فيما تأتي زيارة «دَولة» الَّتي يبدؤها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين اليوم لسلطنة عُمان تجسيدًا لأواصر المودَّة والإخاء والصِّلات التَّاريخيَّة الممتدَّة الَّتي تجمع البلدَيْنِ، فإنَّ محادثات القائدَيْنِ ستعمل على المزيد من بَلْوَرة الرُّؤى الثَّاقبة للزَّعيمَيْنِ والَّتي تصبُّ في تحقيق ما يصبو إليه الشَّعبان الشَّقيقان من طموحات، خصوصًا وأنَّ هذه الرُّؤى تستندُ إلى تاريخ حضاري يجمع البلدَيْنِ.
فالتَّواصُل بَيْنَ حضارتَي «مجان» و«دلمون» الضَّاربتَيْنِ في القِدم مثل حجر الأساس لعلاقةٍ قويَّة واستراتيجيّة، حيث تتعزز أُسُس الأخوَّة والتَّفاهم المشترك القائمة منذُ مرحلة ما قَبل التَّاريخ لصَيدِ اللؤلؤ وتجارته، وتجارة اللُّبان لِتزدادَ هذه العلاقات متانة وصلابة عامًا بعد عام، وصولًا إلى عهد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ـ حفظه الله ـ لترسمَ معالم المستقبل المشرق بَيْنَ البلدَيْنِ وتتَّضح هذه المعالم من خلال ما تحملُه رؤيتا «عُمان 2040» و«البحرين 2030» من تطلُّعات.
والمباحثات الَّتي ستجمع الزَّعيمَيْنِ ستتناول عددًا من الجوانب ذات الاهتمام المشترك وفرص تنميتها وتطويرها وستُعزِّز من العمل الخليجي المشترك مع إبراز تطابق وجهات النَّظر بَيْنَ البلدَيْنِ في مختلف القضايا والمستجدَّات على السَّاحتَيْنِ الإقليميَّة والدّوليَّة لِتمضيَ العلاقات بَيْنَ البلدَيْنِ نَحْوَ المزيد من التَّكامل.
المحرر
