متفائل جدًّا بمستقبل العراقيِّين، ودائمًا في كُلِّ خِطاباته يؤكِّد أنَّه لا خوف على العراق؛ لأنَّه يمتلك طاقات جبَّارة ويستند إلى حضارة عريقة.. وهذا الكلام لم يسمعه العراقيون من الَّذين سبقوه، بل كان أغْلَبهم يُثيرون الخوف والهلع في نفوس المواطنين.
لقَدْ عَرفَ الحسَّان الطَّريقة المناسِبة الَّتي يتعامل فيها مع العراقيِّين، وبالتَّالي كسب ثقتهم ومودَّتهم، ليصبحَ محطَّ ترحيب وتقدير واحترام كبير أين ما وُجد، حتَّى وصلَ الأمْر بالعراقيِّين إلى التَّأكيد أنَّ العراق باتَ محظوظًا بوجود الحسَّان فيه؛ لأنَّه رجُل مخلِص لعملِه ولمهامِّه، وحريص جدًّا على النَّجاح من أجْلِ سلامة ورفاهيَّة الشَّعب العراقي.
زيدان الربيعي
كاتب وصحفي عراقي