الخميس 23 يناير 2025 م - 23 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

منتدى «دافوس» يعلن رسميا شراكته الاستراتيجية مع سلطنة عمان فـي مجال الثورة الصناعية الرابعة

منتدى «دافوس» يعلن رسميا شراكته الاستراتيجية مع سلطنة عمان فـي مجال الثورة الصناعية الرابعة
الثلاثاء - 21 يناير 2025 06:42 م
40

إطلاق الهوية البصرية الوطنية عالميا


مسقط ـ «الوطن »:

تواصل سلطنة عمان المشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" بسلسلة من اللقاءات الثنائية المكثفة والجلسات النقاشية مع كبار المسؤولين والمستثمرين العالميين، والتي تستهدف تعزيز آفاق التنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الجديدة، وتوسعة التعاون الاستراتيجي وفرص الشراكات والتحالفات الاستراتيجية مع دول العالم.

وفي احتفالية خاصة شهدت حضور وفود من الدول المشاركة وكبار المستثمرين ووسائل الإعلام الدولية، احتفى الحضور في جناح سلطنة عمان في منتدى "دافوس" بإطلاق الهوية البصرية الوطنية عالميا، بهدف ترسيخ مكانة سلطنة عمان على الساحة الدولية، وتعزيز الشراكات مع دول العالم، وترويج الفرص الواعدة للاستثمار في سلطنة عمان.

وبحضور ممثلي الدول والمؤسسات المشاركة في المنتدى, أعلن منتدى "دافوس" رسميا عن شراكته الاستراتيجية مع سلطنة عمان من خلال توقيع اتفاقية برنامج التعاون الاستراتيجي بين وزارة الاقتصاد والمنتدى الاقتصادي العالمي في مجال الثورة الصناعية الرابعة (التعاون من أجل العصر الذكي)، ويهدف هذا التعاون للاستفادة من الخبرات العالمية والممارسات الرائدة، وتطوير بيئة شاملة لتعزيز الابتكار وتطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في سلطنة عمان.

ويأتي التعاون في ضوء التزام سلطنة عمان بتحقيق أهداف رؤية عمان 2040 وتعزيز الاقتصاد المبني على المعرفة والتكنولوجيا، ويمثل هذا البرنامج فرصة استراتيجية لسلطنة عمان للاستفادة من خبرات المنتدى الاقتصادي العالمي وممارسات الدول الرائدة في مجال الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق أهداف رؤية عمان 2040 من خلال تعزيز الابتكار، وتنويع الاقتصاد، وتطوير المهارات الوطنية وإعداد الكوادر البشرية المؤهلة لتبني وتطبيق تقنيات حديثة، وتطوير السياسات الوطنية الخاصة بالثورة الصناعية الرابعة، وتسريع التحول الرقمي وتنفيذ مشاريع وطنية تعتمد على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتقنيات البلوك تشين، وتحسين جاهزية البنية التحتية الرقمية وتعزيز مساهمة الأنشطة التقنية في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة عدد الوظائف المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة وتوسيع شبكة التعاون مع مراكز التكنولوجيا العالمية، والمشاركة في تطوير أطر الحوكمة العالمية للتكنولوجيا.

وتعزيزا لهذه الشراكة, اجتمع معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد ورئيس وفد سلطنة عمان في المنتدى الاقتصادي العالمي مع سيباستيان بوكوب عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الشبكة والشراكات الاستراتيجية في مركز الثورة الصناعية الرابعة بالمنتدى الاقتصادي العالمي لبحث العلاقات الثنائية وتوسعة التعاون بما يعزز مكانة السلطنة كوجهة استثمارية في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ويساهم في تطوير السياسات وحوكمة الأنشطة التقنية.

وفي إطار توسعة الشراكات الاستراتيجية مع الشركات الرائدة عالميا, اجتمع معالي وزير الاقتصاد مع روبرت ميرسك رئيس مجلس إدارة مجموعة ايه بي مولر ميرسك العالمية, وتناول اللقاء استكشاف إمكانيات توسيع نطاق الشراكة الحالية بين ميناء خزائن البري ومجموعة ميرسك لتشمل مشاريع لوجستية وبحرية أخرى، وتحديث وتحسين البنية التحتية اللوجستية في ميناء خزائن البري لتعزيز كفاءة عمليات الشحن والتفريغ، وتعزيز خدمات النقل البحري ومحطات الحاويات المبردة لدعم مكانة ميناء خزائن البري كمركز حيوي للاستيراد والتصدير وإعادة الشحن، وزيادة تصدير المنتجات الغذائية والصيدلانية، وتناول اللقاء إمكانية إنشاء مرافق جديدة مشتركة تدعم التجارة واللوجستيات في المنطقة، وتطوير تقنيات متقدمة للموانئ لتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير وتعزيز الأمان والسرعة، واعتماد حلول مستدامة في عمليات النقل واللوجستيات لضمان تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الكفاءة، كما ركز اللقاء على استكشاف فرص التوسع الدولي للمنتجات العمانية من خلال شبكة ميرسك العالمية، مما يفتح أسواقا جديدة ويعزز من حضور عُمان في السوق الدولية، وتطوير الكوادر العمانية وبرامج تدريب وتطوير الكوادر العمانية في مجالات النقل البحري واللوجستيات لتعزيز القدرات المحلية ودعم الاقتصاد الوطني.

ويأتي اللقاء في إطار دعم أنشطة النقل والتخزين واللوجستيات التي تعد أحد الركائز الرئيسية لدعم توجهات التنويع الاقتصادي في سلطنة عمان, من خلال تعزيز الشراكة مع كبرى الشركات الدولية بهدف تسهيل حركة الاستيراد والتصدير للقطاع الخاص في عُمان، وتعزيز كفاءة حلول الشحن واللوجستيات، ورفع التنافسية الدولية لسلطنة عمان.

