الخميس 16 يناير 2025 م - 16 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

رأي الوطن : رؤية حكيمة تعزز العدالة والتنمية

الأربعاء - 15 يناير 2025 06:35 م

رأي الوطن


تُجسِّد المكرمات السَّامية الَّتي تفضَّل بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ نهجًا قياديًّا يجمع بَيْنَ التَّوازن الاقتصادي والإنساني، حيث تُعبِّر عن رؤية شاملة تعكس اهتمام القيادة الحكيمة بتلبية احتياجات المواطنين، وتعزيز استقرارهم المعيشي والاجتماعي. فقَدْ جاءتِ المكرمات السَّامية تزامنًا مع الذِّكرى الخامسة لِتوَلِّي جلالته مقاليد الحُكم، وجاءتْ كإشارة عميقة إلى أنَّ المواطن العُماني يظلُّ محور التَّنمية وركيزتها الأساسيَّة، كما أنَّها رسالةُ أمَلٍ وثقة بأنَّ عُمان، بقيادتها الحكيمة وشَعبها الواعي، تَسير نَحْوَ مستقبل أكثر إشراقًا وعدالةً، وتُثبتُ للعالَم أنَّ التَّنمية ليسَتْ مجرَّد أرقام، بل هي حياة تُصاغ بكرامةٍ واحتضانٍ شامل لجميع أبنائها.

ولعلَّ أبرز ملامح هذه المكرمات السَّامية، الَّتي خصَّصتْ (178) مليون ريال عُماني لدعمِ أكثر من (100) ألف مواطن من الفئات محدودة الدَّخل، أنَّها خطواتٌ ملموسة تلامس مختلف جوانب الحياة، بدءًا من رفع المُخصَّصات الماليَّة لبرنامج المساعدات السكنيَّة، مرورًا بدعمِ المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوَسِّطة، وانتهاءً بإنشاء صناديق للزواج لمساعدةِ الشَّباب، كما تضمَّنتِ المكرمات استمرارَ صرفِ معاشات الضَّمان الاجتماعي وصرفَ معاشٍ إضافي للمستحقِّين ممَّن تقلُّ معاشاتهم عن (350) ريالًا عُمانيًّا، فهذه المكرمات لم تأتِ بمعزل عن التَّحدِّيات الرَّاهنة، بل جاءتْ كاستجابةٍ واعيةٍ لاحتياجات المواطنين؛ كونها تُسهم في تخفيف الأعباء وتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي مستدام. والأجمل أنَّها ليسَتْ مجرَّد استجابةٍ ظرفيَّة للتَّحدِّيات، بل هي تعبيرٌ عن سياسةٍ مستدامة ترتكز على القِيَم الإنسانيَّة والعدالة الاجتماعيَّة، فهذه السِّياسات تهدف إلى بناء مُجتمع قوي ومتجانس، يحمل في طيَّاته قِيَم التَّكافل والتَّعاضد.

تُمثِّل هذه القرارات ـ بجانب كونها دعمًا مباشرًا للفئات الأكثر احتياجًا، حيث تتضمَّن رفعَ معاشاتِ الضَّمان الاجتماعي وصرفَ معاشٍ إضافي للمستحقِّين ـ خطوةً اقتصاديَّة مُهِمَّة، خصوصًا الخطوة المتعلِّقة بتحمُّل الحكومة للدّيون المتعثِّرة للمشاريع الصَّغيرة والمتوَسِّطة، فهذه الخطوة تُظهر فَهْمًا عميقًا للتَّحدِّيات الَّتي تواجهها هذه الفئات، ممَّا يفتحُ لها آفاقًا جديدة للنُّهوض بمشاريعها والمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، كما أنَّ إنشاء صناديق للزّواج في جميع المحافَظات يُعَدُّ من بَيْنِ أكثر المبادرات تأثيرًا على المستوى الاجتماعي، حيثُ تُسهم هذه الخطوة في دعم الشَّباب لتأسيس حياة أُسريَّة مستقرَّة، ممَّا يُعزِّز من التَّماسك الاجتماعي، ويُعطي صورةً مشرقة عن التزام القيادة بدعمِ كُلِّ مراحل حياة المواطن.

إنَّ هذه المبادراتِ السَّاميةَ ليسَتْ فقط استجابةً لحاجاتٍ آنيَّة، بل استثمار مستدام في بناء مُجتمع قوي ومتماسِك يحمل قِيَم العدل والإنسانيَّة.. إنَّها رؤية مستقبليَّة تُعبِّر عن ثقة القيادة بشَعبها، وتؤكِّد أنَّ عُمانَ ستبقَى منارةً تُضيء طريق التَّقدُّم والكرامة لأبنائها. ففي خضمِّ التَّحدِّيات الاقتصاديَّة العالَميَّة، يُثبتُ جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ أنَّ القيادةَ الحكيمة ليسَتْ مجرَّد إدارة موارد، بل هي احتضان للأوطان وقلوب شعوبها. فهذه المكرمات ليسَتْ مجرَّد قرارات إداريَّة، بل رسائل إنسانيَّة عميقة مفادها أنَّ المواطن العُماني سيظلُّ دائمًا على رأس أولويَّة القيادة.