كيف تكون رحلتي مع القرآن؟ وكيف تكون رحلتي مع التصور القرآني؟ ورحلتي مع تطبيق أوامر القرآن؟ ورحلتي مع حفظ كتاب الله؟ وكل ذلك من أجل تنشئة جيل قرآني؟
أولأ: بالنسبة لتصور القرآن الكريم على الإنسان أن يهدم كل التصورات الباطلة بإقامة التصور القرآني الصحيح كما فعل ذلك السلف الصالح، فقد نزل القرآن والناس يعيشون في الأوهام بعيدين كل البعد عن الحقيقة، كانوا يتخبطون في حياتهم، كانوا يعبدون الأحجار، ويقدسون الأشجار، ويعبدون غير الله تبارك وتعالى، فبالنسبة لوقتنا هذا هناك أيضًا موجات من أمثال هذه الضلالات من يعتقد أن بعض الضر من قبل الجن، أومن قبل الموتى، أو من قبل الأشجار والأحجار، أو من أمثال هذا النوع، هذه الأمور يجب أن تجتث جميعًا، وأن يكون التصور تصورًّا قرآنيًا لأن الله وحده هو الذي خلق الخلق وبسط الرزق، وهو الذي يصرف الأمر بين السماء والأرض وكل ما في الكون لا يخرج عن أمره، ولا يخرج عن قدرته ولا يخرج عن إحاطته، ولو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا على نفع أحد لم ينفعوه إلا بشيء كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشئ كتبه الله عليه، مع هدم جميع التصورات المنافية للقرآن سواء ما يتعلق بالإيمان بالله أو بالإيمان باليوم الآخر.. إلى غير ذلك.
وبالنسبة لتطبيق أوامر القرآن فإن الإنسان مطالب أن يتحرى مرضاة الله وأن يعمل صالحا، وتحري مرضاة الله إنما هو بتطبيق ما في القرآن بحيث يشتغل الإنسان بما في القرآن الكريم من الأوامر والنواهي فيتبع الأوامر ويزدجر عن النواهي، ويبادر إلى ذلك ويؤثر طاعة الله على هوى نفسه.
أما بالنسبة إلى حفظ كتاب الله، فالحديث الشريف عن النبي (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول:(مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت) أي: على صاحب القرآن أن يعاهد القرآن دائماً بالتلاوة والذكر، وينبغي لحافظ القرآن أن يتلوه في صلواته لا سيما صلوات الليل للتهجد، عليه أن يحرص بقراءة أكبر قدر ممكن من القرآن الكريم حتى يترسخ هذا القرآن في ذهنه، وفي ذاك الوقت يكون صفاء النفس بسبب عدم شغل البال وهدوء الحركات، فالنفس صافية فيمكن أن تنعكس عليها الأنوار القرآنية ما لا ينعكس في غير ذلك الوقت .
كيف يكون تكوين الجيل القرآني؟ وهل يستطيع المرء أن يكوّن جيلين قرآنيين من فئتين مختلفتين في آنٍ واحد؟
هذا بقدر عزيمة الإنسان، فالإنسان عندما تكون همته كبيرة وعزيمته متوقدة ومطلبه مطلبا إنسانيا وطموحه لا يقدر بحد فلا يعجزه شيء من ذلك بل يبارك الله ـ تبارك وتعالى قدرته، ويستطيع الإنسان أن ينسق ما بين أعماله وأن يهيء لنفسه فراغًا حتى يكوّن جيلًا قرآنيًا يؤمن بالله واليوم الآخر، ويتبع أوامر الله ويزدجر عن نواهيه، مع مراعاة أجيال أخرى في أماكن أخرى فبإمكان الإنسان فعل ذلك ولا سيما عندما تتاح له الفرص بحيث يكون عنده الوقت والفراغ وتكون عنده الوسائل التي تمكنه من ذلك .
يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة
أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة