الثلاثاء 14 يناير 2025 م - 14 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

النطق السامي فـي الاحتفال بـ11 من يناير.. خريطة طريق للمستقبل

النطق السامي فـي الاحتفال بـ11 من يناير.. خريطة طريق للمستقبل
الاثنين - 13 يناير 2025 01:02 م

محمد عبد الصادق

10


في غمرة احتفالات سلطنة عُمان بمرور خمس سنوات على تولِّي جلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحُكم، وانطلاق مَسيرة النَّهضة المُتجدِّدة، جاء النُّطق السَّامي بمثابة تأريخ للمرحلة والأحداث الَّتي شهدتها عُمان خلال السَّنوات الخمس الماضية، كما كان بمثابة خريطة طريق للمستقبل، شارك من خلاله جلالة السُّلطان شَعبه التَّحدِّيات والتطلُّعات والآمال ورؤيته للمستقبل.

تصدَّر الخِطاب دعوة من جلالته للشَّعب؛ للاحتفال بالإنجازات الَّتي تحقَّقتْ في البلاد؛ بفضلٍ من الله وجهود وسواعد العُمانيِّين، وفي مقدِّمة النِّعم الَّتي أفاء بها الله ـ عزَّ وجلَّ ـ نعمة الأمن والأمان، الَّلتَيْنِ لا يستقِيَم دُونَهما بناء لدَولة، فهما أساس الاستقرار والازدهار، ولم ينسَ جلالته الإشادة بالخصال الحميدة الَّتي يتمتع بها الشَّعب العُماني، بتمسُّكه باللحمة الوطنيَّة، ونبذه كُلَّ ما من شأنه نشْرُ الفِتن والتَّعصُّب والاستقطاب، والسَّير على بصيرة مصدرها العقيدة السَّمحة، مبادرين للخير، وثَّابِينَ لبناء وطنهم.

أكَّد جلالته ـ أعزَّه الله ـ على نعمة الاستقلال والسِّيادة الوطنيَّة الَّتي حافظتْ عَلَيْها عُمان على مرِّ العصور، واستطاعتْ بفضل رؤية جلالته ـ أيَّده الله ـ تحقيق الاستقلال الاقتصادي، أشرس صوَر الاستعمار في العصر الحديث، ولعلَّ أهمَّ الإنجازات خلال السَّنوات الخمس الماضية، هو النَّجاح في إدارة ملف الإصلاحات الماليَّة والاقتصاديَّة، وتخفيض حجمِ الديون وتسديد جزء كبير مِنْها، الأمْرُ الَّذي أدَّى لتحسينِ المؤشِّرات الماليَّة، والتَّصنيفات السياديَّة لسلطنة عُمان، وهو الإنجاز الَّذي شارك فيه الشَّعب العُماني بالصَّبر على الإجراءات الاقتصاديَّة الصَّارمة، الَّتي رُبَّما لا تتمتع بالشَّعبيَّة الكافية، ولكنَّها أحيانًا تكُونُ كالدَّواء المُر الَّذي نتناوله من أجْلِ الخلاص من المرض.

حرص جلالته في هذه المناسبة الماجدة على استذكار قادة عُمان الأفذاذ على مرِّ التَّاريخ، الَّذين حملوا راية الوطن، ووحَّدوا أُمَّته وصانوا أرضه ودافعوا عن سيادته، معاهدًا شَعبه بأن تظلَّ راية الوطن خفَّاقة، وأن تظلَّ مصلحة عُمان ديدنه، مقتفيًا سِيرة السَّلاطين العظام الَّذين ضحّوا من أجْلِ الوطن وأكملوا مَسيرة البناء بعزم وإصرار.

أكَّد جلالته ـ أبقاه الله ـ على منطلقات رؤية «عُمان 2040»، وأنَّها رؤية العُمانيِّين جميعًا، وطريقهم الواضح نَحْوَ المستقبل، وأنَّ أهداف المرحلة الحاليَّة من عمر النَّهضة المُتجدِّدة تحقَّقتْ، وسنواصل التَّقدُّم في الأعوام القادمة في مجالات تحسين الخدمات المقدَّمة للمواطنين، وتحسين جودتها من خلال تطوير منظومة الخدمات الحكوميَّة، لتحقيقِ التَّميُّز والتَّنافسيَّة.

كما أكَّد جلالته على التوسُّع في إنشاء مشاريع البنية الأساسيَّة والمرافق الصحيَّة والتَّعليميَّة، وإنشاء المُدُن الحديثة المتكاملة، والمشاريع الاستثماريَّة الكبرى، وفق الإمكانات الماليَّة المتاحة، وشدَّد جلالته ـ حفظه الله ـ على أهميَّة تمكين الإدارة المحليَّة وتسريع تنمية المحافظات، وبناء قاعدة اقتصاديَّة، وأهميَّة تطوير الشَّراكة مع المُجتمعات المحليَّة.

كما أكَّد جلالته التزام الحكومة بالحماية الاجتماعيَّة، ومراجعة آليَّات تحقيقها وبرامجها باستمرار، لينعمَ الجميع بالعيش الكريم، وتتحقق العدالة الاجتماعيَّة، دُونَ إغفال التِّجارة والاستثمار، الَّذي يدفع عجلة التَّنمية بالبلاد ويولِّد فرص العمل، بتقديم التَّسهيلات والحوافز الَّتي تدعم التَّنافسيَّة وتسهِّل ممارسة الأعمال، لتحقيقِ التَّنوُّع الاقتصادي، والاندماج في الاقتصاد العالَمي، بإنشاء شبكة من الموانئ والمناطق الحُرَّة والاقتصاديَّة الخاصَّة، والمناطق الصِّناعيَّة المتكاملة، ودعم الابتكار وريادة الأعمال وصناديق الاستثمار الوطنيَّة.

ومن أجْلِ إرساء السَّلام وإطفاء الصِّراعات، دعا جلالته كافَّة دوَل العالَم للتَّضافر من أجْلِ بناء عالَم تَسودُه قِيَم الإنسانيَّة والعدالة، وتحترم فيه المقدَّسات والهُوِيَّة الوطنيَّة والأخلاق السَّامية، وتُصان فيه كرامة الإنسان.

وفي الختام وجَّه جلالته الشُّكر لكُلِّ يدٍ تُسهم في بناء الوطن، وأكَّد اعتزازه بأبناء عُمان المخلِصِين من القِطاعات العسكريَّة والأمنيَّة بكافَّة وحداتها وتشكيلاتها.

محمد عبد الصادق

[email protected]

كاتب صحفي مصري