الخميس 30 يناير 2025 م - 30 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : زيارة تعزز التعاون لبناء مستقبل مشرق

الاثنين - 27 يناير 2025 06:35 م

رأي الوطن

70


تتَّسم العلاقات العُمانيَّة القطريَّة بتاريخ طويل وحافل من التَّعاون الوثيق المستمرِّ بَيْنَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، وتُعَدُّ زيارة (الدَّولة) الَّتي يَقُومُ بها صاحب السُّمو الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دَولة قطر إلى سلطنة عُمان تأكيدًا على هذه الرَّوابط العميقة المُتجذِّرة في عُمق التَّاريخ، خصوصًا وأنَّ الزِّيارة تأتي في وقت حاسم وحساس على الصعيدَيْنِ الإقليمي والدّولي، كما تُشكِّل نقلةً نَوْعيَّة في تعزيز التَّعاون الثُّنائي، خصوصًا في الجانب الاقتصادي، وذلك في ظلِّ ما ستشمله الزِّيارة من مباحثات مُثمرة بَيْنَ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه صاحب السُّمو الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيثُ تبرز هذه الزِّيارة كمحطَّة جديدة في مَسيرة التَّعاون بَيْنَ سلطنة عُمان ودَولة قطر، إذ من المتوقَّع أنْ تُسهمَ هذه المباحثات في تعزيز الأواصر الأخويَّة وتوسيع آفاق التَّعاون بَيْنَ البلدَيْنِ في مختلف المجالات.

تُعَدُّ هذه الزِّيارة مناسَبةً تاريخيَّة لتوطيدِ العلاقات العُمانيَّة القطريَّة الَّتي تجمع بَيْنَهما أبعاد ثقافيَّة واجتماعيَّة راسخة، فالزِّيارة ليسَتْ مجرَّد حدَث دبلوماسي، بل هي تجسيد حقيقي لرغبة قيادة البلدَيْنِ في تعزيز الرَّوابط الأخويَّة، في هذه الأوقات الحسَّاسة، تَبرز العلاقات العُمانيَّة القطريَّة نموذجًا يُحتذَى به في المنطقة، حيثُ يجسِّد لقاء القائدَيْنِ الحكيمَيْنِ الشَّراكة والتَّفاهم العميق بَيْنَ الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، كما تُعَدُّ هذه الزِّيارة فرصةً للحديثِ عن مشتركاتهما العميقة في تاريخ طويل من التَّعاون الَّذي جعلَ من عُمان وقطر شريكَيْنِ استراتيجيَّيْنِ، يتجاوزان الصُّعوبات ويواصلان تعزيز الرَّوابط بَيْنَهما، كما أنَّها فرصةٌ لتعزيزِ التَّنسيق السِّياسي والثَّقافي بَيْنَ البلدَيْنِ، فالقيادتان في البلدَيْنِ تستشرفانِ المستقبل بتوجيهاتٍ واضحة نَحْوَ تعزيز التَّفاهم والتَّعاون في مجالات عدَّة، من بَيْنِها التَّعليم، الثَّقافة، والسِّياحة.

إنَّ هذا اللِّقاء بمثابة خطوةٍ استراتيجيَّة نَحْوَ تقوية الجسور بَيْنَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، سلطنة عُمان ودَولة قطر، خصوصًا في مجالات العمل المشترك الَّتي لا تقتصر على الاقتصاد فقط، بل تتَّسع لِتشملَ قضايا إنسانيَّة وثقافيَّة مشتركة، كما يُمثِّل فرصةً لِبحْثِ قضايا المنطقة ويظهر التَّنسيق بَيْنَ البلدَيْنِ في ظلِّ التَّحدِّيات المُعقَّدة الَّتي تشهدها المنطقة، فالمباحثات بَيْنَ جلالة عاهل البلاد المُفدَّى وأخيه صاحب السُّمو الشَّيخ أمير دَولة قطر فرصة للطرفَيْنِ لِتبادُلِ الرُّؤى حَوْلَ كيفيَّة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، حيثُ يسعَى البلدانِ الشَّقيقانِ إلى العمل معًا نَحْوَ ضمانِ مستقبل مشترك مزدهر. بالإضافة إلى ذلك، تُعَدُّ هذه الزِّيارة خطوةً مُهمَّة في مواصلة تعزيز العلاقات الخليجيَّة وتدعيم جهود التَّعاون المشترك في مواجهة التَّحدِّيات الإقليميَّة والدّوليَّة.

إنَّ هذه الزِّيارة تُشكِّل بدايةَ مرحلةٍ جديدة من التَّعاون بَيْنَ البلدَيْنِ، مرحلة تتَّسم بالتَّفاؤل والتَّحفيز نَحْوَ تعزيز الشَّراكة في مجالات مُتعدِّدة، فما شملها من مباحثات بَيْنَ القيادتَيْنِ ليسَتْ فقط انعكاسًا للرَّغبة في التَّعاون، بل هي شهادة على الإرادة السِّياسيَّة المشتركة لبناء مستقبل يزخر بالفرص للشَّعبَيْنِ العُماني والقطري وباقي شعوب المنطقة. فسلطنة عُمان ودَولة قطر تسعيانِ دائمًا لتحقيقِ طموحات وتطلُّعات شَعْبَيْهما، عَبْرَ تحقيق التَّنمية المستدامة، وبناء عالَم يعمُّ فيه السَّلام والازدهار، ممَّا يفتحُ آفاقًا جديدة لمستقبلٍ أكثر إشراقًا للبلدَيْنِ والمنطقة، فهذه الزِّيارة تعكسُ قدرةَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ على العمل معًا لتحقيقِ أهداف مشتركة تُسهم في استقرار وتحقيق أمن المنطقة والعالَم، جنبًا إلى جنب مع تحقيق التَّنمية المستدامة المنشودة.