أطل علينا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في خطابه السامي احتفاء بذكرى الحادي عشر من يناير، بمضامين وخطط وبرامج تنطلق من احتياجات المجتمع وطموحاته، وبرؤية ثاقبة تستشرف مستقبل البلاد بصورة إيجابية تعكس المتابعة الحثيثة والدقيقة لجلالته ـ أعزه الله ـ لشؤون الوطن وتطلعات المواطن.
(لقد أثبتَ أبناءُ هذا الوطنِ العزيـزِ عبرَ العصورِ أنَّهم صفٌّ واحدٌ كالبنيانِ المرصوص يَسيرونَ على بصيرةٍ مصدرُها العقيدةُ السَّمحةُ).. هكذا استهل عاهل البلاد خطابه السامي بالثناء على المواطنين وتقدير أدوارهم في بناء الوطن وهم على يد واحد بعيدون عن التحزب، حريصون على الألفة والتعاون في سبيل رفعة بلادنا الحبيبة، وجعلها رائدة متقدمة في مختلف المجالات.
يؤكد الخطاب السامي لجلالته ـ أيده الله ـ حجم التطورات في المؤشرات الوطنية والعالمية على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل بتجويد وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين الصحية والتعليمية والبنية الأساسية، وتطوير المشروعات التنموية والاستثمارية والتقدم في تنفيذها بخطى مستقرة لبناء قاعدة اقتصادية واعدة ومتينة تؤسس لمستقبل مشرق ومزدهر.
إن استيعاب الطاقات الشبابية وتوجيهها محور مهم وأداة فعالة لتطوير البلاد والدفع بعجلة التنمية، ولذلك وجّه جلالته بمراجعة منظومة التشغيل وربطها بالقطاعات الاقـتصادية والاجتماعية لما للشباب من أدوار بارزة في تعزيز وتطوير آفاق العمل، وفتح مساحات الابداع أمامهم يصنع منهم قادة ملهمين قادرين على الإدارة والتنفيذ بمستويات متقدمة في جميع ميادين العمل، فكان لابد من إشراك الشباب في صنع القرارات الوطنية واستغلال قدراتهم ومهاراتهم في إدارة المشاريع الحيوية.
كما إنّ تطوير الاقتصاد المحلي والسير نحو جميع المشروعات التنموية والخدمية وتعزيز المؤشرات الوطنية والعالمية، لابد له من سياسة داخلية وخارجية متزنة ورصينة قادرة على التعامل مع مختلف الصراعات التي تدور حولها بحياد ودبلوماسية لتبني شراكة اقتصادية مع الجميع، ولطالما اعتبرت سلطنة عمان أن الحوار السلمي وإرساء قواعد السلام وتقريب وجهات النظر هي السبيل الأمثل في التعامل مع جميع الأطراف.
وقد أكد الخطاب السامي على هذا المحور ودعا جلالته ـ أعزه الله ـ دول العالم كافة إلى (التضافرِ من أجل بناء عالم تسوده قيم الإنسانية والعدالة تحترم فيه مقدَساتُ كُـلِّ أمَّةٍ وهُوِيَّتُها ودِينُها ومعتقداتُها وأخلاقُها)، وهذا ديدن العمانيين وطبيعتهم السمحة، وهذا ما أرسى قواعده المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه.
الخطاب السامي ملهم بكل مضامينه يحتوي ويستهدف جميع فئات المجتمع، ويدعو إلى التفاؤل كما يؤكد مضي بلادنا بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق مزدهر ينعم فيه أبناء الوطن بالرخاء والسلام والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم ـ بعون الله تعالى ـ وبجهود العمانيين سلطانًا.. وحكومة وشعبًا.
عيسى بن سلام اليعقوبي
من أسرة تحرير «الوطن »