الخميس 23 يناير 2025 م - 23 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

محورية الدوحة ودورها الريادي فـي القضايا الدولية

محورية الدوحة ودورها الريادي فـي القضايا الدولية
الأربعاء - 22 يناير 2025 06:30 م

خميس بن عبيد القطيطي

30


لفَتَتْ دَولةُ قطر أنظارَ العالَم بما قدَّمتْه من أدوار رياديَّة في العديد من الملفَّات الإقليميَّة فأثبتَتْ قدرات غير عاديَّة في تحقيق النَّجاح في تلك الملفَّات والتَّوصُّل إلى صيَغٍ مقبولة بَيْنَ مختلف الأطراف، لا سِيَّما في الملفِّ الفلسطيني المُعقَّد الَّذي تتبنَّاه الدَّوحة وخصوصًا منذُ بداية معركة طوفان الأقصى في السَّابع من أكتوبر 2023م والَّذي قابلَه عدوان صهيوني مدعوم دوليًّا؛ لذا لم تتوقفِ الجهود القطريَّة حتَّى تمَّ إعلان وقف إطلاق النَّار يوم الأحد الماضي الـ(19) من يناير 2025م توَّجَتْه الدَّوحة بالتَّوصُّل إلى اتِّفاق شامل وذلك بعد جهود مضنية لِمدَّة عام تقريبًا فلم تضعفْ عزيمتها ولم تتوانَ حتَّى تُحقِّقَ النَّجاح في تلك المفاوضات المُعقَّدة؛ ممَّا يؤكِّد على القدرات الدبلوماسيَّة لدَولة قطر والَّتي وضعَتْها في مقدِّمة الدوَل الفاعلة، وهذا الأمْرُ لا يُمثِّل فخرًا لأبناء قطر فقط، بل فخر لأبناء الأُمَّة العربيَّة عمومًا أن تضطلعَ دَولة عربيَّة بملفَّات سياسيَّة مُعقَّدة وتُحقِّقَ نجاحًا منقطع النَّظير. فهذا لا يتأتَّى إلَّا من خلال الإرادة والقيادة الحكيمة برئاسة صاحب السُّمو الشَّيخ تميم بن حمد آل ثاني ـ أمير دَولة قطر والدبلوماسيَّة النَّشطة الَّتي يَقُودُها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة الشَّيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، كما يُعَبِّر عن بُعدِ نظر وعزم كبيرَيْنِ ونيَّات صادقة أيضًا في تحقيق السَّلام. هنيئًا للأشقَّاء في دَولة قطر تلك الأدوار الرّياديَّة والجهود الإنسانيَّة والمواقف المُشرِّفة.

ما تَحقَّق في ملفَّات سابقة عديدة تبنَّتْها الدَّوحة بدءًا من أفغانستان إلى ليبيا والسُّودان وانتهاءً بالملفِّ الفلسطيني (الأصعب) جعلَ الدَّوحة محطَّ أنظار الإعلام العالَمي، فقَدْ نشرَتْ صحيفة «واشنطن بوست» ما يلي: «لسْتَ بحاجةٍ إلى قوَّة عسكريَّة هائلة أو امتدادٍ جغرافي واسع لِتصبحَ محوريًّا في القضايا السَّاخنة، الحكمة هي القوَّة الحقيقيَّة الَّتي تُغيِّر المعادلات». وفي الحقيقة أنَّ تلك المعادلات السِّياسيَّة دائمًا تتطلَّب دبلوماسيَّة ذكيَّة وصياغة حلولٍ ناجعة ومتابعة دؤوبة ومحلّ ثقة الأطراف الدّوليَّة، وهذه المواصفات توافرتْ في الدَّوحة فحَقَّقتِ النَّجاح بكُلِّ امتياز.

الملفُّ الفلسطيني والعدوان على قِطاع غزَّة كان أبرزَ تلك الملفَّات وأكثرَها صعوبةً من حيثُ الأوضاعُ الإنسانيَّة المتفاقمة في قِطاع غزَّة، والصُّمود الأسطوري للمقاوَمة في القِطاع وحاضنتْها الشَّعبيَّة الَّذي يجعل قَبول وقفِ إطلاق النَّار للطَّرف «الإسرائيلي» بعيدَ المنال. وهنا تبرز خبرة الوسطاء في السِّباق مع الزَّمن لإيجاد صيغة مقبولة لوقفِ إطلاق النَّار وما يُمثِّله ذلك من نتائج مُهِمَّة واستراتيجيَّة للمقاوَمة.. فكابد الوسطاء حتَّى تحقَّقَ النَّجاح وتمَّ إعلان وقف إطلاق النَّار من العاصمة القطريَّة الدَّوحة، وهو إعلان ترقَّبه العالَم أجمع. وقد تحدَّثنا في مقالِنا السَّابق عن انتصار غزَّة في الموقف العامِّ الاستراتيجي للمواجهة، واليوم نقول شكرًا دَولة قطر وهنيئًا لَكُم تلك الأدوار المحوريَّة المتقدِّمة الَّتي تضطلع بها الدَّوحة على خريطة السِّياسة الدّوليَّة.

الدَّوْر القَطري في الملفِّ الفلسطيني لم يتوقفْ فقط على اتِّفاق وقف إطلاق النَّار.. فاليوم تصلُ (250) شاحنةً من الوقود قادمة من الدَّوحة، وهناك جهودٌ أخرى سوف تُقدِّمها دَولة قطر في ملف إعادة الإعمار في قِطاع غزَّة على مختلف أصعدة الإعمار وأولويَّاته مِثل بناء الوحدات السَّكنيَّة الثَّابتة والمتنقِّلة والإمدادات في المجال الطبِّي والإغاثي والمواد الاستهلاكيَّة الضَّروريَّة لإعاشة أبناء القِطاع. هنيئًا للأشقَّاء في دَولة قطر تلك الأدوار الرّياديَّة المُهمَّة الَّتي أكَّدتْ محوريَّة الدَّوحة على خريطة السِّياسة الدّوليَّة، وشكرًا لَكُم تلك الجهود والدَّعم غير المحدود للقضيَّة الفلسطينيَّة وما يُمثِّله اتِّفاق وقف إطلاق النَّار وبنود الاتِّفاق من نتائج إيجابيَّة في صالح المقاوَمة، على أمل عودة كُلِّ الحقوق المشروعة لأبناء الشَّعب الفلسطيني والتَّحرير الكامل لفلسطين من البحر إلى النَّهر.

خميس بن عبيد القطيطي

[email protected]