الأربعاء 05 فبراير 2025 م - 6 شعبان 1446 هـ
أخبار عاجلة

قائد جديد لأركان جيش الاحتلال.. لماذا؟

قائد جديد لأركان جيش الاحتلال.. لماذا؟
الأربعاء - 05 فبراير 2025 01:54 م

علي بدوان

10


جاء تعيين الجنرال الجديد (أيال زامير) رئيسًا لهيئة أركان جيش الاحتلال ليطرحَ العديد من الأسئلة حَوْلَ أوضاع هذا الجيش في الاستقالات المتتاليَّة لعددٍ من كبار الضبَّاط العسكريِّين والأمنيِّين منهم رئيس الأركان الجنرال هرتسل هاليفي ووزير الحرب من قبله الجنرال (يواف جالانت)، بعد حرب فظيعة خاضها جيش الاحتلال ضدَّ المدنيِّين العزَّل من المواطنين الفلسطينيِّين في القِطاع المحاصر، وفصائل متواضعة الإمكانات التسليحيَّة قياسًا بإمكانات جيش الاحتلال.

ولم يَكُن في هذا الأمر، رئيس برنامج سياسة الأمن القومي في «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة «تل أبيب»، عوفِر شيلَح، مجافيًا للحقيقة، ففي مقال منشور على موقع القناة الـ(12) الإلكتروني يوم الثاني من فبراير ـ شباط 2025. كان هادئًا ويُفكِّر ببرودة أعصاب في نقده لما جرى في الحرب على القِطاع والخسائر الكبرى العسكريَّة الَّتي تعرَّض لها جيش الاحتلال بالطاقة البَشريَّة، واهتزاز مكانة «إسرائيل» في العالَم بأسرِه.

وردت تلك الأقوال في تصريحاته الأخيرة بعد تعيين الجنرال (إيال زامير) رئيسًا لهيئة أركان الجيش بعد استقالة الجنرال هرتسل هليفي على خلفيَّات عسكريَّة لها علاقة بالحرب على قِطاع غزَّة، وجدواها السياسيَّة المتعلقة بأهداف الحرب إيَّاها.

عوفر شيلح وبرؤيته السياسيَّة كخبير من الطراز الأوَّل بالشَّأن «الإسرائيلي» عدَّ أنَّ معاناة كبرى يقع تحتها الجيش، وأنَّ الجنرال الجديد يتسلم جيشًا مُنهكًا، وفق ما جاء على صفحات الصحف العبريَّة وفق المقال.

معتبرًا، أنَّ هذه الأمور تبرز خصوصًا في «قوَّات البَريَّة النظاميَّة وقوَّات الاحتياط، وفي ظاهرة مغادرة ضباط واعدين وكفاءات لصفوف الجيش». ولفَتَ إلى أنَّ «معالجة هذه القضيَّة كان فاشلًا؛ بسبب فقدان القيادة العسكريَّة لصلاحيَّاتها إثر بقاء المسؤولين عن الإخفاقات في بداية الحرب في مناصبهم». ولم يقوموا بلجم النزيف في صفوف الضباط في المستوى المتدني والمتوسط، وبلورة نموذج حديث لقوَّات الاحتياط الَّذي تبرز فيه مؤشِّرات كبيرة على التآكل، وقِسم من قيادة الجيش لا يدرك ذلك.

المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، وفي رؤية ثاقبة نسبيًّا عدَّ أنَّ الجنرال زامير، «كان شريكًا بقدر كبير في جزء من المفاهيم الاستراتيجيَّة الَّتي أملاها نتنياهو وقيادة الجيش، والَّتي تحطمت بعد خمس سنوات» في السابع من أكتوبر.

نَعم، ولكلِّ مَن يراقب تطوُّرات الوضع الداخلي «الإسرائيلي» يرى بوضوح وعند قراءته التفاصيل، أنَّ مناخًا من مزيج من التعب والإرهاق يسود في «الجيش الإسرائيلي» وحتَّى الإرباك والهروب من تقييم ما جرى، ومن الأُطر الجوفاء (البشريَّة) الَّتي باتت تسود بجيش الاحتلال، بأعدادها وكفاءاتها البعيدة عن أن تكُونَ كافية، والأهمُّ هو نُموُّ وتراجع تنفيذ أوامر العمل العسكري عند بعض القِطاعات.

هنا، وبعقليَّة التهوُّر يواجه الجنرال (إيال زامير) مجموعة وقِسمًا من المستوى السياسي من المجانين والمهووسين الَّذين يدعون إلى العودة إلى الحرب من أجْلِ الحرب، وهو ما أنزل العلاقات بَيْنَ المستويين السياسي والعسكري إلى الحضيض، ولتسوء العلاقات يومًا بعد يوم في ظل مُجتمع يعاني من الانقسام بشأن الحرب والسياسة وعناوينهما.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب

دمشق ـ اليرموك

[email protected]