تنظم «أسبوع عمان للمناخ» فبراير المقبل
مسقط ـ « الوطن»:
تولي سلطنة عُمان، ممثلة بهيئة البيئة، اهتمامًا بالغًا لحماية البيئة والتنوع الأحيائي وإدارة المحميات الطبيعية ومكافحة التلوث، والحد من التغيرات المناخية وتعزيز التنمية المستدامة، وتطوير الخطط والمشاريع والمبادرات النوعية والاستراتيجية، وتعزيز الاستثمار في المحميات الطبيعية والطاقة والهيدروجين الأخضر والكربون الأزرق، وتطبيق السياسات البيئية، والتوازن بين المتطلبات العصرية لتنفيذ المشروعات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، والتي جميعها تصب في تنفيذ رؤية (عمان 2040) لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر وذلك ضمن أولوية البيئة والموارد الطبيعية في الرؤية.
حيث قدمت الحكومة العديد من القوانين والتشريعات البيئية والقرارات الإدارية لحماية البيئة، بما في ذلك قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث رقم:(114/ 2001م)، وقانون تنظيم الاتجار في الأحياء الفطرية رقم:(45/ 2024م)، والقرارات الوزارية مثل: القرار رقم:(8/ 2024م) بشأن حظر استخدام أكياس التسوق البلاستيكية، والقرار رقم:(187/ 2024م) الخاص بتعديل بعض أحكام لائحة تنظيم التصاريح البيئية.
وفي أحدث قراءة لمؤشر الأداء البيئي العالمي لعام 2024م قفز ترتيب سلطنة عُمان في المؤشر ليصل إلى المركز الـ(54) عالميًا بدلًا من المركز الـ (149) الذي كانت تحتله عام 2022م من أصل 180 دولة حول العالم، وبلغت درجتها في المؤشر 51.9 من 100، وجاءت سلطنة عمان في الترتيب الثاني على مستوى دول الشرق الأوسط والدول العربية، بحسب الإعلان الصادر في يونيو 2024م عن مركز السياسات والقوانين البيئية بجامعة (ييل) الأميركية.
وهذا التحسن الكبير الذي تحقق في تصنيف سلطنة عُمان، جاء مدفوعًا بتحسُّن ملحوظ تحقق في مختلف محاور القضايا البيئية، وهي: الموائل والتنوع الأحيائي، والغابات، والزراعة، ومصائد الأسماك، ومصادر المياه، وتلوث الهواء، وجودة الهواء، ومياه الشرب والصرف الصحي، والمعادن الثقيلة، وإدارة النفايات، والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وتنقسم القضايا البيئية إلى ثلاثة أهداف رئيسية وهي: حيوية النظام البيئي، والصحة البيئية، وتغير المناخ. ويشتمل الهدف الرئيسي الأول (حيوية النظم البيئية) الذي يقيس مدى نجاح البلدان في الحفاظ على النظم البيئية وحمايتها وتعزيزها والخدمات التي تقدمها على 45% من إجمالي درجة المؤشر ككل ويتكون من ست فئات للقضايا وهي: الموئل والتنوع الأحيائي، وخدمات النظم البيئية، ومصائد الأسماك، والأمطار الحمضية، والزراعة، والموارد المائية، أما الهدف الرئيسي الثاني بالمؤشر وهو (سياسة الصحة البيئية) فيقيس مدى حماية البلدان من المخاطر الصحية البيئية، وقد اشتمل على 25% من إجمالي درجة المؤشر ككل ويتكون من أربع فئات للقضايا وهي: جودة الهواء، ومياه الشرب، والصرف الصحي، وإدارة النفايات، بالإضافة إلى أن المؤشر أصبح يقيس (تغير المناخ) في تصنيف 2024 كهدف رئيسي جديد وهو يشتمل على 30% من إجمالي درجة المؤشر ككل ويتكون من فئة قضية واحدة وهي: التخفيف من آثار تغير المناخ.
ونظراً لما تمثله ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية وما يصاحبها من تداعيات على النظم البيئية الايكولوجية والاقتصادية والاجتماعية، فإن هيئة البيئة بسلطنة عُمان وبالتعاون مع المنظمات الدولية المتخصصة ومختلف الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية والبحثية سوف تنظم «أسبوع عمان للمناخ» لأول مرة بهدف توحيد العالم في دعم العمل المناخي والتركيز على مكانة والتزام سلطنة عمان بمستقبل صفري للانبعاثات الكربونية، خلال الفترة 24 - 27 فبراير 2025م، بالإضافة لجعل القادة والخبراء وصناع القرار في جميع أنحاء العالم للتعاون لتنفيذ الإجراءات التي من شأنها ضمان تحقيق التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وسيتضمن «أسبوع عُمان للمناخ» العديد من الفعاليات المتنوعة والمؤتمرات العلمية والجلسات النقاشية الاستراتيجية وورش وحلقات العمل التخصصية، والمنصات الشبابية التفاعلية، ومعرض التكنولوجيات والحلول البيئية. كما سيتم نشر الأوراق العلمية والبحثية المحكمة في أرقي المجلات العالمية المرموقة لأبرز جهود ومكانة سلطنة عُمان في النشر العلمي والبحثي في المجالات البيئية المتخصصة.