أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزَّت الرشق بوضوحٍ صارخ يوم أمس الثلاثاء الرابع من شباط/فبرير 2025، أنَّ نتنياهو وكيان الاحتلال يواصل عمليَّة المُماطلة، وإحداث شكل من أشكال التعطيل على البدء العملي بالتنفيذ الكامل للمرحلة الثَّانية بشأن «صفقة التبادل». بل ويوجِّه نيرانه نَحْوَ الضفَّة الغربيَّة بقراها وبلداتها ومُخيَّماتها خصوصًا الشمال مِنْها. حيث باتت الضفَّة الغربيَّة كُلُّها تحت نيران الاحتلال في الوقت الَّذي وصل فيه نتنياهو لواشنطن وجلس مع الرئيس دونالد ترامب في البيت البيضاوي للبحث بالتفاصيل المتعلقة بالمنطقة واتفاق وقف إطلاق النار.
ومن المؤكد، أنَّ عزَّت الرشق على دراية كاملة، ومتابعًا لكُلِّ التفاصيل لذلك لخَّص فيها الأمور كُلَّها بعبارات مُختصرة فحواها أنَّ نتنياهو يكرر وضع العصي في عجلات الاتفاق، بعدما ابتلع «موقفًا» كأنَّه مؤيّدٌ ومساند له من قِبل الرَّئيس دونالد ترامب.
وعمليًّا، جيش الاحتلال يواصل عدوانه على جنين وطولكرم وطوباس، متسببًا بدمار واسع وعمليَّات نزوح قسري، ويأتي ذلك، فيما تستمر آليَّات الاحتلال العسكريَّة في عمليَّات التجريف للبنية الأساسيَّة وتفجير وتدمير المنشآت والمباني السكنيَّة خصوصًا في مُخيَّم جنين الَّذي تحوَّل إلى أسطورة، بَيْنَما وسَّعت قوَّات الاحتلال من حملات الاعتقال والتنكيل بحقِّ المَدَنيِّين، ودفع آلاف مِنْهم على النزوح القسري في مُخيَّمات طولكرم ونور شمس وجنين والفارعة.
في هذا المجال، والمتعلق بسلوك الاحتلال ومحاولاته تعطيله لاتفاق «صفقة التبادل»، عادتِ الطرف «الإسرائيلي» للعزف على وتَرِ إحداث حالة من «التهجير» لسكَّان ومواطني القِطاع، وهو ما أشار إِلَيْه نتنياهو في واشنطن، وإن على لسان ساسة أميركيِّين من طاقم الرئيس دونالد ترامب ومن «دهاقنة» اليهود في إدارته، الَّذين حتَّى ساعدوا نتنياهو على تعطيل البروتوكول الإنساني المُتفق عَلَيْه، والَّذي ينص على إدخال ستِّين ألف كرفان و(200) ألف خيمة مؤقتة لاستيعاب النازحين في القِطاع إلى حين إعادة الإعمار، بالإضافة إلى (600) شاحنة يوميًّا تحمل مساعدات ووقودًا، مِنْها خمسين شاحنة مخصَّصة للوقود والغاز، إلى جانب المعدَّات الطبيَّة والإنسانيَّة.
لقد دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزَّة، الثلاثاء 4 شباط/فبراير 2025، يومه الـ(17)، فيما تنتظر مختلف الأوساط نتائج مباحثات الرَّئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الَّتي بدأت يوم الثلاثاء الرابع من شباط/فبراير 2025، في واشنطن، حيث يُنظر إلى المباحثات على أنَّها محطَّة مهمَّة في مسألة تقدُّم مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار و»صفقة التبادل» إلى خطوات عمليَّة يتمُّ من خلالها إنجاز المرحلة الثَّانية.
نَعم، هناك توجُّس عربي رسمي من هروب نتنياهو من استحقاقات ما تمَّ التوصل إِلَيْه. فما تمَّ التوصل إِلَيْه للتنفيذ وليس للتفاوض عَلَيْه مرَّة ثانية (نعم للتنفيذ وليس لإعادة التفاوض عَلَيْه)، لذلك بادر خمسة وزراء خارجيَّة عرب ومسؤول فلسطيني كبير بإرسال رسالة مشتركة إلى وزير الخارجيَّة الأميركي (ماركو روبيو)، يطالبون بتنفيذ كامل الاتفاق كــ(رزمة) واحدة، من وقف النَّار إلى «صفقة التبادل»، ويعارضون فيها خطط تهجير الفلسطينيِّين من غزَّة.
علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك