الثلاثاء 14 يناير 2025 م - 14 رجب 1446 هـ
أخبار عاجلة

اليوم .. ختام العروض المسرحية فـي مهرجان المسرح العربي

اليوم .. ختام العروض المسرحية فـي مهرجان المسرح العربي
الاثنين - 13 يناير 2025 04:36 م
10

مسقط ـ «الوطن »:

تختتم اليوم العروض المسرحية المشاركة في مهرجان المسرح العربي بدورته الخامسة عشرة من مختلف الدول العربية، والتي تستضيفه سلطنة عمان خلال الفترة 9 – 15 يناير الجاري ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح والجمعية العمانية للمسرح، حيث تقدم هذه العروض رؤى فنية غنية ومتنوعة تعكس قضايا إنسانية معاصرة وتطلعات فنية متجددة، ويواصل المهرجان تأكيد مكانته كمنصة للإبداع المسرحي العربي، جامعًا بين العراقة والحداثة في عروض تنبض بالحياة، والتي تفتح نوافذ جديدة للتعبير عن القضايا الإنسانية، وتجسد الثراء الثقافي والفني في العالم العربي.

واختتم امس المؤتمر الفكري والذي كان بعنوان (المسرح والذكاء الاصطناعي بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني) في جلسته الثالثة، حيث تم تسليط الضوء على العلاقة بين الفن المسرحي والتكنولوجيا المتقدمة، من خلال إبراز الذكاء الاصطناعي كأداة مبتكرة لتطوير العروض المسرحية، مع الحفاظ على العنصر الإنساني والإبداعي الذي يجعل المسرح تجربة فريدة، كما تم استعراض التجربة الصينية في الابتكار وتطوير التكنولوجيا في فن المسرح.

البديل الغامض

يطرح الدكتور خليفة الهاجري في ورقته البحثية موضوع العلاقة المتبادلة بين التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، مستكشفًا كيف يمكن لهذه التقنية الحديثة أن تثري العملية الإبداعية. تناقش الورقة التحديات والفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، مع التركيز على تعريف المفاهيم الأساسية، استعراض التطبيقات العملية، وتحليل النماذج التي تنتجها هذه التقنية مقارنة بالتصاميم التقليدية، وتناولت الورقة الجوانب الإيجابية، مثل تعزيز الإنتاجية والابتكار، والجوانب السلبية، مثل فقدان اللمسة البشرية، ويشمل النقاش القضايا الأخلاقية والقانونية المتعلقة بالملكية الفكرية والمسؤولية عن المحتوى، واختتم الهاجري حديثه بعرض تجربة تفاعلية تتيح للحضور استكشاف نماذج توليدية ومناقشة دور التكنولوجيا في مستقبل الفنون المسرحية، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للمبدع البشري، بل أداة تعزز الإبداع والابتكار.

تكنولوجيا الإضاءة

والذكاء الاصطناعي

وفي الجزء الثاني من الجلسة الثالثة والأخيرة من المؤتمر الفكري استعرض المصمم الصيني (ما لوه) المتخصص في تصميم الإضاءة لأكثر من 20 عامًا أعماله الفنية المبهرة التي تمزج بين الإبداع والتكنولوجيا، كما وجه دعوة للحضور لزيارة مدينة (أندرولي) في الصين، المدينة المتكاملة للإضاءة التي تمثل مركزًا عالميًا للتكنولوجيا والفن، كما عرض المصمم أمثلة من أعماله، بما في ذلك تصميم الإضاءة والديكور لعروض راقصة تعود إلى عام 2001، بالإضافة إلى مشروع فريد استخدم فيه 16 لوحة ضوئية تتحكم بالإضاءة على خشبة المسرح. وأكد على صعوبة ودقة هذه الأعمال التي تعتمد بشكل كامل على انعكاسات الإضاءة وتنسيقها، موضحًا أن أي خطأ بسيط قد يهدد العرض بأكمله.

واستعرض المصمم الصيني (ما لوه) في الجلسة مشاهد مسرحية عميقة تتعلق بالموت والسجن، حيث استطاع باستخدام الإضاءة أن ينقل الجمهور إلى أعماق المشاعر المرتبطة بهذه التجارب، مشيرًا إلى اعتماده المتزايد في التحكم بالإضاءة وتحريكها بدقة متناهية، مع التطلع إلى أعمال مستقبلية أكثر تقدمًا باستخدام هذه التقنيات.

وفي السياق ذاته، أكد المصمم الإعلامي (شان جهاي) على أهمية التكنولوجيا المتنامية في المسرح، موضحا بأن الذكاء الاصطناعي بدأ يسيطر على حياتنا منذ عام 2022، كما استعرض بعض الأعمال التي استعان فيها بالذكاء الاصطناعي في تصميم المشاهد، الإضاءة، والرسوم المتحركة، إلى جانب نماذج من تصورات طلابه المستقبلية تحت عنوان (نحن بعد 100 عام).

3 عروض مسرحية

عرضت امس الأول ثلاث عروض مسرحية بدأت بأول عرض مسرحي في مسرح البستان بمسرحية (سيرك) وهو عرض مسرحي عراقي يكشف وحشية الحروب وتفكك المجتمعات من تقديم الفرقة الوطنية للتمثيل وهي مسرحية استثنائية تسلط الضوء على التصدع والتفكك في المجتمعات الإنسانية جراء الحروب والنزاعات، حيث ينقل العمل صورة مؤلمة لانهيار المدن المتحضرة وتحولها إلى رماد، من خلال حكاية سيرك تهدمت واجهته خلال حرب دموية، حيث تكشف المسرحية عن معاناة الشخوص الذين يلعبون أدوارهم أمام جمهور غارق في صراع البقاء.

تلتها مسرحية عد عكسي في مسرح الكلية المصرفية وهو عرض سوري يروي حكاية الحياة والموت برؤية فنية مميزة بتنفيذ فرقة المسرح القومي. يستعرض العمل باستخدام الدمى والإيقاعات الموسيقية في صمت حسي حكاية إنسان بلغ الكهولة، يتأمل لحظاته الأخيرة بسلام، مسترجعًا ذكرياته مع أسرته وزوجته الراحلة، في رحلة تأملية عن الحياة قصيرة العمر مودعاً ذكرياته وأحباءه حيث تمر بمشاهد مؤثرة تُحاكي مشاعر الفقد والحب، وصولاً إلى الانتقال إلى العالم الروحي .

وختاما بمسرحية (بين قلبين) في مسرح العرفان وهو عمل درامي يعكس صراعات السلطة، الأخلاق، والإنسانية، مقدماً تجربة مسرحية ثرية تلامس قضايا اجتماعية حساسة من إنتاج فرقة مشيرب الفنية.