مع تنامي استخدامات الذَّكاء الاصطناعي ودخول هذه التقنيَّة في كافَّة القِطاعات حتَّى باتَ أحَد الأركان الرَّئيسة لتطوير الأعمال، باتَ من المهمِّ وضع إطار أخلاقي للذَّكاء الاصطناعي حتَّى لا يتمَّ توجيه ما يزخر به من إمكانات في ممارسات ضارَّة بالمُجتمع والأفراد.
ومن هذا المنطلق جاءت توصيات المؤتمر الدّولي الثَّاني «مستقبل العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة والشَّرعيَّة في ضوء الذَّكاء الاصطناعي وبناء الإنسان المعاصر» لِتؤكِّدَ على أهميَّة إنشاء مركز للدِّراسات الاستشرافيَّة في مجال الذَّكاء الاصطناعي والتَّركيز على دراسة الملابسات الأخلاقيَّة والتَّشريعيَّة وتعزيز التَّعاون بَيْنَ المؤسَّسات الأكاديميَّة والقِطاعات التكنولوجيَّة ووضع إطار أخلاقي لاستخدام الذَّكاء الاصطناعي.
وجاءت هذه التَّوصيات بعد مناقشات شارك فيها أكثر من (200) خبير وباحث من داخل سلطنة عُمان وخارجها، وتضمَّن المؤتمر ستَّة محاور رئيسة وأوراقًا بحثيَّة قيِّمة تناولتِ التَّحدِّيات والفرص الَّتي يطرحها الذَّكاء الاصطناعي في مجالات العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة والشَّرعيَّة مع استشراف مستقبل هذه العلوم في ضوء الذَّكاء الاصطناعي وكذلك مستقبل التَّعليم والبحث العلمي.
ومن ضِمن الجوانب الأخلاقيَّة الَّتي ينبغي الالتفاتُ إِلَيْها في التَّعامل مع الذَّكاء الاصطناعي أهميَّة توسيع نطاق الإتاحة لهذه التقنيَّة؛ كَيْ لا تكُونَ حكرًا على جماعات بِعَيْنها لِتبرزَ هنا التَّوصيات بتدريب الكوادر وتمكينها ومواصلة الجهود لمواكبة التَّطوُّرات التكنولوجيَّة المتسارعة، تعزيز التَّعاون بَيْنَ الدوَل العربيَّة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال الذَّكاء الاصطناعي.
المحرر