الأربعاء 15 يناير 2025 م - 15 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

الصلاة.. ورحلة الإسراء والمعراج «1»

الأربعاء - 15 يناير 2025 04:20 م


برحمة الله وبحمده للإنسان أن أكرمه بفريضة الصلاة التي هي الصلة المباركة بينه وبين ربه،فالصلاة تشع نورًا في القلب المسلم وهي من أعظم فرائض أركان الإسلام،وهي بلسم للجروح وغذاء القلب،وهي الصلة بين العبد وربه، يتوجه المسلم عبر الصلاة بقلب خاشع منيب يناجي رب الأرض والسماوات،والصلاة أمان للمسلم من الهموم والأحزان، فهي ملجأه الأول في كل أمور حياته، وليس في هذه الدنيا شئأعظم وأجمل من هذه الفريضة المباركة،فهي الحصن الحصين في كل زمان ومكان.

فأنت أيها المسلم في الصلاة في ضيافة الرحمن الرحيم، فكل يوم وليلة تقرع باب الملك العظيم، ومن يقرع هذا باب الملك العزيز يفتح له ويفرح الله بعبده وهو يقف على بابه يناجيه،فعن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:(أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمسًا، ما تقول في ذلك هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقي من درنه شيئًا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا)(أخرجه البخاري).

فالصلاة في كل ركن من أركانها وأحكامها ومواعيدها وشروطها نور مضيء لكل المسلمين بما تحمل من نظام في مواعيد وقتها، ويظهر الجمال العظيم عند وقوف المصلين في صف واحد وفق نظام إلهي، معاني وأوصر تجمع المسلمون في هذه الشعيرة العظيمة في بيوت الله المباركة يجمعهم حب الله عبر الصلاة بداية يوم المسلم بأداء الصلاة وينتهي يومه بصلاة مفروضة عليه يفتتحها بتكبير الله، ويختمها بالتسليم، قال الله تعالى:(وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة 45 ـ 46)،فبالصلاة تهدأ النفوس وتكفر الذنوب والمعاصي الصلاة حب لله ولذة ما بعدها لذة ومناجاة تبعدك الصلاة ذات الجوارح الخاشعة عن لذائذ الدنيا الفانية وتبحر بك عبر سفينة الأخرة الخالدة، أذا أردت الخير والبركة والرزق في حياتك فعليك بالصلاة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (طه ـ 132).

وأنت تعيش أيها المسلم في رحاب الصلاة مع اخوانك دخلت على رب الأرض والسماوات كل خيرات وخزان الله عنده كل الأمر بيده بتدبر المصلي في صلاته قرآنًا، يناجي مولاه ويخشع كل أعضاءه لربه في تضرعه ومناجاته قال الله تعالى:(قَد أَفلَحَ ?لمُؤمِنُونَ، ?لَّذِينَ هُم فِي صَلَاتِهِم خشِعُونَ((المؤمنون 1 ـ 2)، وقال تعالى:(وَ?لَّذِينَ هُم عَلَى صَلَوَتِهِم يُحَافِظُونَ، أُوْلَئِكَ هُمُ ?لوَرِثُونَ، ?لَّذِينَ يَرِثُونَ ?لفِردَوسَ هُم فِيهَا خَلِدُونَ) (المؤمنون 9 ـ 11)، وقد جاءت السنة الشريفة بالعديد من الأحاديث التي تبين فضائل الصلاة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بكُمْ، فيَقولُ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ).

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

  كاتب عماني