كما تضمن جدول الاجتماعات واللقاءات مع الشركات العالمية والتحالفات الدولية خلال منتدى "دافوس" لقاء معالي الدكتور سعيد الصقري مع سيرج روبن الرئيس التنفيذي للبنك العربي (سويسرا), واجتماع مع شركة اوكسي بحضور أشرف المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة اوكيو لبحث التعاون الاقتصادي المشترك, واجتماع مستقبل أبطال النمو مع تحالف من الوزراء والمديرين التنفيذيين والقادة الذين يشتركون في أجندة مشتركة ورؤية للنمو ترتكز على الحيوية والمرونة المجتمعية والبيئية, واجتماع تحالف المديرين والوزراء ورؤساء المنظمات الدولية لتعزيز الانتقال العادل نحو التنمية المستدامة على أعلى مستويات صنع القرار العالمي.

واستضاف جناح سلطنة عمان الجلسة النقاشية حول "التنويع الاقتصادي والاستدامة في سياق التحديات الجيوسياسية، مع التركيز على دور مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الآسيان في تعزيز الروابط التجارية" وشارك في الجلسة معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد ورئيس وفد سلطنة عمان في "دافوس" ومعالي تنكو زافرول عزيز، وزير التجارة والصناعة لماليزيا، وديفيد هيرن، رئيس شراكات الحكومة العالمية في بلومبيرغ ميديا, وعدد من الوزاء وكبار المسؤولين من مصر، وقطر، وإندونيسيا، وفيتنام بالإضافة إلى الشركاء من سلطنة عمان المشاركين في المنتدى وممثلين عن كبرى شركات العالمية مثل فيزا وماستركارد، وميتا.

وتناولت الجلسة المتغيرات الجديدة المؤثرة على حركة التجارة العالمية والاستراتيجيات الدبلوماسية والاقتصادية لتعزيز صمود الآسيان، ومناقشة استراتيجيات تعزيز التجارة البينية بين دول مجلس التعاون الخليجي والآسيان، وتسليط الضوء على فرص توسيع الأسواق للصادرات العمانية خصوصًا في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا, وتشجيع الاستثمار في في مشاريع البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة، التي تدعم أهداف التنمية المستدامة في كل من منطقة مجلس التعاون والآسيان, كما تم استعراض دور التقنيات الجديدة والابتكار في تعزيز القدرات الاقتصادية لعمان والمنطقة، مع التركيز على الصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.

وخلال مداخلاته في الجلسة، أكد معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري على النمو الذي تشهده صادرات سلطنة عمان غير النفطية والذي يعكس زيادة الطلب الدولي على المنتجات العمانية مثل الألومنيوم والأسماك والمنتجات الكيماوية والبتروكيماويات، وهو ما يتيح فرصا لتوسيع هذه الصادرات إلى أسواق الآسيان، مع التركيز على المنتجات العمانية التي تتوافق مع متطلبات السوق الآسيوي، كما سلط معالية الضوء على فرص الاستثمار في قطاعات التنويع، ومشاريع الطاقة المتجددة، خاصة مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، التي تهدف إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة وتتيح مجالا واسعا لتوسعة التعاون مع دول الآسيان المهتمة بالطاقة المستدامة، وأكد معاليه على الاهتمام الكبير بتطوير التقنيات والابتكار في سلطنة عمان التي تسعى لتشجيع الابتكار وزيادة الاستثمارات في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وهو مجال واعد للتعاون مع دول الآسيان ويمكن أن يشمل تبادل المعرفة في مجال التكنولوجيا الرقمية لتعزيز الاقتصاد الرقمي وتطوير الكفاءات المحلية.

كما أشار معاليه إلى أهمية التعاون في مجال الأمن الغذائي والمائي مع تنامي تحديات الأمن الغذائي، مما يتطلب برامج تعاون مشتركة لضمان استدامة الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية.

وأكد معاليه ان سلطنة عمان تستهدف مكانة دولية واقليمية كوجهة جاذبة للاستثمار نجحت في جذب استثمارات نوعية في مختلف القطاعات الاقتصادية خلال تنفيذ رؤية عمان المستقبلية 2040، وشهد حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة زيادة ملموسة خلال السنوات الماضية ويتجاوز حاليا 26 مليار ريال عماني، وهو ما يؤكد على مقومات الاستثمار الجاذبة في المناطق الاقتصادية الخاصة والمدن الصناعية والحرة في ظل فرص الاستثمار الواعدة والحوافز التي يتم تقديمها للمستثمرين الأجانب، وتقدم الجهود المبذولة لتبسيط الإجراءات الاستثمارية وتسهيل أداء الأعمال.

وتستهدف الجلسة توسعة الشراكات الاستراتيجية والتحالفات الجديدة لسلطنة عمان, حيث تساهم الشراكات والاتفاقيات التجارية بين عمان و العديد من الدول، في تعزيز مكانة عمان كمركز إقليمي للتجارة والصناعة واللوجستيات، وحققت اتفاقيات التجارة الحرة مثل الاتفاقية بين دول الخليج وكوريا الجنوبية، واتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية نشاطا ملموسا للتبادل التجاري وتعزيز تواجد الصادرات العمانية في الأسواق الدولية، ويستهدف التعاون بين دول المجلس ودول الآسيان زيادة المنافع المتبادلة وتعزيز حجم التبادل التجاري.

منتدى «دافوس» يعلن رسميا شراكته الاستراتيجية مع سلطنة عمان فـي مجال الثورة الصناعية الرابعة