الأحد 09 فبراير 2025 م - 10 شعبان 1446 هـ
أخبار عاجلة

ولنا كلمة : التشغيل والأدوار التكاملية

ولنا كلمة : التشغيل والأدوار التكاملية
الثلاثاء - 04 فبراير 2025 02:26 م

طالب بن سيف الضباري

300


أي مشروع هدفه تحقيق المصلحة العامة لأفراد المجتمع أو المجتمع بصفة عامة، لن يتحقق هذا إلا إذا تكاملت فيه الأدوار وعرف كل دوره في المتر المربع الذي يعنيه، وأسهم بما يملك من إمكانات وأدوات قانونية وتشريعية في معالجة مجموع التحديات والمعوقات، التي يمكن أن تعترض التوجه أو المسار المراد تحقيقه، فملف الباحثين عن عمل من أعقد الملفات التي تعمل عليه الحكومة طوال السنوات الماضية، وأكثرها صعوبة بأحادية التنفيذ على اعتبار أن كل الحمل ملقى على جهة واحدة لأنها معنية بقطاع العمل، في الوقت الذي يفترض أن يكون الكل معنيًّا بذلك خصوصًا تلك الجهات التي تدير قطاعات مهمة وحيوية وفيها فرص عمل لا حصر لها، فإذا ما قامت بدورها ستختفي ظاهرة الباحث عن عمل نظرًا للتفاوت النسبي بين القوى العاملة العُمانية وغير العُمانية في سوق العمل.

أذكر طوال الأعوام الماضية حاولت وزارة العمل أن تعمل وفق هذا التوجه عندما شكل مجلس الوزراء لجنة لمعالجة هذه القضية، بعد وقفات الاحتجاجات من الباحثين عن عمل أمام مبنى الوزارة، وتم تقسيم الأدوار بين القطاعات لتقديم تصوراتها بالأعداد التي يمكن استيعابها في سوق العمل، إلا أن ونظرًا لغياب الجدية لدى أغلب القطاعات المعنية وعدم شعورها بأنها طرف أساسي في المعالجة، أدى ذلك إلى تحمل الوزارة المعنية تبعات توظيف 25 ألف باحث عن عمل من المواطنين، فإلى متى ستنأى تلك القطاعات وأبرزها النفط والغاز والسياحة واللوجستيات والتجارة والصناعة والإنشاءات بنفسها عن هذا الملف، الذي يحظى باهتمام قائد البلاد ويؤكد عليه في كل خطاباته وترؤسه لمجلس الوزراء.

إن تكامل الأدوار في حل قضية الباحثين عن عمل تتطلب المزيد من التفاعل من قبل القطاعات المعنية مع برامج وخطط وزارة العمل، سواء تلك المتعلقة بالتشغيل المباشر أو التدريب المقرون بالتشغيل أو الإحلال، وبالتالي إن لم تمارس تلك القطاعات ما تملكه من أوراق ضغط على الشركات التي تتعامل معها والتأكيد على الالتزام نصًّا بما يتم الاتفاق عليه عبر إسناد المناقصات المليونية، سيبقى الوضع على ما هو عليه وفق إمكانات التشغيل لدى الجهة المعنية مع تزايد مؤشر الباحثين عن عمل سنويًّا، فهل يا ترى سنرى قريبًا هذا التكامل وتجنب البلاد أزمة حقيقية قادمة؟ أم ستترك الجهة المعنية وحدها أمام هذه الأزمة؟

طالب بن سيف الضباري

[email protected]