جاء الخِطاب السَّامي الَّذي تفضَّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ فألقاه بمناسبة الـ(11) من يناير يوم توَلِّي جلالتِه مقاليد الحُكم في البلاد لِيجدِّدَ التَّأكيد على جوهر الاستقلال والاستقرار والأمن الَّذي تمتَّعتْ به سلطنة عُمان عَبْرَ العصور المتعاقبة والَّذي كان عاملًا أساسيًّا في الانطلاق نَحْوَ نهضتها المُتجدِّدة.
فقد أكَّد جلالة العاهل المُفدَّى ـ أبقاه الله ـ أنَّ من أعظمِ النِّعــم الَّتي أنعمَ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ به عَلَيْنا نعمة الأمنُ والأمان، حيث إنَّه «لا يستقيمُ لأُمَّـةٍ دونَهُما أمرٌ ولا يَصِـحُّ لدَولــةٍ دونَهُـــما اسـتقرارٌ وازدهارٌ» مبَيِّنَا ـ أعزَّه الله ـ أنَّ أبناء هذا الوطنِ العزيــزِ عَبْرَ العصورِ أثبتوا أنَّهم صفٌّ واحدٌ كالبنيانِ المرصوص يَسيرونَ على بصيرةٍ مصدرُها العقيدةُ السَّمحةُ، نابذينَ كُلَّ تعصُّبٍ رافضينَ كُلَّ استقطابٍ يُجزِّئُ الأُمَّةَ ويَفُتُّ في عَضُدِها مَتمسِّكينَ بكُلِّ ما يجمعُهُم على الحقِّ، مُبادرينَ للخيرِ، وثَّـابِينَ لبناءِ وطنِهم وأُمَّتِهم.»
وما كان لحفاظِ بلادنا على كَيْنُونَتِها كدَولةٍ مستقلَّةٍ ذاتَ سِيادةٍ عَبْرَ العصور مع تعاقبِ أنماط حُكمٍ عديدةٍ إلَّا أنَّ كُلًّا مِنْها أدَّى دَوْرَهُ الحضاريَّ وأمانتَــهُ التَّاريخيَّة لِيكُونَ استذكار قادة عُمان الأفذاذِ على مرِّ التَّاريخِ والَّذين حملوا راية هذا الوطنِ ووحَّدوا أُمَّتَه وصانُوا أرضَه الطَّاهرةَ ودافعوا عن سيادتِه بالإعلان بأن يكُونَ يومُ العشرينَ من نوفمبر من كُلِّ عامٍ يومًا وطنيًّا لسلطنةِ عُمان وهو اليومُ الَّذي تشرَّفتْ فيه الأُسرةُ البوسعيديَّة بخدمةِ هذا الوطنِ العزيز منذُ العامِ 1744م في التزامٍ أكيد بالمبادئ والقِيَمِ الَّتي شَكَّلتْ نسيجَ الأُمَّة العُمانيَّة.
المحرر